بدأ الأسطول الروسي عملية واسعة لانتشال غواصة نووية استقرت في قاع بحر بارنتس الشمالي لاصابتها بعطل أدى الى انقطاع الاتصال معها موقتاً. واعلنت قيادة القوات البحرية ان الغواصة "كورسك" كانت تشارك في تدريبات قتالية وانقطع الاتصال معها لبضع ساعات، وجرى تحديد مكانها وارسلت ثلاث غواصات وعدة قطع بحرية بقيادة الاميرال فياتشيسلاف بوبوف قائد أسطول الشمال لمساعدة الغواصة. وأعلنت القيادة البحرية ان "كورسك" تعمل بالطاقة النووية لكنها لا تحمل رؤوساً نووية وهي مسلحة بطوربيدات و24 صاروخاً من طراز "غرانيت" الشبيهة ب"كروز" الأميركية. وتعد الغواصة التي تعرف في روسيا ب"المشروع 949" وفي الغرب باسم "اوسكار" من الغواصات المتطورة وهي تستخدم لمراقبة حاملات الطائرات وتدميرها. وصواريخ "غرانيت" يمكن أن تصيب الهدف على بعد 500 كيلومتر ويصعب التصدي لها لأنها تنطلق بسرعة تزيد 2.5 مرة على سرعة الصوت. وكان من المقرر أن تطلق الغواصة طوربيدات ضمن برنامج المناورات، لكن عطلاً أدى الى تسرب مياه عبر فوهة اطلاق الطوربيد، ما جعل الطاقم عاجزاً عن تأمين عومها على سطح الماء، واضطر الى الاستقرار بها على قاع البحر على عمق 100 متر. وقد أوقف عمل المولد النووي على الغواصة خوفاً من فقدانه السيطرة عليه، إلا أن ذلك أدى الى وقف تزويد "كورسك" بالتيار الكهربائي ما قد يؤدي الى نقص الاوكسجين، وبالتالي يهدد بالخطر حياة الطاقم المؤلف من 107 أشخاص بينهم 52 ضابطاً. وكان حادث مماثل وقع عام 1983 قرب شبه جزيرة كامتشاتكا القريبة من اليابان وأدى الى غرق الغواصة وأفراد طاقمها. وأشار الخبراء الى أن حياة البحارة الآن تتوقف الى حد كبير على مدى قدرة البطاريات على التعويض عن التيار الكهربائي في تزويد الغواصة بالاوكسجين ريثما تجري عمليات الانقاذ.