غزة، الخرطوم - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - موعد اعلان الدولة الفلسطينية، ومسألة السيادة على القدس، وقضية عودة اللاجئين الفلسطينيين، هي القضايا الثلاث التي حملها الرئيس ياسر عرفات في جولته التي شملت ثماني دول، باحثاً لها عن دعم عربي ودولي، وانتهت الجولة امس بعودته الى غزة. قال عرفات للصحافيين فور عودته من الجولة التي شملت كلاً من فرنسا والسعودية واليمن والمغرب وتونس والجزائر والسودان ومصر: "بلا شك كانت الجولة مهمة وناجحة". وأشار الى ان "كل الدول التي زرناها وقفت صلبة وقوية الى جانب الشعب الفلسطيني، خصوصاً بالنسبة الى القدس واللاجئين". وعما اذا كانت القيادة الفلسطينية مصرة على اعلان الدولة الفلسطينية في 13 ايلول سبتمبر المقبل، قال "هذا كما تعرفون قرار يصدره المجلس المركزي الفلسطيني ونحن ملتزمون به". وكان عرفات اجتمع قبل عودته الى غزة، مع الرئيس حسني مبارك في الاسكندرية، واطلعه على نتائج جولته، واستمع منه الى نتائج الاتصالات التي أجراها مبارك مع الزعماء العرب ومع مبعوث الادارة الاميركية، ومع الرئيس الليبي معمر القذافي، ومع العاهل الأردني الملك عبدالله، ومع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ادوارد ووكر. ويستعد مبارك اليوم لاستقبال ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل. المصادر الفلسطينية المطلعة في الضفة الغربية قالت ل"الحياة" في اتصالات هاتفية، ان الانطباع السائد لديها هو ان نتائج جولة عرفات لم تكن في المستوى الذي كان يأمل به. فهو كان قبل الجولة يتطلع الى قمة عربية تتخذ موقفاً موحداً بشأن قضيتي القدس واللاجئين يتمترس خلفه في المفاوضات، طالباً سيادة كاملة على القدس، واقراراً اسرائيلياً ودولياً بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة. ولكن حظوظ انعقاد القمة العربية، سواء كانت مصغرة أو موسعة، تراجعت بعد جولة عرفات لتنحصر في اطار التنسيق والتشاور. اما على صعيد قضية اعلان الدولة فإن التهديد الاميركي، والموقف الفرنسي الأوروبي لم يفسح في المجال أمام احتمال الالتزام بالموعد الفلسطيني المعلن. وتطرقت المصادر الى مسألة اخرى داخلية، فأشارت الى نمو جو من القلق الشعبي الذي بدأ يتحول الى قلق سياسي، حول موضوع حق العودة، فمعظم الاتصالات والتصريحات تركز على موضوع القدس وتكاد لا تذكر قضية عودة اللاجئين. وتخشى المصادر ان يؤثر جو القلق هذا في حالة الدعم والمساندة الشعبية القوية التي حظي بها عرفات عند عودته من كامب ديفيد. وكان السفير الفلسطيني في القاهرة زهدي القدرة اشار قبل لقاء عرفات - مبارك الى ان "السلطة الفلسطينية ترحب بعقد قمة عربية ولو مصغرة". وأضاف ان "الأيام القليلة المقبلة ستشهد نتائج الاتصالات المصرية - العربية والفلسطينية - العربية". قضية القدس وشهدت قضية القدس في هذه الأثناء تطورات عدة، فبعد اعلان باراك مساء أول من امس في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي ان الولاياتالمتحدة ستنقل سفارتها من تل ابيب الى القدس بحلول يوم 20 كانون الثاني يناير من السنة المقبلة، وهو موعد تسلم الرئيس الجديد مهام منصبه، وان الولاياتالمتحدة "ستستأجر مكتباً وستبدأ بالبناء" بناء مقر للسفارة فوق أرض تم استئجارها من قبل"، أعلنت اذاعة طهران امس ان الرئيس الايراني محمد خاتمي سيوفد "في الأيام المقبلة" مبعوثين الى عدة عواصم عربية واسلامية لإجراء محادثات حول قضية القدس. واضافت ان هذا الموضوع طرح خلال الاتصالات التي اجراها وزير الخارجية الايراني كمال خرازي مع نظرائه السوري والمصري والقطري والأردني. وقال المصدر ان هذه الخطوة الديبلوماسية التي تقوم بها ايران تندرج في اطار مسؤولياتها كرئيسة حالية لمنظمة المؤتمر الاسلامي. ونددت ايران بنقل السفارة الاميركية المحتمل من تل ابيب الى القدس وهي تحاول تعبئة الدول الاعضاء في المنظمة بشأن هذه المسألة. وكان خرازي اكد ان "القدس ملك لجميع المسلمين ... ويجب ان تعود الى اصحابها الحقيقيين". وكان عرفات أطلع الرئيس السوداني عمر البشير لدى توقفه في مطار الخرطوم امس على نتائج قمة كامب ديفيد بين الفلسطينيين والاسرائيليين. واكد عرفات في تصريحات للصحافيين انه لا تفريط في الأراضي المقدسة، وقال ان الفلسطينيين "استطاعوا الوقوف في مواجهة محاولات الاسرائيليين التي بذلوها في كامب ديفيد للسيطرة على القدس". واعرب عن شكره للرئيس البشير، وذكر ان آراءه ستساعد في المضي قدماً للحفاظ على الحق العربي والاسلامي.