يذكر الحادث الذي قتل فيه اكثر من عشرين شخصا في غواصة روسية في المحيط الهادىء السبت بالكارثة التي اودت بحياة 118 بحارا في الغواصة كورسك خلال ايام بسبب تأخر عمليات الانقاذ. وكانت الغواصة كورسك غرقت خلال مناورات في بحر بارنتس (شمال غرب روسيا) في 12 اغسطس 2000 اثر انفجار طوربيد ادى الى انفجار كل الطوربيدات الاخرى على متنها وغرق الغواصة الى عمق 110 امتار. وفي 14 اغسطس 2000، اعلنت قيادة الاسطول الروسي ان فرص انقاذ الطاقم ضئيلة. وعرضت النروج وبريطانيا تقديم مساعدة في اليوم نفسه او في اليوم التالي، الا ان روسيا تحفظت على قبول مساعدة اجنبية لانقاذ درو اسطولها النووي. وبعد تأخرها يومين بسبب الاحوال الجوية السيئة، بدأت عملية الانقاذ الروسية في 15 اغسطس. وحاولت غواصتان صغيرتان الواحدة تلو الاخرى الالتحام بكورسك وفتح ابوابها لكنهما فشلتا في سبع محاولات، رسميا بسبب تيارات مائية معاكسة قوية تحت البحر. وبينما كان الشعب الروسي يتابع الحادث مباشرة، واصل الرئيس انذاك فلاديمير بوتين عطلته على شاطىء البحر الاسود ثم تدخل بعد اربعة ايام ليعلن ان الوضع "حرج" لكن روسيا تملك "كل ما هو لازم" للانقاذ. وبعدما توقفت الاشارات الصوتية القادمة من الطاقم، امر بوتين "بقبول المساعدة من اي جهة" في 16 اغسطس، وقبلت موسكو عرض لندن واوسلو. ولم تبدأ عملية الانقاذ الدولية الا في 20 اغسطس. ونجح الغواصون النروجيون في فتح ابواب الغواصة الغارقة. واتهم العسكريون والسلطة في روسيا حينذاك بالتحرك ببطىء شديد وواجهوا انتقادات عنيفة بسبب "اكاذيبهم على الطريقة السوفياتية" وتحفظاتهم في قبول مساعدة غربية لانقاذ ناجين محتملين.