صعّد الثوار الماركسيون في كولومبيا هجماتهم احتجاجاً على زيارة الرئيس بيل كلينتون، أمس، وعلى المساعدات المالية والعسكرية الأميركية لبوغوتو التي يرى الثوار انها تؤجج الحرب الأهلية في البلاد. وذكرت السلطات والصحف ان أربعة مدنيين وعنصرين من الشرطة قتلوا خلال هجمات على مناطق مختلفة. وأفادت هذه المصادر ان ثلاثة اشخاص قتلوا في هجوم للقوات المسلحة الثورية الكولومبية ماركسية في نارينو 460 كيلومتراً شمال غربي بوغوتا. وقتل طفل في العاشرة في اشتباك بين الجيش والمتمردين في جيش التحرير الوطني غيفاريون في بلدة اوفيتا 90 كيلومتراً شمال شرقي بوغوتا. وقال قائد الفرقة الخامسة في الجيش الجنرال اوكليديس سانشيز ان مدنيا جرح بالرصاص في هجوم للقوات الماركسية على قافلة عسكرية في سان برناردو 80 كيلومتراً جنوب بوغوتا فضلا عن ستة مدنيين في مكمن نصبته القوات المسلحة الثورية في فوروتول في مقاطعة اراوكا عند الحدود مع فنزويلا شمال شرقي بوغوتا. ونظم الثوار والمنظمات العمالية والطلابية احتجاجات خلال زيارة كلينتون محذرين من أن المساعدات التي تقدمها واشنطن الى كولومبيا ولا يفوقها سوى المساعدات التي تقدمها الى اسرائيل ومصر، ستكون سبباً في إشعال الحرب الأهلية التي تسببت في سقوط 35 ألف قتيل خلال عشر سنوات. وشنت القوات المسلحة الثورية وهي أكبر جماعة ثورية في البلاد، وتضم 17 ألف مقاتل هجوماً الثلثاء. وفجرت ثلاثة بنوك وحاصرت طريقاً سريعاً رئيسياً شرق بوغوتا ونصبت مكامن لقوات الأمن في ست مقاطعات على الأقل. وكان من المقرر أن يصل كلينتون وهو أول رئيس أميركي يزور قرطاجنة التي كانت أكبرميناء تستعمره اسبانيا في الحرب العالمية الأولى حوالى الساعة 10.30 صباحاً بالتوقيت المحلي 15.30 بتوقيت غرينتش وسط اجراءات أمن مشددة شارك فيها 5000 شرطي وجندي ومئات العناصر من الاستخبارات الاميركية. وتصدر جدول محادثات كلينتون مع الرئيس الكولومبي اندريس باسترانا المساعدات التي وافقت الولاياتالمتحدة الشهر الماضي على تقديمها الى كولومبيا، وقيمتها 1.3 بليون دولار، معظمها مساعدات عسكرية لدعمها في حربها ضد تهريب المخدرات وضد الثوار الذين تتصاعد عملياتهم وأعدادهم إذ يقدر عددهم الآن بحوالى 22 ألفاً يسيطرون على نصف مساحة البلاد. واشتبك طلاب مقنعون مع شرطة مكافحة الشغب في مناوشات جرت في شتى انحاء كولومبيا الثلثاء تعبيراً عن الاستنكار للزيارة. وتركزت معارك الثلثاء في المدن الرئيسية الثلاث في البلاد وحولها ومنها العاصمة بوغوتا بعيداً عن قرطاجنة التي تحرسها الشرطة والجنود والطائرات المروحية والسفن الحربية أثناء زيارة كلينتون التي استمرت يوماً واحداً. ودانت قوات الثوار الرئيسية في كولومبيا والمنظمات العمالية الكبيرة موافقة الولاياتالمتحدة على تقديم المساعدات لأنها مؤشر الى تزايد التدخل الأميركي في كولومبيا، وتذكي الصراع الذي مضى عليه ثلاثة عقود قد تجر واشنطن الى مستنقع على غرار المستنقع الفيتنامي.