تفاعلت الأزمة بين جماعة "الاخوان المسلمين" المحظورة في مصر ومؤسسي "حزب الوسط" والتي برزت اثر اعلان المحامي عصام سلطان الذي استقال من عضوية "الجماعة" الترشيح لانتخابات مجلس الشعب البرلمان المقرر اجراؤها في تشرين الثاني نوفمبر المقبل في دائرة "الدقي"، وهي الدائرة نفسها التي كان نائب المرشد العام ل"الاخوان" المستشار مأمون الهضيبي أعلن أنه سيترشح فيها. وتحدث الى "الحياة" سلطان والهضيبي وبدا إصرار من كليهما على المضي في اجراءات الترشيح في الدائرة وعدم تركها للآخر. واستبعد الهضيبي أن يتسبب ترشيح سلطان في دائرة الدقي بمشاكل له وقال ل"الحياة": "من حق أي شخص أن ترشح في أي دائرة"، لكنه لفت الى أنه كان أعلن الترشح لخوض الانتخابات في تلك الدائرة "قبل فترة طويلة". وفي إشارة الى تصريحات وكيل المؤسسين لحزب "الوسط" المهندس أبو العلا ماضي، نشرتها "الحياة" أمس، تحدث فيها عن "معلومات ترددت عن عزم الهضيبي ترشيح نفسه في دائرة إمبابة وترك الدائرة لمرشحة الحزب الوطني الحاكم وزيرة الشؤون الاجتماعية سابقاً الدكتورة آمال عثمان". قال الهضيبي: "ليس من حق أحد الحديث باسمي فأنا صاحب القرار في تحديد الدائرة التي ارشح فيها"، مؤكداً أنه سيترشح في الدقي وليس في أي دائرة أخرى. ومعروف أن نائب المرشد العام ل"الاخوان" خاض انتخابات العام 1995 منافساً لعثمان التي فازت بالمقعد المخصص للفئات في الدقي. وأوضح الهضيبي أنه حين أعلن ترشيحه كان يتوقع منافسة عشرات من الشخصيات العامة من مختلف الانتماءات الحزبية والفكرية. ورفض الرد على سؤال عما اذا كان ترشيح سلطان في الدائرة نفسها سيتسبب في صدام جديد بين "الإخوان" ومؤسسي "الوسط". أما سلطان فاستغرب "ضجة أحدثها قادة "الاخوان" لمجرد أن أحداً تجرأ على إعلان عزمه منافسة الهضيبي". وقال ل"الحياة": "رغم أننا ما زلنا في مرحلة دراسة ملف المشاركة في الانتخابات ولم نحدد موقفاً نهائياً بعد إلا أن ما صدر من قادة الاخوان يؤكد أنهم ما زالوا يصادرون حق الآخر". واستغرب المحامي الذي قاد في الانتخابات السابقة الحملات الانتخابية للهضيبي، مقارنته به. واضاف: "الفارق في العمر بيننا أكثر من 40 سنة وأنا أحمل هموم وآلام وآمال جيل غير الذي ينتمي اليه الهضيبي". واعتبر أن المعنية بالمنافسة في دائرة الدقي هي الدكتورة عثمان "لأنها تفوز بالمقعد في كل مرة تشارك فيها في الانتخابات". وتابع: "ليس من حق أي شخص آخر ترشح في الدائرة ولم يفز أن يسعى الى إغلاق الدائرة على نفسه". واكد أن حسابات مؤسسي "الوسط" "تعتمد على تقدير قوة مرشحي الحزب الحاكم في المقام الاول". ونفى بشدة أن يكون مؤسسو "الوسط" خططوا للانتقام من قادة "الاخوان" أو سعوا الى اسقاط الهضيبي. وقال: "خلافنا مع قادة الاخوان انتهى منذ سنوات وجراحنا اندملت لكن يبدو أن جراحهم ما زالت تنزف ربما بفعل استقالاتنا المتتالية من عضوية التنظيم بعدما ضيعنا عليهم فرصة أن يقوموا هم بفصلنا. كما أن توالي الاستقالات لتشمل رموزاً كبيرة من الاخوان على رأسهم السيد كمال الهلباوي أمر ما زال قادة "الاخوان" يعتبرون اننا السبب فيه". ويعتقد سلطان ان نسبة اصوات "الاخوان" في دائرة الدقي بأنها نحو واحد في المئة فقط من مجموع الناخبين في الدائرة. لكنه يؤكد ان صداقة ما زالت تربطه بعدد كبير منهم. وقال عن جدوى التنسيق مع الجماعة لتفادي صدامات بينهما اثناء الانتخابات: "حسب خبرتي في العمل مع قادة الاخوان فإنهم اذا قرروا شيئاً يمضون فيه دون حسابات أو توازنات. وفي العام 1995 رشحوا نحو 150 شخصاً على رغم اعتقال الحكومة، قبل الانتخابات أكثر من 80 من رموز الجماعة أحيلوا على ثلاث دوائر قضائية عسكرية ما كان يعد اشارات حكومية كان على القادة أن يفهموها في حينها وليس بعد خمس سنوات، اذ يتحدثون الآن عن حرصهم على تفادي استفزاز الحكومة".