حمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب اللبناني وليد جنبلاط بعنف على "الأجهزة لتدخلها في الانتخابات النيابية". وقال إنه سيلتقي اليوم رئيس الجمهورية إميل لحود وسيطلب منه "ضبط هذه الأجهزة وتحييدها ورفع إيديها عن القضاء، والقيام بحركة تصحيحية على مستوى البلد بالشعارات نفسها التي أطلقها إذا كان هو الحاكم الحقيقي". ورأى "أن القاضي اليوم موظف عند الوزير، وسأطلع الرئيس لحود على كل ما تكلمت عليه، لأن السنوات الأربع المتبقية له بدنا نعرف كيف سنكملها". ونفى في حديث الى إذاعة "صوت الشعب" أن يكون شبّه لحود بالرئيس كميل شمعون عندما قال: "نحن أمام جو مشابه لجو العام 1957 يوم سقط والده في الانتخابات وأقطاب في المعارضة على رغم كونه شمعون شخصية كبيرة وخصومته حلوة". وسئل هل تراجع في كلامه؟ أجاب: "عام 1957 تدخلت الأجهزة لإسقاط الرموز، وهذا ليس تراجعاً بل تسلية، وكنا على مشارف أحلاف وحرب أهلية، أما الآن فالوضع مختلف، ليست هناك حرب بل نتجه الى مزيد من الاستقرار". وعن عودة الرئيس أمين الجميل الى لبنان قال: "إن الدولة كسرت قرارها بعض ضغط شعبي وسمحت له بالعودة. وتجب عودة العماد ميشال عون وإيجاد حل سياسي لقائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع". وقال: "إما أن يكون الكل في السجن وإما أن يكون الكل خارجه". ورأى "أن لا بد من التوصل الى تسوية لأن الشعب يريد لبنان سيداً مستقلاً ويتخلص من الطبقة السياسية البالية". وسئل هل عودة الجميل تريح أوساطه؟ أجاب "لا نستطيع منع أي شخصية سياسية أو نفيها والأجهزة الأشباح لا تستطيع الاستمرار". وقيل له: أليس عنده تاريخ يستدعي منعه؟ أجاب "إقفال ملف الحرب يعني إنهاءه وإلا سنعود الى من أطلق النار في عين الرمانة؟". ورأى جنبلاط أن معركته الانتخابية هدفها "وصول نواب مستقلين عن السلطة وإيجاد تيار لإعادة النظر في قانون الانتخاب وتركيبة السلطة". وقال إنه "قرر أن يتمتع بروح رياضية، فالمعركة تحد كبير وسنحاول أن نكون قوى تجديد للحياة السياسية عبر تحالفات للوصول الى الحد الأدنى من القرار الوطني المستقل". ورأى أن "الدولة ليس لها في الجبل إلا وليد جنبلاط وفي الجنوب المحدلة ماشية، وفي البقاع هناك صمت". وعن وسائل الضغط في الانتخابات من جانب الأجهزة، قال "إنها تبدأ من المندوب وصولاً الى القاضي، عكس انتخابات العام 1996. حينها لم يكن هناك هذا الحجم من التحدي". وقال "نحاول الانفتاح على المسيحيين خصوصاً أن التهم السابقة من عمالة وغيرها سقطت ولا بد من إيجاد صيغة مع المحاور المسيحي. لكن الدولة تريد أزلامها فقط. ولا بد من الخروج من حال الإحباط في الشارع المسيحي والموضوع مرهون بالمشاركة وعدم فرض المرشحين". ونصح المسيحيين بعدم المقاطعة "كي لا يأتي بعض الأشباح الى المجلس النيابي، ويجب أيجاد نواة تحالف عريض لفرض رأي حر وتغيير قانون الانتخاب". وقال "أنا مع الدائرة الفردية". وانتقد التحالف المضاد له في عاليه - بعبدا طلال أرسلان وإيلي حبيقة و"حزب الله" و"أمل".... ووصفه أنه "غير طبيعي وحزب الله غير مرتاح إليه". ورأى أن خصومه هناك "محشورون، لذلك هناك استكلاب في استخدام الأجهزة". وعن عدم اختياره النائب زاهر الخطيب على لائحته في الشوف، قال "أنا حر في اختيار حلفائي لا أعرف أين سيترشح، ولكن قد يأتون به وزيراً أو رئيس وزراء". وأوضح أن ارتباطه برئيس الحكومة السابق رفيق الحريري "غير مادي بل لأنه أثبت أنه قوة سياسية كبيرة"، آملاً بعودته الى رئاسة الحكومة "لتحقيق إنماء متوازن". وسئل هل تستخدم الأجهزة لتحجيم الأشخاص؟ أجاب "الشخص هو الذي يحجم نفسه لا المقعد. اما أن يلغي نفسه لأنه حمار وأما أن يطور نفسه بحسب طرحه السياسي". ووصف جنبلاط وزير الداخلية ميشال المر أنه "المفوض السامي وكل الدولة"، متهماً إياه أنه "استولى على كل شيء وقضم كل شيء"، واصفاً إياه أنه "سوبر خطيب" في إشارة الى وزير الداخلية السابق سامي الخطيب الذي أشرف على انتخابات العام 1992. وعن زيارته لسورية أول من أمس قال إنه لم يلتق خلالها الرئيس بشارالأسد لأنه لم يطلب هو ذلك، موضحاً أنه سيطلب موعداً في الوقت المناسب. وأضاف "إننا ننتظر من الرئيس السوري الجديد إنجازات داخل سورية، ليبرالية وأيضاً لمصلحة العلاقات اللبنانية - السورية عبر تصحيح كل الخروق في الاتفاقات الموقعة، إذ أصبح الكل يتصرف باسم سورية". وعن التدخل السوري في لبنان قال إنه التقى أحد المسؤولين السوريين وأكد له "أنهم لن يتدخلوا في الانتخابات النيابية". وكان جنبلاط أكد بعد لقائه متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة أنه سيبحث مع الرئيس لحود اليوم في "تعجيل وتيرة استكمال عودة المهجرين"، لافتاً الى أنه هو الذي يقرر ويأمر أدوات التعجيل، وزارة المهجرين بالتحديد، لكي تستكمل العودة والمصالحات.