المنامة، القاهرة - "الحياة"، أ ب، أ ف ب، رويترز -أكدت تقارير اعلامية في البحرين أن السرعة والارتفاع الزائدين وراء تحطم طائرة شركة "طيران الخليج" التي سقطت مساء الاربعاء قبالة ساحل البحرين. لكن المسؤولين في الشركة رفضوا فرضية الخطأ البشري، وقال رئيس الشركة الشيخ احمد بن سيف آل نهيان، خلال مؤتمر صحافي في المنامة: "في الوقت الحالي، الامر لا يتعلق بخطأ ارتكبه الطيار". وبدأ محققون دوليون وإقليميون فحص حطام الطائرة لتحديد سبب الحادث، فيما تعتزم السلطات نقل الصندوق الاسود للطائرة الى الخارج لفحصه. واقيمت في المنامة أمس جنازة عدد من الضحايا البحرينيين فيما ينتظر ان تصل الى القاهرة اليوم جثث الضحايا المصريين وترسل بقية الجثث من جنسيات اخرى الى ذويها. وشارك رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة أمس في صلاة الجنازة التي اقيمت في مسجد المنامة الكبير. وبثت وكالة "انباء الخليج" انه تم دفن 34 بحرينياً قتلوا في الحادث في الوقت الذي يستمر الحداد في البلاد. ونقلت شبكة التلفزيون الاميركية "سي ان ان" عن مصادر رسمية في البحرين، أمس، ان السرعة والارتفاع الزائد للطائرة عند اقترابها من مطار البحرين هما السبب في تحطم الطائرة. وكانت صحيفة "بحرين تريبيون" الصادرة أمس قدمت رواية مماثلة. راجع ص 2 ولم يصدر تعليق باسم "طيران الخليج" وهيئة الملاحة المدنية في البحرين على هذه المعلومات حتى مساء أمس. وتركز الرواية على ان برج المراقبة في مطار البحرين ابلغ قائد الطائرة المنكوبة بأنه يقترب من المدرج بسرعة وارتفاع زائدين، وأن الطيار ارتفع مجدداً بطائرته لمحاولة الهبوط مجدداً إلا ان برج المراقبة ابلغه أنه خارج عن المسار وان سرعته لا تزال اكبر من اللازم. وعاد الطيار الى ارتفاع الفي قدم بناء على طلب من برج المراقبة، الا ان الطائرة اختفت فجأة من على شاشات الرادار عندما كانت على ارتفاع الف قدم. وقال ناطق باسم "طيران الخليج: "لا علم لنا بتلك المعلومات التي يمكن ان تكون مجرد تكهنات". وأعلنت الشركة أمس انها ستدفع على الفور 25 الف دولار لكل عائلة من عائلات 143 شخصاً هوت بهم الطائرة في الخليج. وسأل احد اقارب الضحايا "كيف تقول شركة طيران الخليج ان حياة شخص تساوي 25 الف دولار"؟ وأوضحت الشركة ان هذا المبلغ سيعتبر جزءاً من التسوية النهائية للتعويضات الناشئة عن الحادث. وسيطر الحزن على اقارب الضحايا اثناء المؤتمر الصحافي بينما كان مسؤولو شركة "طيران الخليج" يعرضون تفاصيل الحادث، ما أدى الى اخراج بعض الاقارب من الغرفة التي عقد فيها المؤتمر وهم في حال هستيرية. وقال رئيس طياري اسطول "ارباص أ 320" التابع للشركة حامد علي في مؤتمر صحافي عقده في المنامة: "في الوقت الحالي، الامر لا يتعلق بخطأ ارتكبه الطيار، وبرج المراقبة في مطار البحرين لم يسجل أي خطأ لدى اقتراب الطائرة، لقد بدت طبيعية ولا نزال نحقق لمعرفة اسباب الخطأ". وخلافاً للمعلومات التي اعلنتها سلطات الطيران المدني البحرينية الاربعاء، اكد ان الطائرة هوت في البحر بعد ""محاولة هبوط فاشلة وحيدة". وكانت هيئة الطيران المدني اكدت ان الطائرة هوت في البحر بعد محاولتها الهبوط للمرة الثالثة على بعد اقل من كيلومترين من المدرج في المطار. واضاف "على بعد ميل بحري واحد 8،1 كيلومتر، طلب الطيار الاذن للقيام بدورة فوق المدرج لاسباب غير معروفة حتى الوقت الراهن. وباشر الطيار دورة فوق المدرج ... واختفت الطائرة من شاشات الرادار على بعد ميل بحري من المطار". وزاد ان برج المراقبة في البحرين عرض على الطيار "تقديم مساعدة عبر الرادار" لتسهيل الهبوط مضيفاً ان "الطيار وافق على العرض". وقوبل الاعلان عن مشاركة مجلس سلامة النقل الاميركي في التحقيقات بعدم ارتياح في الاوساط الرسمية والشعبية المصرية على خلفية التفاعلات التي افرزتها كارثة طائرة "مصر للطيران" التي سقطت نهاية تشرين الاول اكتوبر الماضي قبالة السواحل الشرقية الاميركية ولم تنتهِ التحقيقات في شأنها ويتولاها المجلس بعد. وابدى مصريون مخاوف من انحراف التحقيقات الخاصة بالطائرة الخليجية اسوة بما حدث مع الطائرة المصرية أو أن يتعمد الاميركيون تسريب معلومات لترسيخ اعتقاد خاطئ او تفسيرات غير صحيحة للكارثة.