ركزت ايران على ضرورة "تحصين الساحة الداخلية اللبنانية وحفظ روح المقاومة والصمود في مواجهة الأخطار الاسرائيلية المحتملة". وميّزت هذه المعطيات مواقف المسؤولين الايرانيين وعلى رأسهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس محمد خاتمي والرئيس السابق هاشمي رفسنجاني ورئيس البرلمان مهدي كروبي خلال استقبالهم رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، الذي دعا ايران الى "مشاركة فاعلة في اعادة اعمار لبنان"، وهو طلب تم الترحيب به ايرانياً. ورأى خامنئي "ان الخطر الاسرائيلي ما زال قائماً"، داعياً الى "حفظ روح المقاومة ودعمها وحفظ الوحدة بين قواها". وفهم من هذا الموقف ضرورة تفادي اي مشكلة بين "حزب الله" وحركة "أمل" على الساحة اللبنانية وخصوصاً الجنوبية. واعتبر المرشد أن "النصر الكبير الذي تمثل بهزيمة الكيان الصهيوني في جنوبلبنان جاء بفعل المقاومة والتضامن والصمود في وجه الدسائس الاسرائيلية". وأشاد "بمواقف الحكومة والبرلمان في دعم المقاومة الاسلامية". ورأى أن "تحرير فلسطين واجب الجميع. ويتم فقط عبر المقاومة". مشدداً على ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين الى أرضهم. وشكلت مواقف خامنئي دعماً للموقف اللبناني، وهو ما شدد عليه ايضاً الرئيس خاتمي امام بري اذ ركز على "الدور الممتاز الذي قامت به المقاومة الاسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" في طرد العدو الاسرائيلي، وعلى الدور المهم جداً لشباب "حركة أمل". وأبدى خاتمي اهتماماً "باعادة اعمار جنوبلبنان بكامله، مع التنبه الى الدسائس التي يحوكها الكيان الصهيوني". وأعرب عن أمله بزيارة لبنانوجنوبه قريباً تلبية لدعوة الرئيس اميل لحود. وأكد بري بعد لقائه خامنئي وخاتمي على رأس وفد من حركة "أمل"، أنه "طرح مشاريع مشتركة وأساسية عدة تتعلق بلبنان، وتعود بالفائدة على جميع اللبنانيين انطلاقاً من الجنوب والبقاع الغربي ومنها ما يتعلق بالتنقيب عن النفط في الجنوب والبقاع الغربي وانشاء معامل للسجاد، ومشاريع لتربية الأسماك". وأوضح انه "حصل على الموافقة، وسيكون الجواب عند زيارة خاتمي للبنان". معرباً عن الأمل "ان تكون هذه الزيارة قريبة جداً". ونقل بري تشديد القيادة الايرانية على وحدة الصف بين اللبنانيين وهو ما أكده أيضاً رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني الذي حذَّر "من دسائس الاعداء لايجاد الاختلاف". وشدد على "ضرورة الحذر حتى لا تتحول حلاوة النصر مرارة". ودعا الى "حفظ الوحدة والتعاون وتعزيزهما بين كل ابناء الشعب اللبناني لاحباط آمال الاعداء بإيجاد الاختلاف". وأعلى رفسنجاني دعمه مشاركة ايران في مشاريع اعادة البناء والاعمار الى جانب الحكومة والشعب اللبناني. وأعرب بري عن تقديره لدور ايران في دعم موقف لبنان وتعزيز روح المقاومة والنصر فيه، وتمنى ان تواصل ايران مساعداتها للبنان. وقال "إن اعادة البناء والإعمار تُعدُ الجهاد الأكبر للشعب اللبناني حالياً". أما كروبي فجدد استعداد ايران للمساهمة في اعادة البناء والإعمار في لبنان. ودعا الى تطوير العلاقات في كل المجالات وخصوصاً السياسية والاقتصادية والثقافية. وركز الجانبان الايرانيواللبناني على التعاون مع سورية. ونُقلَ عن خامنئي تأكيده "تعاون ايران الكامل مع الرئيس السوري الجديد بشار الأسد بعد خسارتنا الرئيس حافظ الأسد". وأضاف "ان ايران ستبقى على الدرجة نفسها من التنسيق والتعاون والدعم لسورية ومواقفها". وظهر في مواقف بري تأكيده دور "حركة أمل" فيما ركزت الوكالة الايرانية على صفة الرئيس بري كونه رئيساً للحركة الى جانب رئاسته المجلس النيابي. وقالت مصادر مقربة من الوفد اللبناني ان موضوع افتتاح مكتب للحركة في طهران، سيطرح غداً السبت في لقاء بري مع وزير الخارجية كمال خرازي. وبحسب معلومات "الحياة" فإن بعض قياديي الحركة طرحوا هذا الموضوع قبل عام تقريباً ولكن من دون التوصل، في حينه، الى نتيجة. وكانت طهران استقبلت الشهر الماضي الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله على رأس وفدٍ قيادي كبير. ووصفت وسائل الاعلام الايرانية تلك الزيارة، التي جاءت بعد تحرير الجنوب، أنها تاريخية، وأن الاستقبال الذي حظي به نصرالله كان أشبه باستقبال رؤساء الدول. وكل هذه المعطيات تدعو المراقبين الى رصد مساعٍ ايرانية واضحة تهدف الى المساهمة في ترتيب البيت الشيعي الداخلي في لبنان، اضافة الى التطور الواضح في علاقة ايران مع مختلف القوى على الساحة اللبنانية.