عبّر مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي عن رؤية ايرانية استراتيجية للدور المستقبلي ل"حزب ش الله" في لبنان، فاعتبر "ان انتصار حزب الله على العدو الصهيوني كان المرحلة الاولى من المواجهة"، داعياً اياه الى "الحفاظ على يقظته استناداً الى الحكمة والتدبير، للمراحل المقبلة، ومواصلة طريقه حتى الوصول الى النصر النهائي". موقف خامنئي جاء خلال استقباله الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله على رأس وفد من قيادة الحزب، في حضور وزير الخارجية كمال خرازي ونائبه محمد صدر وكبير مستشاري المرشد للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي، ما اعطى الاجتماع اهمية وابعاداً، خصوصاً انه كان الاطول بين لقاءات المرشد مع نصرالله اذ استمر نحو ساعة ونصف الساعة، وهو ايضاً ما ولد انطباعاً ان اللقاء شهد رسماً لرؤية استراتيجية للتعامل مع تطورات المرحلة المقبلة بعد الانسحاب الاسرائىلي من جنوبلبنان. وركّز خامنئي على تثمير تجربة "حزب الله" في مقاومة اسرائيل، وانعكاسها على الساحة الفلسطينية. وقال: "ان الانتصارات الاخيرة في جنوبلبنان ستدفع الجيل الفلسطيني الجديد الى التوجه اكثر نحو خيار المواجهة والجهاد ضد النظام الصهيوني المحتل للقدس". وفتحت هذه المواقف باب التوقعات على القيام بتعاون اكبر في المرحلة المقبلة بين "حزب الله" وحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي". الا ان حزب الله يصر على ابقاء قراره في شأن استمرار المقاومة المسلحة ضد اسرائيل انطلاقاً من لبنان او عدمه، سرياً، مع تأكيد نصرالله في طهران "ان اسرائيل كيان غير شرعي وغير قانوني بحسب النظرة العقائدية، وحرص خامنئي على اعتبار "حزب الله" خط المواجهة الاول للعالم الاسلامي امام اسرائيل". وتجاوزت رؤية خامنئي لدور "حزب الله" نطاق لبنانوجنوبه حين اكد "ان المحور الاساسي للمواجهة مع اسرائيل هو تحرير فلسطين". وبدأت هذه المواقف متميزة عما نقل عن الرئيس الايراني محمد خاتمي اثناء لقائه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في طهران خلال جولة الاخير على المنطقة، ومفاده "ان حزب الله سيتحول حزباً سياسياً". ولم يعرف بالتحديد هل تعني مواقف خامنئي دفع "حزب الله" الى مواصلة المقاومة ضد اسرائيل حتى بعد الانسحاب الاسرائىلي الكامل من الجنوباللبناني، خصوصاً انه ترك الخيارات مفتوحة امام قيادته. وقال: "ان حزب الله هو حزب مستقل ويتخذ قراراته على اساس التدبير والحكمة". وحرص على حصر دعم ايران له في الاطار المعنوي. وكان لهذه المواقف تأثيرها المباشر في نصرالله الذي قدم الشكر الى خامنئي على اعتباره "ولي امر المسلمين"، ونظراً الى "الدعم المعنوي" الذي قدمه الى "حزب الله" و"المقاومة الاسلامية". واكد "استمرار المقاومة ضد الكيان الصهيوني حتى التحرير الكامل للاراضي اللبنانيةالمحتلة وتحرير الاسرى من السجون الاسرائيلية". وذكر "ان من اهم العناصر الرئىسية للنصر الوحدة والتضامن بين الشعب والمقاومة والدولة اللبنانية في مواجهة اسرائىل". ويواصل وفد قيادة "حزب الله" لقاءاته مع كبار المسؤولين، خصوصاً خاتمي.