تختتم خلال الايام القليلة المقبلة آخر المهرجانات الصيفية السياحية في السعودية في مدينة أبها بعد اختتام مهرجاني جدة في الاسبوع الماضي والمدينةالمنورة في الاسبوع السابق له. وتوقعت الهيئة العليا للسياحة في السعودية ان يبلغ عدد السياح الى مهرجات السنة الجارية حوالى 7.2 مليون سائح من الداخل والخارج، وهو رقم تشير الاحصاءات الاولية للمهرجانات التي اقيمت الى انه تحقق. ووفقاً لمسؤل اعلامي في مهرجان جدة فإن عدد زوار المهرجان تجاوز 2.5 مليون سائح فيما وصل الرقم الى 1.5 مليون في مهرجان أبها قبيل اختتام المهرجان بأسبوعين. وعلى رغم عدم توافر احصاءات عن اعداد الزوار لمهرجاني المدينةالمنورةوالطائف حتى الآن، الا ان امتيازات المدينتين ترشحهما لاستقبال اكثر من مليون ونصف زائر لكل منهما. فمهرجان المدينة جاء مترافقاً مع مواسم العمرة والزيارة والاجازات الصيفية للسعوديين، فيما تمتاز الطائف باعتدال مناخها لارتفاعها عن البحر الامر الذي يجعلها مقصداً لاهالي جدة ومكة المكرمة خصوصاً في العطل الاسبوعية. ويتوقع مهرجان جدة ان يصل الانفاق من خلاله السنة الجارية الى بليوني ريال 533.3 مليون دولار مرتفعاً من 800 مليون ريال كان حققها العام الماضي. وتوقع امير منطقة عسير رئيس لجنة التنشيط السياحي الأمير خالد الفيصل ان يحقق مهرجان المنطقة الصيف الحالي اكثر من ثلاثة بلايين ريال مرتفعاً من بليون ريال كان مهرجان عسير حققها العام الماضي. وتركز كل مدينة من المدن السعودية التي اقامت مهرجانات سياحية على المقومات التي تملكها، فمهرجان جدة ركز على الترفيه العائلي للسعوديين، اذ حققت الفعاليات الترفيهية والسكنية الايرادات الكبرى للمهرجان وحظيت بحضور كثيف، فيما ركزت عسير بالاضافة الى الأسر السعودية على توفير برامج للاجانب الموجودين في السعودية مثل برامج تسلق الجبال والطيران الشراعي والليالي العربية. وركز مهرجان المدينة على الجوانب الثقافية والدينية خصوصاً وان الدراسات تشير الى انه بإمكان المدينة استقبال مليون زائر شهرياً دونما مشاكل لتوافر جميع الخدمات التي يحتاجها السياح. وبدا واضحاً ان المهرجانات الصيفية في السعودية ستشهد في السنوات القليلة المقبلة منافسة بين الجهات التي تنظمها وسط التأكيد من المسؤولين على ان السياحة اصبحت صناعة تدر دخلاً اضافياً، وهو الامر الذي بدا واضحاً خلال السنة الجارية عندما ابتعدت اللجان المنظمة في كل مهرجان عما تقدمه المدن الاخرى. يشار الى ان دراسة موثقة اشارت منتصف العام الماضي الى ان السعوديين ينفقون سنوياً على السياحة في الخارج 30 بليون ريال ثمانية بلايين دولار بينما تكون حصة السياحة الداخلية من الانفاق قليلة بالمقارنة. وعلى رغم ان تنظيم المهرجانات السياحية في السعودية حديث نسبياً، الا ان الاقبال عليها اضحى يتصاعد بصورة كبيرة كما حدث الصيف الحالي. وكان أمير منطقة عسير الأمير خالد الفيصل قال في افتتاح ندوة سياحية أخيراً ان معدل السعوديين الذين يقضون اجازاتهم خارج السعودية وصل الى ثلاثة ملايين سائح، انفقوا عام 1997 نحو 31 بليون ريال وهو ما يوازي 17 في المئة من ايرادات السعودية النفطية في العام الذي تلاه. واضاف الأمير خالد انه حسب احصاءات منظمة السياحة العالمية فإن عدد زوار السعودية في العام نفسه وصل الى 3.6 مليون شخص غالبيتهم من الحجاج والمعتمرين انفقوا نحو 5.3 بليون ريال، ما يشير الى ان العجز في ميزان المدفوعات السياحية بلغ في العام قيد البحث نحو 25 بليون ريال. وافاد ان الدراسات اشارت الى ان 24 في المئة من الاسر السعودية تتجه نحو السياحة داخل السعودية بينما تتجه 47 في المئة الى دول غير عربية والنسبة المتبقية تذهب الى دول عربية. وكان المستثمر السياحي محمد باحص قال ل"الحياة" في وقت سابق انه يتوقع ان تحقق السياحة الداخلية سنوياً ما بين سبعة وعشرة بلايين ريال سنوياً. وتشير احصاءات موثقة الى ان السعودية تحتل المرتبة الحادية عشرة في الانفاق السياحي العالمي. وتقدر بعض الدراسات حجم المبالغ التي ينفقها السعوديون في الخارج بنحو 30 بليون ريال سنوياً. وتتوقع دراسات اخرى ارتفاع الانفاق السياحي السعودي سنة 2005 الى 12.3 بليون دولار الامر الذي سيجعل السعودية في المرتبة الثامنة دولياً.