شن النائب اللبناني وليد جنبلاط أعنف حملة على "الاجهزة"، محذراً من "أزمة سياسية كبيرة جداً". وتحدث في مؤتمر صحافي في المختارة عن بطاقات انتخابية جاهزة للتزوير "بطاقة يوجد عليها اسم ولا توجد صورة، لأن عندهم في الأمن العام والدولة، لائحة بالمسافرين والمغادرين والمهاجرين والاموات"، واشار الى "المجنسين الذين ما زال موضوعهم تحت الوصاية ولا احد يعرف اعدادهم وجميعهم بأمرة الوزير الأول يقصد الوزير ميشال المر الذي يحكم البلاد حالياً، وفي رأيي ان الرئىس اميل لحود لا يحكم شيئاً، والوزير الاول هو الذي يحكم البلاد. فإلى اين البلاد؟ الحال شبيهة بالعام 1951 عندما اطيح الشيخ بشارة الخوري، وفي النهاية هذا الكم من ضغط الاجهزة، وهذا الكم من التزوير سيؤديان الى ازمة سياسية كبيرة جداً وانقلاب سياسي كبير جداً، نتمنى على لحود ان يوقف هذا الامر، لكن الظاهر انه مستمر. وهذا التلفزيون اللبناني بحملته الشعواء الشخصية على رفيق الحريري وعلى نسيب لحود ووليد جنبلاط وسمير فرنجية ونائلة معوض او عمر كرامي او غيرهم من الحيثيات الاساسية". واضاف: "لا احد يلغي التيارات الشعبية الموجودة، التيار العوني والقواتي والكتلة الوطنية، لا احد يلغي احداً، والالغاء بالقوة دخول في نفق مظلم، الا اذا كان الرئىس لحود سيحول البلد نظاماً شبه عسكري. على كل حال نعود الى التذكير، انني اول شخص حذرت من غرفة الاوضاع، ويبدو انها هي الحاكمة في البلاد، هي مجموعة من الضباط في القصر الجمهوري وفي الادارات وفي كل مكان، يبدو ان المطلوب ان نأسر لبنان في نظام شبه عسكري، ما مهمته؟ هنا السؤال. وهذا تحذير الى كل القوى الديموقراطية والوطنية، يجب ان تتوحد لأن لبنان من دون حرية وديموقراطية وسيادة واستقلال لا قيمة له ولا معنى. كلكم تعرفون التهديدات المباشرة للصحافة والقضاء اسألوا مجلس القضاء. الاعلى الذي يقف متفرجاً امام التعيينات التي تأتي من غرفة الاوضاع. اسألوا وزير العدل العاجز عن الاتيان بالعناصر الاكفياء في القضاء لأن هناك استباحة مطلقة له. الحكومة غير موجودة، هناك الوزير الاول، هل المطلوب ان يكون المجلس مجلساً للأجهزة، فيه حصة للأمن العام وللحرس الجمهوري ولأمن الدولة وللجيش".وسئل هل هو خائف من نتائج الانتخابات؟ اجاب: "اياً تكن ، الحوار مستمر. بالعكس نحن نبني للمستقبل ولحماية الحريات في لبنان واستقلاله وسيادته وحرية الكلمة فيه، لن نترك هذه الحفنة من الضباط تطغى وتلغي الحياة السياسية. هل الرئىس لحود على علم بذلك؟ اذا كان على علم اصبحت المواجهة مباشرة معه واذا لم يكن فمن يحكم البلد"؟ وقيل له: عامي 1992 و1996 حصل تزوير في الانتخابات، اجاب: "تستطيع ان تقول الذي تريده الداخلية، انا اقول ان هناك حاكماً اول للبلد، المتصرف هو ميشال المر وابنه. الأمور صارت مفضوحة كيف سندقق في الكلام، اين الصدقية؟ هذه الحكومة ليست محايدة وتريد انتخابات نزيهة. نطلب منها ان تستقيل، وان تؤلف حكومة تجري انتخابات محايدة". وقيل له، ان البعض يعتبر انه انقلب على مواقفه السابقة وابتعد عن سورية، اجاب: "انا لست فاتحاً حرباً على سورية، ولكن اطلب توازناً في العلاقة اللبنانية - السورية. هناك معاهدة واتفاقات امنية، كذلك نريد ان نرى المصلحة الاقتصادية والزراعية والامنية للبنان، في رأيي لا يوجد مجنون اليوم في لبنان يريد ان يشن حرباً على سورية، لا يوجد وكر امني ضد سورية. شعاري هو ان اسرائىل خرجت من لبنان نهائياً، واصبح يحق لي كوليد جنبلاط ان اقوم بحوار داخلي. انا مع المصالحة، يعني ممنوع ان يتكلم وليد جنبلاط مع المسيحيين هكذا يبدو، وممنوع ان يتكلم مع رفيق الحريري، وممنوع ان يتكلم مع القوى الفاعلة. هل في استطاعتي ان انكر القوة الفاعلة للتيار العوني والكتلة الوطنية والاحرار، وكل القوى الفاعلة، فنقول إنها غير موجودة؟ انها موجودة وهناك قوى ديموقراطية، نسيب لحود من التيار الوطني الديموقراطي أليس موجوداً؟ انا اتمسك بشعاري ان لبنان ديموقراطي. لبنان متعدد سياسياً واقتصادياً وثقافياً، هو ضمان لسورية، لنرَ الوجه الآخر اذا انهار الاقتصاد اللبناني واذا انعدمت الحياة السياسية في لبنان هل تستطيع سورية ان تتحمل عبء لبنان؟. هل الاقتصاد السوري يستطيع ان يتحمل لبنان منهاراً اقتصادياً؟ هل لمصلحة سورية هذه المادة الحضارية الثقافية والسياسية التي اسمها لبنان ان تنهار وتلغى؟". ورأى "ان الادارة السيئة التي جاءت، ادارة اميل لحود، ادارة حكومة سليم الحص التي اتت تحت شعار وقف الاهدار والعودة الى مستوى عجز 37 في المئة، وعصر النفقات فشلت فشلاً ذريعاً. هذا الوزير الاول يشتم الحكومة، جورج قرم وناصر السعيدي والادارة". وعن كلام الرئيس نبيه بري على ان لحود والحكومة والمجلس هم الذين يقررون متى يخرج الجيش السوري، قال جنبلاط: "اتمنى الا يصنف احداً، "على سلامته" الرئىس بري اذا كان يقصدني، استطيع اجابته وهو في الجنوب على العرش استوى ولا تفرق معه، ان معركته صارت مع الاسف هو وغيره كيف يحجم ويلغي حبيب صادق. انا لا اطرح بالتحديد انسحاب الجيش السوري، لكنني اريد ايضاً ان اسأل لماذا ترسل بعض المراكز الامنية السورية في طلب المخاتير ورؤساء البلديات والفاعليات، وتطلب منهم في منطقة بعبدا انتخاب اللائحة المواجهة، وفي الشوف تطلب فارس ذبيان وناجي البستاني وزاهر الخطيب. مبدئياً هذا الأمن السوري موجود لأمن القوات العسكرية، ايضاً امن انتخابي، وهذا مسيء اليهم". واضاف "انا ارى ان هناك تصرفاً على الارض غريباً طبعاً، هم آخر مرة قالوا لي انهم لا يتدخلون، ولكن يبدو ان عندهم بعض اللامركزية، ولا اعرف السبب وهذا مسيء". وسئل: هل يعني انك تهدد بثورة قريباً؟ قال: "لم اقل ثورة، ولكن في 1951 سبعة نواب في المجلس منهم كمال جنبلاط وكميل شمعون وغسان تويني واعتقد بيار الجميل، غيروا وجه التاريخ، اصبح هناك انقلاب ابيض وتغير وجه التاريخ، "بدك" من يقرأ التاريخ، اذا كان الرئىس لحود لا يقرأ التاريخ يكون يكرر الغلطة نفسها". وعن طلب المدعي العام التمييزي القاضي عدنان عضوم منه تقديم اخبار يتعلق بتزوير البطاقة الانتخابية، قال جنبلاط: "مسكين القاضي عضوم لا احسده، وعدوه برئاسة الوزارة من زمان وعنده كم من الاحقاد ضد رفيق الحريري. وعده بها لحود؟ لا يوجد قضاء مستقل". واشار الى ان حواره مع الشخصيات الوطنية يهدف الى انقاذ لبنان من الكارثة، معتبراً ان "ألبير مخيبر اخطأ بالنزول مستقلاً في المتن. فغلطة الشاطر بألف غلطة". واعتبر "اننا دخلنا في نفق مظلم، في حكم الاحزاب الواحدة، مثل رومانيا في مرحلة معينة من ايام تشاوشيسكو". وذكر أنه اول من عارض ترشيح عسكري الى الرئاسة "لأنني عرفت الى اين ستصل البلد. لم يصدقني احد وقامت القيامة عليّ لبنانياً وسورياً. وصلنا اليها الآن. حاولنا ان ننبه الرئىس لحود، وارسلنا اليه اشارات، الى اين؟ اللهم اذا كان لا يزال يحكم شيئاً. قد يكون حاكم لا شيء، لأنه ملزم البلد، كما هو ظاهر، للوزير الاول وللاجهزة. هكذا يريد؟ اذا اراد ذلك فنحن مواجهة، واذا استطاع ان يستدرك فهذا افضل له ولنا". واكد انه ليس خائفاً ان يتعرض لرد فعل من الاجهزة "فالرأي اللبناني الحر سيكون اقوى من الاجهزة والجيوش، وسينتصر". وسئل: هل هذا تحريض؟ اجاب: "نعم، في السياسة ماذا يفعل المرء؟ طبعاً". وسئل: هل من لقاء مع الرئىس السوري بشار الاسد؟ اجاب: "عندما يريد الرئىس الاسد ويجد فسحة من الوقت انا مستعد للمناقشة معه في الملف والعلاقات اللبنانية - السورية. ليس عندي مشكلة". وهل طلبت موعداً؟ اجاب "لا". وهل تطلب؟ اجاب "سأرى في الوقت المناسب".