القدس المحتلة، غزة، نابلس - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اعلن احد الاعضاء العرب في البرلمان الاسرائيلي طلب الصانع امس ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يأخذ على الرئيس الاميركي بيل كلينتون "تحيزه" عبر تهديد الفلسطينيين بفرض عقوبات عليهم اذا ما اعلنوا دولتهم من جانب واحد في 13 ايلول سبتمبر المقبل. وتلقى عرفات امس قبل مغادرته غزة الى باريس رسالة من الرئيس الاميركي يؤكد له فيها انه سيبذل كل ما في وسعه لتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط. وقال الصانع لوكالة "فرانس برس" ان "عرفات الذي التقيته الجمعة في رام اللهالضفة الغربية عبر عن استيائه من كلينتون الذي هدده بفرض عقوبات اذا اعلن من جانب واحد دولة في 13 ايلول سبتمبر المقبل واعتبر انه بذلك اساء الى وضعه كوسيط محايد في المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية". واضاف ان "عرفات اعرب ايضا عن خيبته من احتمال نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس الغربية كما قال كلينتون". واشار النائب طلب الصانع الى ان عرفات تمسك مع ذلك بقراره اعلان دولة مستقلة في 13 ايلول سبتمبر بموافقة اسرائيل او عدم موافقتها "واصدر تعليمات الى اجهزته الامنية لتجنب التوترات او المواجهات مع اسرائيل". واكد الصانع ايضا ان "عرفات اكد انه يريد ابرام اتفاق مع اسرائيل، وقمة كامب ديفيد مجرد محطة، لكن الرئيس الفلسطيني لا يستطيع التخلي عن السيادة على مجمل القطاع الشرقي من القدس" الذي احتلته اسرائيل وضمته في حزيران يونيو 1967. وسلم القنصل الاميركي العام في القدسالمحتلة جون هربست رسالة كلينتون الى عرفات بينما كان الرئيس الفلسطيني يهم بالصعود الى الطائرة في مطار غزة الدولي قرب مدينة رفح 40 كلم جنوب مدينة غزة للتوجه الى باريس لاجراء محادثات مع الرئيس جاك شيراك قبل ان ينتقل الى المملكة العربية السعودية. وجاء تسليم الرسالة غداة تصريح كلينتون في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي بثت مساء اول من امس عن احتمال اتخاذ قرار بنقل السفارة الاميركية الى القدس الغربية، وبأنه قد يعيد النظر كليا في العلاقات بين الولاياتالمتحدة والسلطة الفلسطينية اذا اقدمت هذه الاخيرة على اعلان الدولة الفلسطينية من دون التوصل الى اتفاق مع اسرائيل. وقال عرفات للصحافيين قبل مغادرته غزة إن الهدف من جولته "وضع الاخوة والأصدقاء العرب والأوروبيين في الصورة الصحيحة للوضع بعيداً عن الدعاية الاسرائيلية وعن محاولة الاسرائيليين نشر أكاذيب كبيرة عما حدث في كامب ديفيد". وندد الفلسطينيون بهذه التصريحات التي وصفتها النائبة الفلسطينية حنان عشراوي بأنها "منحازة، وصلفة للغاية" وتشكل "ابتزازا سياسيا فاضحا في صالح رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك وحده". تصريحات كلينتون وقال كلينتون في المقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي انه سيوطد علاقات بلاده مع اسرائيل بعد "الاعمال الشجاعة" لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في قمة كامب ديفيد للسلام في الشرق الاوسط وانسحاب اسرائيل في الآونة الاخيرة من لبنان. وكرر كلينتون انتقاداته للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بشأن انهيار محادثاته مع باراك بعد جهود مضنية استمرت 15 يوما في كامب ديفيد. ورأى كلينتون ان الفلسطينيين اتخذوا "بعض الخطوات في هذه المحادثات التي لم يتخذوها قط من قبل. وكما اوضحت... فإنني اعتقد بأن رئيس الوزراء باراك كان اكثر ابداعا وشجاعة". وتوقف كلينتون برهة قبل ان يرد على سؤال بشأن تهديد من الكونغرس الاميركي بوقف المعونة للسلطة الفلسطينية اذا اقدم عرفات على تعهده باعلان دولة فلسطينية من جانب واحد في وقت لاحق من العام الحالي في حالة عدم التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل بحلول 13 ايلول سبتمبر المقبل. وقال كلينتون: "اعتقد انه يتعين عدم صدور اعلان من جانب واحد. واذا صدر اعلان كهذا فإن علاقاتنا برمتها ستخضع لاعادة النظر. اعتقد ان الابتعاد عن عملية السلام سيكون خطأ جسيماً". واكد الرئيس الاميركي ان اعلان دولة فلسطينية من جانب واحد من المحتم ان تكون له "عواقب" دولية. وفيما وجه انتقاداته لعرفات اشاد كلينتون بباراك واعرب عن اعتقاده بأنه قد بذل قصارى جهده "للتوصل لاتفاق وهو يساند المصالح الحيوية لاسرائيل". القدس وصرح كلينتون بأنه سيعيد النظر بشكل جاد في احتمال نقل السفارة الاميركية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس، وقال: "اردت دائما نقل سفارتنا الى القدس الغربية. لدينا موقع مخصص لها". واضاف انه لم يتخذ اجراء بهذا الصدد في السابق لأنه لم يكن يريد ان يقوض قدرة واشنطن على الوساطة للتوصل الى سلام في الشرق الاوسط. واكد كلينتون في حديثه الى التلفزيون الاسرائيلي انه يريد تعزيز العلاقات الاستراتيجية والديبلوماسية مع اسرائيل في اعقاب قمة سلام كامب ديفيد التي استمرت 15 يوما وانتهت من دون التوصل الى اتفاق. تظاهرة وتظاهر حوالى الفي فلسطيني امس في وسط مدينة نابلس في الضفة الغربية احتجاجا على تصريحات الرئيس الاميركي بيل كلينتون حول امكان نقل مقر السفارة الاميركية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس الغربية. وردد المتظاهرون من عناصر حركة "فتح" برئاسة عرفات هتافات "بالروح بالدم نفديك يا قدس". وكان حوالى عشرين متظاهرا يحملون الاسلحة من دون ان يستخدموها. وقال احد المتظاهرين: "لقد اردنا ان نقول للرئيس الاميركي ان عليه ان لا ينقل سفارته من تل ابيب الى القدس عاصمتنا".