أكد الرئيس حسني مبارك أن قضية القدس هي أخطر القضايا المطروحة في عملية التسوية في الشرق الأوسط، مشددا على أهمية طرح حل عادل لها حتى يكون دائماً ومستقراً. وكشف وهو يتحدث أمام رجال القضاء والنيابة العامة عقب افتتاحه مجمع محاكم في الاسكندرية أمس أن ما يجري حالياً من دراسات واتصالات يهدف الى التوصل إلى "اتفاق إطار" وليس "اتفاق"، مشيراً الى أن هناك رؤى وأفكارا وبدائل عدة مطروحة تفتح باب الحوار من اجل التوصل إلى اتفاق اطار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، و"جميعها يبتعد عن السيادة الإسرائيلية على الأماكن المقدسة". وشدد على أن المسجد الأقصى ينبغي أن يكون تحت السيادة الفلسطينية. وعقب اللقاء، صرح وزير الإعلام المصري السيد صفوت الشريف بأن مبارك نصح الرئيس ياسر عرفات بعدم التردد في المشاركة في قمة كامب ديفيد الثانية لأنه من المهم أن يتحقق الوجود الفلسطيني، وذلك من خلال قناعته بأن المفاوضين الفلسطينيين لن يقبلوا إلا ما يتفق مع الشرعية والإرادة الفلسطينية وأنهم لن يقبلوا ضغطاً لقبول ما لا يرضونه. وأوضح مبارك أن "مصر تقدم العون والمساعدة بما يدفع قضية السلام من دون تدخل في القرار الفلسطيني، فالفلسطينيون يتخذون ويقبلون ما يتفق وإرادة الشعب الفلسطيني ويرفضون ما لا يتفق والشرعية وإرادة الشعب الفلسطيني". ولفت إلى أنه التقى أيضاً رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك قبل قمة كامب ديفيد الثانية وأنه تناول معه قضية القدس، مشيراً الى أنها "قضية حساسة ومعقدة وخطيرة، ومصدر حساسيتها أنها تمس الأديان من مسلمين ومسيحيين، ومصدر خطورتها أنها تؤدي وتفتح أبواب العنف والإرهاب الذي يطول كل الأطراف. ومن هنا فإنه من الواجب التوصل إلى معادلة تعطي للفلسطينيين حقهم المشروع في السيادة على الأماكن المقدسة". وأكد أن مصر تساند الفلسطينيين في القرار الذي يتخذونه، وقال إنه "إذا كانت قمة كامب ديفيد 2 لم تحقق النتائج المرجوة إلا أنها فتحت الباب لمناقشة عديد من القضايا التي كان من المحظور مناقشتها والتفاوض حولها". وأشار مبارك الى رسالة كان تلقاها من الرئيس بيل كلينتون عقب كامب ديفيد وأوضح في رده على الرسالة أن كامب ديفيد لم تفشل، لكنها فتحت الباب أمام مواضيع مهمة ومن المهم إجراء الحوار حولها، لافتاً إلى لقائه أمس في الاسكندرية الرئيس الفلسطيني من أجل بحث الرؤى المطروحة للخروج من الأزمة التي تعترض المسار الفلسطيني. وكشف أنه تناول خلال اتصال هاتفي تلقاه من كلينتون أول من امس العديد من وجهات النظر في شأن قضية السلام وأن الرئيس الاميركي قدم الشكر لمصر لما تقوم به من أجل انقاذ عملية السلام. وأعلن مبارك أنه سيلتقي في القاهرة بعد غد كلينتون في الساعة السابعة صباحاً وسيستمر اللقاء حتى الساعة الثامنة والنصف وسيتركز على قضية السلام في الشرق الأوسط الى جانب العلاقات بين الجانبين. وعن أهمية انعقاد قمة عربية أعلن مبارك أن العالم العربي مؤهل اليوم أكثر من ذي قبل وأن هناك مسعى على الطريق لعقد قمة عربية تلتقي على قضايا محددة لكي تصل إلى نتائج تخدم القضايا العربية. وعن حضور العراق القمة قال إن "لدى مصر والدول العربية الاستعداد لعقد القمة سواء حضرها العراق أو لم يحضرها. ونحن في طريقنا لعقد قمة عربية نرجو أن تلتئم العام الحالي أو مطلع العام المقبل". وعن المسار السوري - الإسرائيلي، شرح مبارك الاسباب والعقبات التي اعترضت المفاوضات السورية - الإسرائيلية، مؤكدا أنه من المستحيل أن تقبل سورية بالتنازل عن شبر واحد من اراضيها. وضرب طابا مثلاً عندما قال إن "مصر لم تقبل التنازل عن شبر من أراضيها وأن مصر حققت كامل السيادة على ترابها بالحرب والمفاوضات والقضاء وأن الرئيس بشار الأسد مستعد أن يتفاوض متمسكاً بمبدأ أن تعود الأرض السورية كاملة". وعن الدور الأوروبي، أعلن مبارك أنه سيقوم بزيارة لفرنسا ويجري محادثات مع الرئيس جاك شيراك والمسؤولين الفرنسيين مطلع الشهر المقبل، مشيراً الى أن الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي يبذلون جهداً في حدود المصالح والتوازنات. وكان مبارك عقد امس جلسة محادثات ثنائية في الاسكندرية مع عرفات، أعقبها جلسة موسعة حضرها من الجانب المصري رئيس مجلس الوزراء الدكتور عاطف عبيد ووزير الخارجية السيد عمرو موسى والدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك، ومن الجانب الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس ووزير الثقافة ياسر عبدربه ووزير الحكم المحلي صائب عريقات والسيد نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس عرفات، وسفير فلسطين في القاهرة زهدي القدرة. وأعلن في القاهرة أن وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي الدكتور مفيد شهاب سيترأس وفد مصر الى اجتماع لجنة القدس.