لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - اختتمت اسعار النفط في الاسواق الدولية اسبوع التعامل الاخير محافظة على مستوى يزيد على 30 دولاراً للبرميل لخامي القياس الاميركي والبريطاني في حين سجل متوسط سعر سلة خامات منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك 29 دولاراً للبرميل، وسط توقعات باستمرار النقص في الامدادات خلال الاشهر المقبلة ومخاوف من أن "أوبك" لن تدرس زيادة الامدادات النفطية مرة أخرى قبل اجتماعها الوزاري الشهر المقبل. واغلق خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم تشرين الاول اكتوبر في بورصة النفط الدولية على 30.45 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 28 سنتاً على سعر الاقفال يوم الخميس في حين اغلق خام القياس الاميركي "غرب تكساس" تسليم الشهر نفسه في بورصة "نايمكس الاميركية" على 31.56 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها خمسة سنتات على سعر الاقفال السابق. وكانت أسعار النفط عادت الى الصعود بشكل حاد في الاسابيع القليلة الماضية مع بقاء المخزونات منخفضة خصوصاً في الولاياتالمتحدة اكبر سوق مستهلكة للطاقة في العالم. وتأثرت اسعار النفط من تزايد التقارير في اسواق الطاقة عن نقص في الامدادات نتيجة عدم توافر طاقة انتاجية اضافية، اذ يقدر الطلب العالمي على النفط بنحو 75 مليون برميل يومياً، في حين ان الطاقة الانتاجية المتاحة حالياً لا تتجاوز 78 مليون برميل يومياً. وقال علي رودريغيز وزير الطاقة الفنزويلي ورئيس "أوبك" الحالي أول من أمس ان أي قرار لزيادة الانتاج لن يتخذ قبل الاجتماع الوزاري المقرر ان تعقده المنظمة في العاشر من الشهر المقبل. وأكد رودريغيز التزام "أوبك" بآلية نطاق الاسعار التي تقضي بزيادة انتاج المنظمة بمقدار 500 ألف برميل في اليوم إذا ظل سعر سلة خامات المنظمة فوق 28 دولاراً للبرميل لعشرين يوم عمل متتالية. واضاف: "اذا ظلت الاسعار في السوق فوق 28 دولاراً يوماً بعد يوم فان الانتاج سيزيد بمقدار 500 ألف برميل في اليوم... وإذا مرت 20 يوماً اخرى دون ان تنخفض الاسعار فإن الانتاج سيزيد 500 الف برميل اخرى في اليوم". وأعلنت امانة منظمة "أوبك" اول من أمس ان سعر سلة خامات نفط المنظمة السبعة ارتفع الى 29.12 دولار للبرميل يوم الخميس. وقال تقرير للامانة ان انتاج المنظمة من النفط في تموز يوليو الماضي ارتفع بمقدار 313 الف برميل في اليوم الى 28.172 مليون برميل يومياً. واضاف التقرير نقلاً عن مصادر ثانوية ان انتاج الدول العشر الاعضاء التي لها حصص انتاجية رسمية، مع استثناء العراق، زاد بمقدار 503 آلاف برميل في اليوم الى 25.645 مليون، أي بزيادة 245 الف برميل في اليوم على السقف الرسمي لانتاج المنظمة. وقال محللون ان عدداً متزايداً من اعضاء المنظمة النفطية مرتاحون لسعر 28 دولاراً للبرميل في سلة المرجع. وقال الخبراء في مؤسسة "جي. ان. آي" المصرفية في لندن: "المشكلة ان أوبك اعلنت في الماضي مستويات الاسعار التي تعتبرها مناسبة، ففي اذار مارس 1999 كانت المنظمة راضية عن سعر 15 دولاراً للبرميل ثم اصبح السعر 18 دولاراً للبرميل ثم بين 18 و20 دولاراً ثم 21 دولاراً ثم بين 20 و25 دولاراً وأخيراً 25 دولاراً". ولم تعد السوق التي اتعبها عدم استقرار الاسعار، تعتقد بامكانية تطبيق آلية تثبيت الاسعار التي من المفترض ان تدخل حيز التطبيق في الثامن من ايلول سبتمبر المقبل في حال بقي سعر برميل النفط فوق عتبة 28 دولاراً. ومن جهته، دعا الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الثلثاء شركاءه في المنظمة الى مواجهة ضغوط البلدان الصناعية الساعية الى خفض سعر النفط. وقال اندرو هارتري المتخصص في المواد الاولية في مصرف "رويال بنك اوف سكوتلاند" إن "فنزويلا تحتاج الى كل سنت تستطيع ان تحصله من مبيعات النفط وان رفع انتاج المنظمة النفطية لن يحقق لها أي فائدة". وأضاف: "غالبية اعضاء المنظمة لديهم رؤية على المدى القصير فهم لا يرون ان اعتماد اسعار مرتفعة جداً للنفط سيضر بهم على المدى الطويل عبر خفض الطلب العالمي". وتعول الاسواق حالياً على السعودية المنتج الاول للنفط في العالم، اذ انها هي في الواقع العضو الوحيد في "أوبك" الذي يملك امكانات كافية لرفع انتاجه في شكل ملحوظ.