المنامة - أ ف ب، رويترز - نقل الى الولاياتالمتحدة أمس الصندوقان الأسودان لطائرة "ارباص" التابعة ل"طيران الخليج" والتي تحطمت الاربعاء قبالة مطار البحرين وراح ضحيتها 30 طفلاً وعائلات بأكملها. وكان حمد علي كبير الطيارين في أسطول طائرات "ارباص 320" في شركة "طيران الخليج" أكد أول من أمس ان الطيار 38 سنة فشل في محاولته الأولى للهبوط وقام بمحاولة ثانية، ولم يعط أي اشارة تثير القلق قبل سقوط الطائرة. وفيما أشار الى ان الوقت ما زال مبكراً للاعتقاد بأن الحادث ناجم عن "خطأ بشري"، أعلنت شركة "طيران الخليج" ان ليس لديها دليل يفيد باندلاع حريق في محرك الطائرة المنكوبة. وقتل في الحادث جميع ركاب الطائرة وعددهم 135 شخصاً، وجميع أفراد الطاقم وعددهم ثمانية، في نهاية مأسوية لرحلة انطلقت من القاهرة. وسيقدم الصندوقان الأسودان لخبراء "المجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل" لتحليلهما في الولاياتالمتحدة، بمشاركة ممثلين عن هيئة الطيران المدني البحريني وشركة "ارباص" وشركة "طيران الخليج" والمكتب الفرنسي للتحقيق في حوادث الطيران. وفي البحرين الآن خبراء من عمان ومن شركة "ارباص انداستري" المصنعة للطائرات من طراز "ايه 320"، ومن "المجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل" للمساعدة في كشف أسباب تحطم الطائرة في المياه الضحلة قبالة مطار البحرين. والحادث هو السادس من نوعه الذي تتعرض له طائرة من طراز "ايه 320" منذ دخلت الخدمة عام 1988، علماً أن السيد ابراهيم عبدالله الحمر وكيل وزارة المواصلات لشؤون الطيران المدني البحريني استبعد وجود دليل على حدوث انفجار. وزاد انه لم يتم العثور على آثار حروق على الجثث، فيما عثر على حطام الطائرة على مساحة كيلومترين، معتبراً ذلك دليلاً على عدم وقوع انفجار. ورداً على سؤال للصحافيين هل يستبعد عملاً تخريبياً أجاب ان التحقيقات ستتناول كل الاحتمالات بما فيها احتمال التخريب. وصرح الحمر بأن 130 جثة سلمت للعائلات، لكن ذوي بعض القتلى تحدثوا عن أخطاء في التعرف الى جثث، في حين روى شهود شاهدوا صور الضحايا أن الجثث كانت مشوهة في شكل كبير. ومعروف أن أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة كان أعلن الحداد ثلاثة أيام، حزناً على ضحايا الطائرة المنكوبة التي كانت آتية من القاهرة. وستدفع شركة "طيران الخليج" فوراً 25 ألف دولار لذوي كل ضحية كجزء من تعويضات. وأفادت السلطات البحرينية ليل الجمعة عن وصول خبراء أميركيين للمشاركة في التحقيق في حادث سقوط الطائرة. وأفاد بيان أصدرته مديرية الطيران المدني في البحرين ان "فريقاً من المجلس الوطني لسلامة النقل في الولاياتالمتحدة وصل الى البحرين والتقى وكيل وزارة النقل لشؤون الطيران المدني ابراهيم عبدالله الحمر". وطبقاً للقواعد الدولية، تتولى البحرين مسؤولية التحقيق الفني لأن الحادث وقع في أراضيها. وتسمح هذه القواعد بأن يشارك في التحقيق البلد المصنّع للطائرة، أي فرنسا، اضافة الى الدولة التي سجلت فيها أي سلطنة عمان. وقدمت البحرية الأميركية مساعدات كبيرة خلال عمليات البحث والانقاذ يومي الاربعاء والخميس. ووصل الى المنامة الخميس خبيران من مكتب التحقيق الفرنسي اضافة الى أربعة من شركة "ارباص" للتحقيق في الحادث. وأمس أبلغت زوجة قائد الطائرة وكالة "رويترز" ان السلطات شرّحت جثته، فيما ذكر أقارب آخرون لاحسان شكيب انهم لا يعلمون سبب التشريح. ودفن شكيب، وله ابنان وابنة عمرها 18 شهراً، في المنامة الجمعة وجلس والده وقد اغرورقت عيناه بالدموع يتقبل التعزية في الحسينية. وقالت تريسي زوجة احسان انه اتصل بها صباح الثلثاء، أي قبل يوم من الحادث المأسوي. وأبلغت صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية ان زوجها "حاول بخبرته وشجاعته انقاذ الطائرة وركابها بكل قوته. حاول تفادي الاصطدام بمنازل قريبة من المطار، وفضل الهبوط في البحر". وأوضحت عائلة الطيار ان شكيب انضم الى شركة "طيران الخليج" عام 1979 كمهندس تحت التدريب، ودرس هندسة الطيران في ارلندا لمدة ثلاث سنوات. وأكدت الشركة انه أكمل 6856 ساعة طيران، منذ حصل على شهادة بالعمل كطيار عام 1992.