تترقب الدوائر الحكومية في مصر، نتائج انتخابات رئاسة حزب الوفد التي ستجري غداً ويتنافس فيها على هذا المنصب الدكتور نعمان جمعة الرئيس الموقت الحالي، والسيد فؤاد بدراوي الأمين العام المساعد للحزب. وستحدد نتائج المنافسات مستقبل العلاقة بين الحكومة والحزب، في ضوء تشدد الخطاب السياسي للدكتور جمعة، على رغم علاقاته الواسعة مع الرسميين، في مقابل ما هو معروف عن اتجاه بدراوي مواصلة السياسة التاريخية لمؤسس الحزب وزعيمه الراحل فؤاد سراج الدين، خصوصاً التاريخية في اسلوب العلاقات المتنوعة مع الحكم. وتنعقد الجمعية العمومية نحو 900 عضو صباح الغد، لتحسم الصراع الذي تصاعد على منصب الرئاسة، وسط اجواء منافسات حادة، وتوتر يعكس سخونة المواجهة بين المرشحين البارزين جمعة وبدراوي. وعلى رغم صعوبة التكهنات بالنتائج، في ضوء التقارب الحاصل بين المرشحين المتنافسين، الا ان دوائر الحزب، تشير الى تقدم بفارق محدود لمصلحة جمعة، لكنها في الوقت ذاته لم تستبعد حصول مفاجآت ترجح كفة بدراوي. وكانت المنافسات اشتدت عقب تنازل المرشحين الدكتور ابراهيم الدسوقي اباظة، والدكتور محمود السقا، وهو ما اعتبره مراقبون في مصلحة معسكر بدراوي، بسب انتمائهما الى اتجاه معارضة انتخاب جمعة لمنصب الرئيس. وعلى رغم استبعاد المرشحين وجود تأثير عائلي مباشر على الانتخابات، لكون بدراوي ينتمي الى عائلة مهمة في الوفد على صلة مصاهرة بعائلة سراج الدين ولعبت دوراً مهماً في قيادة الحزب لسنوات طويلة، الا ان النفوذ المعنوي في هذا الشأن لا يمكن تجاهله، على خلفية، علاقة المرشح المباشرة بالزعيم الراحل سراج الدين. ويرفع انصار كل مرشح شعار مضاد لمعسكر منافسه، يعكس خلفيات الصورة، إذ يتبنى مؤيدو جمعة انه "لا خلافة في الوفد" وفي المقابل يهاجم انصار بدراوي منافسوهم بشعار "لا للمستوفديين". وعلى رغم ان بدراوي 48 عاماً يمثل جيل الشباب في الحزب، الا ان جمعة 67 عاماً نجح في استقطاب تعاطف عدد كبير من هذا القطاع، باعتباره من القادة الذين لعبوا دوراً مهماً في تأسيس حزب "الوفد الجديد" قبل 22 عاماً، وهو ما يطلق عليه "جيل الوفد الجديد" والمرشح لتغيير خطاب الحزب السياسي واساليبه.