بحث المدير التنفيذي لشركة الاتصالات البريطانية بي. تي السير بيتر بونفيلد ورئيس شركة الاتصالات الاميركية "أي. تي آند تي" مايكل ارمسترونغ في امكان دمج الشركتين لتشكيل مجموعة اتصالات عملاقة تبلغ قيمتها السوقية نحو 185 بليون دولار. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في عددها أمس انه على رغم ان الطرفين لم يعقدا محادثات رسمية في شأن دمج الشركتين، الا انهما عقدا اجتماعات الشهر الماضي للبحث في امكان توحيد عمليات الشركتين، وذلك حسب مصادر مطلعة لم تذكر الصحيفة اسمها. وقفز سعر سهم "بي. تي" في التعاملات المبكرة في بورصة لندن أمس مسجلا 844 بنساً، بزيادة 32 بنساً على سعر الاقفال أول من أمس، علماً انه تراجع في الساعات التالية من التعامل الى نحو 827 بنساً. وساعدت الانباء سعر سهم الشركة الذي تعرض الى نكسات عدة خلال العامين الماضيين نتيجة اشتداد حدة المنافسة مع شركات الاتصالات الاخرى التي دخلت السوق. وكان أعلى سعر سجله السهم خلال ال52 اسبوعاً الماضية 1495 بنساً مقابل 780 بنساً ادنى سعر. وبلغت القيمة السوقية للشركة في اواخر التعامل أمس نحو 53.92 بليون جنيه استرليني 80.3 بليون دولار. وقالت الصحيفة وتقارير وكالات الانباء أمس ان ارتباط الشركتين سيسمح لهما بتوسيع نطاق اعمالهما الدولية وتخفيض التكاليف ودخول نطاقات جديدة خصوصاً اسواق الانترنت التي تسعى الشركة البريطانية الى توطيد مواقعها فيها بتطوير انظمة جديدة وسريعة. وقالت "وول ستريت جورنال" ان هذه ليست المرة الاولى التي يدرس فيها الطرفان احتمالات دمج اعمالهما، اذ بحث الطرفان في ذلك سابقاً خلال اجتماعات مشروع "كونسرت" المشترك بينهما الذي يوفر خدمات الاتصالات ونقل المعلومات دولياً للشركات وقطاعات الاعمال. لكن الصحيفة اضافت ان المحادثات الاخيرة أكثر جدية من السابق وركزت على قضايا محددة ترتبط بتوحيد عملياتهما. لكن الصحيفة اشارت الى ان المصادر التي تحدثت لها قالت انها لا تتوقع صفقة دمج سريعاً، مع احتمال ان لا تؤدي المحادثات الاولية غير الرسمية الى بدء محادثات جدية ورسمية. وتجدر الاشارة الى ان أي عملية دمج بين عملاقي الاتصالات في العالم ستواجه عقبات من هيئات مكافحة الاحتكار في الولاياتالمتحدة واوروبا، اذ سيؤدي أي دمج بين "بي. تي" و"أي. تي آند تي" الى تكوين مجموعة اتصالات تسيطر على سعة هائلة بين الولاياتالمتحدة واوروبا. ويتوقع ان تضطر الشركتان الى بيع اجزاء رئيسية من عملياتهما قبل السماح لهما بالدمج. وقال محللون ان "بي. تي" ربما تهدف من الدمج الى بيع بعض وحداتها لتخفيف ديونها التي تصل الى بلايين الجنيهات من جهة، ومن جهة أخرى لإرضاء حملة الاسهم الذين تضرروا من تدهور سعر السهم في الفترة الاخيرة. وتواجه "أي. تي آند تي" مشاكل مشابهة، اذ تدهور سعر سهمها الى نحو 29.63 دولار في الاسبوع الماضي مقابل نحو 60 دولاراً في وقت سابق من السنة بعد كشف الشركة ان ايراداتها السنة الجارية ستكون اقل من العام الماضي بسبب تراجع اسعار المكالمات الخارجية للمستهلك وتراجع ايرادات خدمات الاتصالات للاعمال. وتبلغ القيمة السوقية للشركة نحو 105 بلايين دولار. ونفى متحدث باسم الشركة البريطانية رويترز اجراء محادثات رسمية بين الشركتين غير انه لم يستطع تأكيد ما اذا كان بونفيلد وارمسترونغ اجريا محادثات في شأن امكان الاندماج.