في 16 تموز يوليو وخلال تجارب المنتخب الأميركي المؤهلة الى الألعاب الأولمبية في سيدني، وقف 23 ألف متفرج في ملعب ساكرامنتو يصفقون ليس للفائزة بالمركز الأول في سباق 1500 م وهي العداءة المخضرمة ريجينا جايكوبس، بل لصاحبة المركز الثالث مارلا رانيان 31 عاماً التي تستفيد من 10 في المئة فقط من طاقة شبكة العين، وبالتالي فهي "شبه ضريرة"، وباتت أول رياضية معاقة تشارك في الألعاب الأولمبية المخصصة للرياضيين الأصحاء. يذكر أن المصارع الروماني الضرير جيم ماسترو كان في عداد منتخب بلاده الأولمبي الذي شارك في دورة مونتريال 1976، لكنه بقي في صفوف الاحتياطيين ولم يشارك في المنافسات. وقد أصيبت رانيان المولودة في نيسان ابريل 1969 بما يعرف بمرض "ستارغات" عندما كانت في التاسعة من عمرها. فلم تعد ترى إلا "خيالات" ولا تستطيع تمييز الأشخاص حتى عن مسافة قصيرة. ولا شك أن أوجه الشبه كثيرة بينها وبين مواطنها الدراج لانس ارمسترونغ الذي نجح في التغلب على مرض السرطان قبل أن يحرز بطولة فرنسا للدراجات في العامين الماضيين بجدارة، وهي تجسد بالنسبة الى الأميركيين القدرة البشرية في التغلب على المرض. وتقول رانيان: "خلافاً لرجال الصحافة، فأنا لا أكترث كثيراً لمشكلتي فهي تفصيل صغير، ولا تشكل عائقاً بالنسبة إلي، بدأ نظري يضعف تدريجاً في سن التاسعة فواجهت صعوبة في قراءة ما يكتبه الأستاذ على اللوح، وسرعان ما فقدت نظري تماماً في الرابعة عشرة". وأضافت "وجد الأطباء صعوبة في تحديد مرضي بعد أشهر من الفحوصات التي خضعت لها قبل أن يتبين لهم أن الأمر وراثي علماً بأن والدي يتمتعان بالنظر وكذلك شقيقي". وأوضحت رانيان "غالباً ما يصيب هذا المرض الشيوخ والأشخاص المتقدمين في السن ولا يوجد حالياً دواء للشفاء منه". ويقول تشارلي هوبنر المدير التنفيذي لجمعية العدائين المكفوفين "مارلا مثال لمكفوفين جميعهم لأنها أثبتت أنه في حال وجود التصميم فإن كل شيء وارد". والواقع أن رانيان لا ترى شيئاً عندما تدخل المضمار، وهي بفضل عدسات لاصقة تستطيع أن تميز نسبياً بين الألوان، وبالنسبة إليها فإن منافساتها جميعهن هن بشكل واحد. وغالباً ما تزعجها أشعة الشمس ومن أجل أن تتحاشى السقوط والارتطام بحافة المضمار فإنها غالباً ما تعدو في الحانات الخارجية ما يجعل مسافة السباق أطول بالنسبة إليها. وتقول رانيان التي تضع نظارات سوداء: "أشعر بوجود ثقب في منتصف العين، وغالباً ما أستطيع تمييز الأشخاص إذا كانوا الى جانبي يميناً أو يساراً لكن ليس إذا كانوا أمامي". ومن أجل أن تحلل سباقاتها على شريط الفيديو، فإنها تدنو من الشاشة الى مسافة أقل من 10 سنتم لكي تستطيع أن ترى جزئياً، وإذا كان مدربها مايك مانلي عداء الموانع السابق بعيداً عنها مسافة 30 سنتم فإنها لا تستطيع أن تراه، وتقول مازحة: "لقد اعتاد على هذا الأمر". وبعد حجزها بطاقة التأهل الى سيدني، فإن الإعلام الأميركي اهتم بها فجأة، على رغم أنها أحرزت ألقاباً عدة في السابق، عندما شاركت في الألعاب الأولمبية المخصصة للمعاقين. فقد فازت بذهبية برشلونة 1992 في ال100 وال200 و400م والوثب الطويل، ثم نجحت في تكرار الإنجاز في سباق ال100م في أتلانتا 1996 كما طوق عنقها بالذهب أيضاً في المسابقة السباعية. وقررت رانيان تجربة حظها في تصفيات الرياضيين الأصحاء عام 1997، ومنذ ذلك الوقت نزلت بأرقامها تدريجاً وبالتالي فقد توجت بطلة للولايات المتحدة في سباق 3000م داخل قاعة، ثم حققت ذهبية دورة الألعاب الأميركية العام الماضي في وينيبيغ الولاياتالمتحدة في ال1500م واحتلت المركز العاشر في بطولة العالم لألعاب القوى في اشبيليه 1999. وقبل بدء التجارب الأميركية، اصيبت رانيان في ركبتها اليسرى لكنها جاهدت ونجحت في أن تكون جاهزة للمنافسات. ويقول مدربها مانلي في هذا الصدد: "لو كان الأمر يتعلق بعداءة أخرى لربما استسلمت للإصابة لكن رانيان تملك قوة معنوية هائلة". ويقول والدها غاري فان مارلا "عانت الكثير وبذلت جهوداً كيلا تفشل لتثبت أن إعاقتها لا يمكن أن تقف حائلاً دون أن تحقق النجاحات". ومن يدري ربما تصبح أول رياضية معاقة تحرز إحدى الميداليات في السباق النهائي لسيدني. - أرقامها القياسية الشخصية: 800 م: 18،03،2 دقيقة - 1500م: 27،05،4 دقائق - 3 آلاف م: 27،56،8 دقائق - 5 آلاف م: 66،07،15 دقيقة. اختيار... وإقالة عواصم - وكالات - اختار الاتحاد الرياضي العام 10 رياضيين لتمثيل سورية في دورة سيدني. حيث ستشارك في خمس العاب هي: السباحة والرماية والعاب القوى ورفع الاثقال والملاكمة. ويقود المنتخب السوري غادة شعاع حاملة ذهبية اتلانتا عام 1996 في مسابقة السباعية، اما الآخرون فهم، فراس محاميد وزهر الدين نجم ومحمد حزوري العاب قوى محمد محفوظ رماية وايهاب اليوسف ويوسف مصاص ملاكمة، ماريلا مأمون وفادي قوزما سباحة، وعبدالله اسكندراني اثقال. من جهة ثانية، اقال ميكايل نايت الوزير الاسترالي المكلف بالالعاب الاولمبية، المدير العام للجنة الاسترالية المنظمة ساندي هولواي من منصبه وعين رئيس لجنة التنسيق الاولمبية ديفيد رايموند خلفاً له. وجاءت اقالة هولواي، الذي احتفظ بمنصبه مديراً تنفيذياً للجنة، بعد تورطه في مشكلات بيع البطاقات والتي انتقدها الوزير الاول جون هوارد. زروالي سيغيب المهاجم المغربي زروالي 23 عاماً عن منتخب بلاده الأولمبي بعد إصابته في قدمه اليمنى خلال مباراة فريقه ابردين ضد مازرويل ضمن الدوري الاسكتلندي. وسيبتعد زروالي أربعة أشهر عن الملاعب. حوافز تشارك مولدوفا في دورة سيدني ببعثة قوامها 34 رياضية ورياضياً، وسار مسؤولوها على خطى دول الاتحاد السوفياتي السابق وقرروا صرف مكافآت مالية للفائزين في ميداليات اولمبية، بواقع 50 ألف دولار للحائز على ذهبية، و30 ألفاً للحائز على فضية، و20 ألفاً للحائز على برونزية، فضلاً عن مكافآت اخرى لأصحاب المراكز الرابع والخامس والسادس تتراوح بين 2000 و5 آلاف دولار وسبق لمولدوفا الفوز بذهبية وبرونزية في دورة اتلانتا 1996. اما جمهورية روسيا البيضاء، فستمنح الفائزين بميداليات اولمبية منازل وشققاً سكنية. ترشح اكدت تايلاند انها ستواصل السعي لتحقيق حلمها باستضافة دورة الالعاب الاولمبية الصيفية على رغم استبعادها من السباق على اولمبياد 2008. وقال تشيتا ثاناجيرو رئىس اللجنة الاولمبية التايلاندية ان بلاده ستعد نفسها لاستضافة الاولمبياد بأسرع ما يمكن، واضاف: "على تايلاند ان تفعل كل شيء من اجل الفوز بفرصة الاستضافة... وكلما اسرعنا في التأهل للاستضافة كلما كان اسهل لاختيارنا لأن الدول الاخرى المتقدمة ستعزز استعداداتها ايضاً". وكانت اللجنة الاولمبية الدولية استبعدت خمس مدن من بينها بانكوك. وقال تشيتا ان بلاده ستتقدم لاستضافة اولمبياد 2012 في حال فشل بكين في الفوز بتنظيم اولمبياد 2008. واضاف انه يعتقد انه في حال فوز العاصمة الصينية، فإن فرصة اي مدينة آسيوية اخرى في استضافة الحدث الرياضي الكبير لن تتكرر قبل 20 عاماً على الاقل. واوضح ان بانكوك ربما استبعدت من السباق بسبب سمعتها السيئة بالنسبة لتعثر حركة المرور فيها وارتفاع نسبة تلوث هوائها الا انه اضاف ان المشكلتين قد خفت حدتهما في السنوات الاخيرة.