اكدت الفرق السعودية الكبيرة استعداداتها للمنافسة على البطولات الثلاث المحلية لكرة القدم بالاضافة لمشاركاتها الخارجية. وتتنظر فرق الشباب والهلال والاهلي والاتحاد والنصر مسابقات عدة منها سيبدأها النصر في القاهرة يليه الاهلي في جدة. وكان فريق الشباب اول من قص شريط بطولات الاندية السعودية العام الجاري عندما حصد وبأقل مجهود ممكن بطولة النخبة العربية الاخيرة محققاً لقبه الثاني فيها على غرار ما سبق وحققه الأهلي المصري. وكان الشباب تخلى عن ثلاثة من النجوم هم فؤاد أنور صاحب أول هدف سعودي في نهائيات كأس العالم، والذي سجله في مرمى الهولندي أد دي غوي وفهد المهلل المهاجم ومرزوق العتيبي صاحب الرقم القياسي للانتقال في السعودية والبالغ تسعة ملايين ريال. وتوقع كثيرون ان يقع الشباب في محنة انتقال ابرز نجومه لكنه ذهب إلى الاردن وحقق كأس النخبة بسهولة كبيرة. ويبدو من تعاقد ادارة الفريق مع البرازيلي كامبوس ان في نيتها اعادة ما فعله الفريق اوائل العقد الماضي عندما هيمن على بطولة الدوري السعودي لمدة ثلاثة اعوام متتالية وبوجود المدرب نفسه وبتشكيلة من الوجوه الصاعدة. ويجني الفريق حالياً ثمرات اهتمامه بالقاعدة. من هنا عدم تأثره. ونجم عن هذه السياسة حصول الشباب على 14 بطولة في عشرة اعوام من دون ان يكون لديه قاعدة جماهيرية كبيرة او صحافة تؤيده كما هي حال الفرق الكبيرة الاخرى. وتبع فريق الشباب في احراز البطولات نظيره الهلال الرياضي عندما حقق للمرة الثانية من مشاركتين بطولة الصداقة التي اختتمت اخيراً في ابها "جنوب السعودية". وعلى رغم ان استعدادات الفريق للموسم الرياضي الجديد كانت باهتة حتى مع استعانته بالمدرب القديم الجديد الروماني ايلي بالاتشي الذي يعرف الملاعب السعودية حق المعرفة الا ان تعود لاعبيه على حصد البطولات جعلهم يقاتلون ويظفرون بلقب البطولة ويعززون رقمهم القياسي من الانتصارات علماً أن التشكيلة الشبابية افتقرت أيضاً الى كبار آخرين وفي مقدمهم يوسف الثنيان الذي قدم اعتذاراً عن التمارين وسامي الجابر الذي يبحث عن فرصة احتراف خارجي وخالد التيماوي المصاب واحمد خليل المتغيب لاسباب مالية وغيرهم لكن الشباب بصغاره وبكوكبة أخرى من المخضرمين على رأسهم محمد الدعيع ونواف التمياط وعبدالله الشريدة وغيرهم حقق ما عجز عنه الاهلي المكتمل الصفوف. وقد حيّر الاهلي تحديداً منافسيه قبل محبيه كونه استعد باكراً ونظم دورة الصداقة ودعم صفوفه بالدوليين عبيد الدوسري ثاني اغلى لاعب سعودي وسعد الدوسري صاحب التمريرات القاتلة، وفوزي الشهري المدافع الجديد في منتخب السعودية علاوة على ان صفوفه تضم حوالى خمسة دوليين لكنه قدم كرة جميلة من دون أن يتمكن من الفوز في النهاية. وتعاقد الأهلي مع المدرب انخيل اول مدرب ارجنتيني في السعودية لكن شهر العسل بينه وبين جماهير النادي انتهى باكراً، وبدأت المطالبات الصحافية بإقالته بداعي فشله في دورة الصداقة كما حصل مع من سبقه، الامر الذي يؤكد ان مشكلات هذا الفريق ليست في التدريب ولا في الادارة بل في اللاعبين على رغم ان اكثر من 95 في المئة منهم دوليون. وعلى عكس جاره تسير الامور في نادي الاتحاد حامل لقب الدوري في المواسم الماضية على احسن ما يرام. وقد اعاد البلجيكي الجنسية الصربي الاصل ديميتري دافيدوفيتش لتدريب الفريق وكان حقق مع الاتحاد 7 بطولات في موسمين فقط وسجل الرقم القياسي في استقطاب نجوم جدد للفريق على رأسهم الموهوب حتى آخر قطرة مرزوق العتيبي ليكون بجوار حمزة ادريس في الهجوم، وضمّ أيضاً الظهير الايسر محمد المولد الذي يعد الثاني في هذا المركز في السعودية بعد حسين عبدالغني وتعاقد مع الكويتي الدولي حسين الخضري وعدد من اللاعبين الآخرين، الامر الذي يشير الى رجحان كفة الاتحاد في هذا الموسم على غالبية الفرق كونه قدم في المواسم الماضية ومع ديمتري بالذات، اجمل النتائج وافضل العروض وحقق بطولات كثيرة. من جهته واصل النصر عاداته الموسمية في التعاقد مع اشهر المدربين الاوروبيين حيث ابرم اتفاقاً لموسمين مع البرتغالي آرثر جورج صاحب الصولات والجولات في الملاعب الاوروبية، من دون ان تتضح الصورة كاملة بالنسبة إلى لاعبيه الاجانب. والنصر تحديداً اشتهر بين الاندية السعودية بأنه ابرز من يحتضن النجوم ويقدمهم للمنتخبات السعودية مثل ماجد عبدالله الظاهر التي لن تتكرر الا بعد عقد على الاقل ومحسين الجمعان ويوسف خميس، واخيراً ابراهيم ماطر. لكن النصر توقف في الفترة الاخيرة دونما سبب واضح عن انجاب النجوم من دون ان يمنع ذلك الفريق من أن يبقى رقماً صعباً في المنافسات السعودية التي تظهر مؤشراتها المقبلة الى ان الاتحاد سيغرد خارج السرب يليه وبالتساوي الشباب والهلال ثم الاهلي والنصر.