قال مصدر غربي في الجزائر ل"الحياة" إن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سيزور موسكو خلال الأسبوع الأول من تشرين الأول اكتوبر المقبل. وستكون الزيارة الأولى لرئيس جزائري لروسيا منذ الزيارة التي قام بها الرئيس الراحل هواري بومدين في السبعينات. وأكدت مصادر جزائرية هذه المعلومات. وقالت إن الزيارة تأتي تلبية لدعوة وجهها الرئيس فلاديمير بوتين مطلع حزيران يونيو الماضي، وانها ستعالج عدداً من القضايا أبرزها ملف المديونية المعلق منذ سنوات. وأضافت انها تندرج كذلك في سياق "ديناميكية ايجابية لعلاقاتنا وتعزيزها بمضمون نوعي جديد". وكان بوتفليقة زار نهاية السنة الماضية الولاياتالمتحدة لحضور الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لكنه لم يستطع لقاء الرئيس بيل كلينتون. وقام الرئيس الجزائري قبل أكثر من شهر بزيارة لفرنسا التقى خلالها الرئيس جاك شيراك، في أول زيارة رسمية يقوم بها لباريس رئيس جزائري منذ أكثر من 15 سنة. وغادر الجزائر الثلثاء وفد رفيع من الكرملين جاء للتحضير لزيارة الرئيس الجزائري الأولى من نوعها لموسكو منذ أكثر من 20 سنة. كما يُتوقع أن يصل الى موسكو في الأسابيع المقبلة وفد رفيع من الرئاسة الجزائرية لاستكمال التحضيرات للزيارة. وكان بوتين أوفد في السابع من حزيران الماضي نائب وزير الخارجية فاسيلي سيردين إلى الجزائر حيث استقبله رئيس مجلس الأمة السيد بشير بومعزة وتسلم منه رسالة من الرئيس الروسي تتعلق برغبة الكرملين في "معاودة ترقية" العلاقات التاريخية مع الجزائر خصوصاً بعد انضمام الأخيرة إلى المنتدى السياسي للحلف الأطلسي وتخليها عن المعسكر الاشتراكي التي كانت تربطها به علاقات متميزة منذ الاستقلال في 1962. وعبر بوتين في الرسالة الخطية عن رغبته في تعزير "الحوار البناء القائم بين بلدينا". وقال "إن روسيا ترى فى الجزائر شريكاً متميزاً. ونحن متمسكون بتعميق التعاون معه في عدد كبير من قضايا الساعة على الساحة الدولية والعلاقات الثنائية"، مشيراً إلى تقدير روسيا موقف الجزائر في "دعم عالم متعدد الاقطاب". وكان السفير الروسي في الجزائر سرغاي فرشنين أوضح قبل اسابيع أن العلاقات مع الجزائر "ستعرف تطوراً مهماً في مستقبل قريب". وتعتقد مصادر جزائرية بأن الزيارة المتوقعة لبوتفليقة تُحركها رغبته في إضفاء نوع من التوازن في علاقات الجزائر الدولية. وبدأت العلاقة مع روسيا تتراجع منذ مطلع الثمانينات، إثر تولي الرئيس السابق الشاذلي بن جديد الحكم خلفاً لبومدين الذي ارتبط بعلاقة "ممتازة" مع الاتحاد السوفياتي. وكانت روسيا في السابق من بين أبرز الدول التي تزوّد الجزائر المعدات الحربية.