قال مسؤول أردني رفيع المستوى امس ان صفقة الأسلحة التي أبرمها الأردن مع بيرو العام الماضي تمت مع عسكريين من هذا البلد وبأوراق رسمية، وان أي خلل أدى الى وصول نحو عشرة آلاف رشاش من نوع "كلاشنيكوف" الى أيدي المنشقين الكولومبيين هو "مسؤولية سلطات بيرو وحدها". واكد ان السفير الكولومبي لدى الأردن جيم جيرون كان أبلغ تفاصيل الصفقة والاوراق الرسمية التي تمت بموجبها. وكان السفير الكولومبي يمثل بلاده في الأردن ومصر وصل الى عمان الثلثاء الماضي آتياً من القاهرة، والتقى وكيل وزارة الخارجية الأردني شاهر باك للحصول على توضيحات من الحكومة الأردنية في شأن صفقة الأسلحة التي انتهت في ايدي المنشقين الكولومبيين، وسط تراشق بالاتهامات بين الأردنوبيرو. واتهمت حكومة بيروعمان ببيع الأسلحة الى جهات بيروفية غير رسمية، بهدف تهريبها لاحقاً الى كولومبيا عبر بيرو. لكن رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب رفض امس رفضاً قاطعاً هذه الاتهامات، مؤكداً ان بلاده تملك الوثائق التي تثبت ان الصفقة تمت في شكل قانوني مع بيرو، وان قيمتها نحو نصف مليون دولار. وزاد ان الأسلحة سلمت الى جنرالات بيروفيين في مطار عمان، بحسب وثائق قدموها. وأعرب مسؤول أردني لاحقاً عن استعداد بلاده لإثبات ذلك لبيرو، مشيراً الى ان الاعلام في هذا البلد ضخم القضية في شكل غير مبرر، وملمحاً الى ان ما جرى قد تكون له علاقة بخلافات بين أركان جيش بيرو. وقالت مصادر قضائية في بوغوتا، عاصمة كولومبيا، ان الحكومة بدأت تحقيقات لتحديد طريقة وصول الأسلحة الى المنشقين الماركسيين في كولومبيا. وذكر مسؤولون في بيرو ان الأردن لم يتحقق من هوية الجنرالات البيروفيين الذين أبرموا الصفقة معه، مشيرين الى ان قيمة الصفقة دفعت نقداً. ونفى الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة الأردنية المشير الركن عبدالحافظ مرعي الكعابنة ان يكون التقى الأطرف المعنية عند عقد صفقة الأسلحة، لافتاً الى ان ادارة المشتريات في القيادة العامة هي المعنية بمثل هذه الاجراءات. واكد في تصريحات صحافية نشرت امس ان الصفقة "كانت سليمة"، مشيراً الى ان الوثائق الموجودة لدى المسؤولين الأردنيين تثبت ذلك، وان "فقدان سلطات بيرو السيطرة على الصفقة ليس مسؤولية الأردن". وأوضح الكعابنة ان دور الأردن، بعد توقيع صفقة الأسلحة "كان يتركز فقط على توصيلها الى المطار، وعلى الطرف الآخر نقلها بحسب رغبته إما براً أو بحراً أو جواً". وأضاف انه لم يلتق اي مسؤول أردني للتوضيح أو الاستيضاح لأن ما حصل "موثق وموجود في القيادة العامة للقوات المسلحة وعند المسؤولين الآن". وكان رئيس بيرو، البيرتو فوجيموري، قال الاسبوع الماضي ان الأردن متورط بتهريب أسلحة الى المتمردين الماركسيين في كولومبيا عبر بيرو. وذكر ناطق رسمي أردني ان التصريحات التي نسبت الى رئيس بيرو خلال مؤتمر صحافي "مستغربة" و"لا أساس لها على الإطلاق". وتابع ان الجهات الرسمية اجرت اتصالات مع حكومة بيرو ومع الانتربول لمعرفة ملابسات الاشارة الى وجود علاقة للأردن بعمليات التهريب. ونقلت وكالات أنباء دولية عن فوجيموري تأكيده كشف عمليات تهريب مستمرة منذ نهاية 1998 في 15 آب اغسطس الماضي، وهو التاريخ الذي تزامن مع الاعلان عن ان جيش بيرو واجهزة الاستخبارات احبطت انزالاً رابعاً للأسلحة في غابات الأمازون قرب الحدود مع كولومبيا. وزاد رئيس بيرو ان أسلحة ألقيت للمتمردين الكولومبيين التابعين ل"القوات الكولومبية الثورية المسلحة" هي عبارة عن 10 آلاف رشاش من طراز "كلاشنيكوف" مصدرها الأردن. واشار الى ان جنرالاً أردنياً وعسكريين من بيرو متورطون بالقضية، وكذلك بعض حملة جوازات السفر الأميركية والفرنسية والروسية. وأفادت وكالات أنباء عن انزال شحنة أولى تشمل 2500 رشاش في اذار مارس 1999، وشحنة من 2500 قطعة في نيسان ابريل وأخيراً خمسة الاف قطعة في تموز يوليو العام الماضي.