استمرت في لبنان أمس اللقاءات والاجتماعات والمواقف للمرحلة الثانية من الانتخابات النيابية في بيروتوالجنوب والبقاع، التي ستجرى الأحد المقبل. واعتبر رئيس الحكومة السابق النائب رفيق الحريري ان "معركة بيروت هي المعركة الاساسية في كل لبنان، وان حسمها لمصلحة "لائحة الكرامة" التي يترأسها سيؤدي الى التغيير المطلوب". ودعا ابناء بيروت الى "الاقتراع في كثافة وعدم الاسترخاء بعد الانتصار الذي تحقق في الجبل والشمال، لأن نشوة النصر قد تؤدي الى خسارة المعركة الأساسية". وأضاف في لقاءات انتخابية ان "الصحافة المحلية والأجنبية والمحللين السياسيين ينتظرون نتائج الانتخابات في بيروت، وفي ضوء قراركم واختياركم سيتقرر مصير البلد في السنوات المقبلة"، معتبراً أنهم "قسموا بيروت ليبعدوا أهلها بعضهم عن بعض، ويضعوهم في مواجهة بعضهم بعضاً". وأضاف "قسموا بيروت على الورق وحسبوا بارقامهم، لكنهم نسوا أن الشعب ليس ورقاً ولا ارقاماً يطرح ويجمع. وسنبرهن اننا عندما نكون يداً واحدة نغير المعادلة ولا يستطيع أحد ان يهزمنا". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الحريري: "كلما اقتربنا من تشكيل حكومة هي انعكاس لنتيجة الانتخابات، احترمنا الدستور والمؤسسات، وكلما ابتعدنا عن ذلك، نبتعد عن دولة المؤسسات والقانون". وأضاف: "الكل متفق على اقامة دولة المؤسسات والقانون واحترام الدستور. ولوضع هذا الشعار موضع التنفيذ يجب ان تكون العلاقة وثيقة بين نتائج الانتخابات والحكومة المقبلة". ورفض الرد على سؤال هل هو مرشح إلى رئاسة الحكومة المقبلة، مؤكداً ان "السؤال في غير وقته". وكرر النائب تمام سلام، في لقاءات إنتخابية في بيروت، الدعوة إلى التوافق والابتعاد عن التصادم والتعارك. وأقام مرشحو التوافق الأرمن في دوائر بيروت الثلاث، الوزير آرتور نظريان والنائب أبراهام دده يان والمرشحون اسطفان عوبجيان ومهران سفريان وآغوب بقرادوني، عشاء انتخابياً حضره النائبان سيبوه هوفنانيان وجورج قصارجي ومطران الأرمن الارثوذكس في لبنان كيغام خاتشريان وممثل مطران الأرمن الكاثوليك في لبنان مانويل باتكيان ورئيس مجلس الكنائس الانجيلية الأرمنية في الشرق الأوسط القس بول هايدوستيان وقيادتا حزبي الهنشاق والطاشناق وأعضاء الجمعية الأرمنية وحشد كبير من الفاعليات الأرمنية، الى جانب سفير ارمينيا في لبنان آرمان نافاسرتيان ورئيس بلدية برج حمود وأعضاء مجلس بلدية بيروت الأرمن. وأكد نظريان استمرار مسيرة دعم العهد لتحقيق ما جاء في خطاب القسم، فيما رأى عوبجيان أن الحضور يجسد وحدة العائلة الأرمنية في خدمة قضايا الوطن. وألقيت كلمات شددت على "وحدة الصف". واذ شدد خاتشريان على أن الكنيسة لا تتدخل في السياسة الا من زاوية حرصها على قيام السياسيين بخدمة قضايا الشعب والوطن على أكمل وجه، أكد فخر الطائفية الانجيلية "بنوعية التمثيل الذي أمنه لها النائب دده يان ومستواه". وشدد النائب السابق حبيب صادق خلال جولة انتخابية في جنوبلبنان أمس، على "أهمية الاختيار الحر للناخبين في اختيار ممثليهم". وقال ان "هذا الحق تبذل محاولة لمصادرته في اشكال مختلفة من جانب أهل السلطة وأجهزتها المتنوعة، وعبر قيام المسؤولين فيها ومرشحيها باستباحة مؤسسات الدولة المختلفة لتضليل المواطنين والتنوير على التقصير الفاضح والاهمال المزمن الذي يشكل النهج المعتمد حيال حقوق هذه المنطقة ومصالح أهلها". وأعلن رئيس مؤسسة "عامل" الدكتور كامل مهنّا انسحابه من المعركة الانتخابية في الجنوب. ورأى أن "الظروف الراهنة ليست مؤهلة لذلك في ظل العقبات والتعقيدات الكثيرة"، معلناً انسحابه "لمصلحة من يحمل توجهات تعبر عن رأيه وتلتقي مع توجهاته الوطنية"، داعياً الى "انشاء حركة جديدة تمثل مؤسسات المجتمع المدني وبلورة استراتيجية عقلانية تستند الى الوعي الجديد ورياح التغيير".