أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية ان الرئيس ياسر عرفات ومسؤولين فلسطينيين سيقومون بجولات ديبلوماسية الى عدد من دول العالم العربية والاجنبية خلال المرحلة التي تسبق الموعد المفترض للاعلان عن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، والتوصل الى اتفاق سلام في شأن قضايا الحل الدائم. وتهدف الجولة الى استطلاع رأي زعماء العالم من مسألة اعلان تجسيد الدولة في الموعد المضروب لذلك في مذكرة شرم الشيخ الموقعة مع اسرائيل وهو 13 ايلول سبتمبر. وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الدكتور نبيل شعث ان الرئيس عرفات "سيبدأ غداً السبت، على الأرجح، زيارة الى فرنسا" ستكون فاتحة جولة للرئيس في عدد من دول العالم، لشرح الموقف الفلسطيني خلال قمة كامب ديفيد. وتتولى فرنسا حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي، وكان عرفات زارها والتقى الرئيس جاك شيراك في بداية الرئاسة الفرعية للاتحاد مطلع الشهر الجاري. وأضاف شعث خلال لقائه ممثلي الدول العربية والاجنبية المعتمدين لدى السلطة الوطنية، في مدينة غزة امس ان هناك دعوة رسمية للرئيس عرفات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً الى انه شخصياً شعث سيزور عدداً من الدول، اضافة الى مشاركته في زيارة عدد من الدول الأخرى مع الرئيس عرفات. وأوضح ان عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، وزير الثقافة والاعلام ياسر عبدربه توجه الى العاصمة الأردنية عمان ليطلع القادة الأردنيين على ما دار في مفاو ضات كامب ديفيد التي استمرت 15 يوماً. وكان الرئيس عرفات والوفد الفلسطيني المفاوض عادوا الى الأراضي الفلسطينية أول من أمس في اعقاب فشل قمة كامب ديفيد وعدم التوصل الى اتفاق في شأن قضايا الحل الدائم، وهي القدس، واللاجئون والمستوطنات والحدود والمياه. وفجرت قضية القدس هذه المفاوضات بسبب تعنت رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك ورفضه تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 242 في خصوص قضية القدس والانسحاب الى حدود الرابع من حزيران عام 1967، وتطبيق القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين والتعويض عليهم. ورغم التماسك الداخلي في الساحة السياسية الفلسطينية، الذي لم تشهد له قبيل منذ توقيع اتفاق اوسلو عام 1993، وكذلك الاستقبال الشعبي الجماهيري والرسمي الحاشد الذي استقبل به عرفات أول من امس، الا انه يستعد الآن لخوض معركة ديبلوماسية معقدة لحشد التأييد العربي والدولي للموقف الفلسطيني الذي صمد في قضية القدس وللاعلان عن الدولة الفلسطينية في 13 ايلول سبتمبر المقبل. وفي خصوص قضية القدس التي فجرت مفاوضات كامب ديفيد، قال شعث للديبلوماسيين العرب والاجانب: "قدم باراك تنازلات في قضية القدس، وفي قضايا اللاجئين والحدود ايضاً، لكن هذه التنازلات لا تكفي لأننا لا نقبل قدساً مجزأة ومقسمة، ومن دون الحرم القدسي الشريف مثلاً، ولا نقبل حق العودة للاجئين من دون ان يتم تنفيذه ووضع جدول للتنفيذ".