أخفقت محاولات لإنقاذ طاقم الغواصة الروسية "كورسك"، واكد الرئيس فلاديمير بوتين ان "الوضع صعب بل حرج" وتوقع الخبراء نفاد الاوكسيجين في الغواصة النووية نهار غد الجمعة. وقد أُنزلت الى اعماق بحر بارنتس الشمالي كبسولة انقاذ موصولة بسفينة راسية، لكن ضابطي الاغاثة الموجودين عليها لم يفلحا في ربط الكبسولة بالغواصة التي مال مقدمها وتحطمت اجزاء منها. وبعد اربع محاولات للالتصاق بالغواصة "كورسك" رُفعت الكبسولة الاولى ليبدأ إنزال ثانية كان مصيرها مماثلاً لسابقتها. وقال الناطق باسم قيادة الاسطول ايغور ديفالو ان "كبسولة الانقاذ نجت بأعجوبة"، واوضح ان التيارات الجوفية التي تصل سرعتها الى ستة كيلومترات في الساعة تعرقل عمليات الانقاذ التي يزيد من تعقيدها هبوب رياح تمنع تثبيت مراسي السفن العائمة. وتمثلت النتيجة الوحيدة لعمليات الانقاذ في تصوير الغواصة لمعرفة افضل السبل لانتشالها. وذكر قائد سلاح البحرية الاميرال فلاديمير كوريدوف ان الصور أظهرت وجود "تشويه" في مقدم الغواصة، وان الفوهة التي تغطي مرابض الصواريخ قد خُلعت، وثمة اعوجاجات في حجرة القيادة. وشدد على ان هذه الصور لا تؤكد ولا تنفي اياً من الاحتمالات الرئيسية الثلاثة للحادث، وأولها انفجار في قسم الطوربيدات او الاصطدام بسفينة او غواصة اخرى، او الارتطام بواحد من ألغام الاعماق المتخلفة من زمن الحرب العالمية الثانية. وبعد صمت طويل تحدث الرئيس بوتين للمرة الاولى عن الحادث، فقال ان وضع الغواصة وطاقمها "صعب بل قد أقول انه حرج". وشدد على ان سوء الاحوال الجوية يعوق عمليات الانقاذ، ورفض انتقاد "صمت" العساكر، مؤكداً انهم اتخذوا كل الاجراءات اللازمة منذ اللحظة الاولى. وكانت الصحف الروسية توقعت "تساقط رؤوس" في وزارة الدفاع، خصوصاً في سلاح البحرية. واشارت "سيفودينا" الى ان مصممي الغواصة ومستخدميها يتبادلون الاتهامات علناً. ويشير المراقبون الى ان الجنرالات رفضوا بشدة قبول مساعدات من دول اخرى عرضت المشاركة في عمليات الانقاذ، وفي مقدمها الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وذكر بوتين ان الخبراء الروس أبلغوه ان لديهم كل ما يلزم من معدات وانهم ليسوا بحاجة الى مساعدة. لكن قائد سلاح البحرية كوريدوف اعلن لاحقاً ان موسكو قبلت مساعدة اجنبية. وذكر ان "مشاورات" مع الاطراف المعنية أسفرت عن اتفاق على استخدام معدات بريطانية جرى نقلها الى النروج. وذكرت وكالة "انترفاكس" ان غواصة ومعدات اخرى وزنها الإجمالي 40 طناً ومعها 12 غواصاً نُقلت من اسكتلندا الى النروج على متن طائرة نقل روسية عملاقة من طراز "رسلان". ولم يبق متسع من الوقت لعمليات الانقاذ اذ ان نائب رئيس الوزراء الروسي ايليا كليبانوف قال ان طاقم الغواصة "لم يعد يعطي اشارات تدلّ على ان افراده على قيد الحياة". لكنه عزا ذلك الى رغبة البحّارة في توفير قواهم الخائرة بسبب نقص الاوكسيجين، واعترف بأن الاحتياطي منه ينفد بالكامل غداً الجمعة.