عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، صدر للكاتب التونسي رياض صيداوي، كتاب "صراعات النخب السياسية والعسكرية في الجزائر" الحزب، الجيش، الدولة. والكتاب يُعالج الأوضاع في الجزائر من ناحية تاريخية، هي حرب التحرير ضد الفرنسيين من 1954 حتى 1962، ومدى تأثيرها في التجاذبات التي تشهدها النُخب الجزائرية. يُركّز صيداوي بدءاً، على الصراعات التي شهدتها جبهة التحرير الوطني خلال حرب التحرير. ويشير الى الخلافات بين الجناحين السياسي والعسكري للجبهة، وكيف تقرر - في مؤتمر الصومال الشهير في 1956 - ان الأولوية للسياسيين على العسكريين، لكن مسار حرب التحرير عزز قوة الجناح المسلّح على الجناح السياسي. ثم يعرض ما يسميه "الهيمنة المطلقة" للجيش أي العسكريين على السياسيين من خلال إطاحة رئيس الدولة "السياسي" أحمد بن بلة على يد "وزير الدفاع" هواري بومدين -العسكري، قائد "جيش الحدود" - في انقلاب حزيران يونيو 1965. ويرى ان تشكيل بومدين "مجلس الثورة" كان بمثابة "البديل عن الجبهة" جبهة التحرير الوطني، وان الرئيس الشاذلي بن جديد الذي خلف بومدين في 1979 شكّل "محاولة لإعادة التوازن" داخل الحكم الجزائري، إذ ان الشاذلي قام بتقوية حزب جبهة التحرير "ليستخدمه في صراعه ضد مراكز القوى في الجيش". ويعرض صيداوي بعد ذلك انسحاب العسكريين من قيادة جبهة التحرير بعد مواجهات خريف 1988، وعودة العسكريين الى الحكم في 1992 عبر إطاحة الشاذلي وانتقال جبهة التحرير الى صفوف المعارضة خلال فترة تولي عبدالحميد مهري أمانتها العامة حتى 1996. ويعرض صيداوي "الصراع الأيديولوجي الثقافي" الذي عاشته جبهة التحرير بين 1954 و1994. ويقول ان هذا الصراع "ساهم في إضعاف الجبهة، والانتقال بها من الإشعاع، الهيمنة، الأسطورة، الى الضعف والانحطاط"