فيما واصل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس جولته العالمية بالتوجه الى بكين على ان يزور بعدها طوكيو ليشرح للقادة الصينيين واليابانيين نتائج قمة كامب ديفيد ويطلب دعمهم للموقف الفلسطيني، خصوصاً لاعلان قيام الدولة الفلسطنية وعاصمتها القدس، اعلن الرئيس المصري حسني مبارك عن اعتقاده بإمكان تأجيل اعلان الدولة الفلسطينية الى ما بعد 13 ايلول سبتمبر المقبل. واشار مبارك الى أنه اذا تم التوصل الى حل قبل هذا الموعد فلن تكون هناك مشكلة واذا لم يتم التوصل الى حل "يجب أن نكون صبورين وعمليين". وقال عقب افتتاحه أمس "مدينة مبارك للابحاث العملية والتطبيقات التكنولوجية" إنه "ليس متفائلاً" بشأن هذا الموعد كما أنه "ليس متشائماً". ورفض مبارك التنبؤ بما يمكن عمله في حال عدم التوصل الى حل قبل 13 ايلول سبتمبر المقبل. وبالنسبة الى عقد قمة عربية لبلورة الموقف بشأن القدس، كشف مبارك عن تباين في المواقف ف"هناك من ينادي بعقد قمة عربية" و"منهم من ينادي بعقد قمة محدودة" و"بعضهم يطالب بعقد قمة عربية الآن" و"البعض الآخر يطالب بالانتظار حتى نتجاوز المرحلة الحالية"، لأن القمة سيصدر عنها بيان قد يكون "تحدياً للجانبين" ولكن "الجميع يؤيد موقف الفلسطينيين بشأن القدس. فالقدس هي أرض عربية". وبشأن إمكان التوصل الى حل قبل 13 ايلول سبتمبر، قال مبارك إن كل شيء ممكن وأنه لا يستطيع استبعاد ذلك "ولكن المسألة تحتاج الى مجهود شاق وتضافر كل الجهود وليس الى ان ينتقد بعضنا بعضاً". وأشار الى أن "مصر بذلت وتبذل مجهوداً في عملية السلام ولم تتراجع أبداً"، و"لكن لنا حدوداً وقدرة" و"ليس لنا الحق في أن نفرض على أي مخلوق أن يقبل شيئاً معيناً". وقال: "إنني لا استطيع أن أفرض على الفلسطينيين او الاسرائيليين اي شيء لا يرضونه. فالمسألة هي مسألة تراضٍ، والوصول الى حل يهدىء الموقف عموماً هنا ولا يؤدي الى انتكاسات وعنف وارهاب بعد ذلك". وأعرب مبارك عن أمله في إمكان الوصول الى حل، متسائلاً: "هل سيكون قبل 13 ايلول سبتمبر أو بعده، لا استطيع أن أحكم على ذلك". الى ذلك، اتفقت القيادة الفلسطينية في اجتماعها ليل السبت - الاحد على دعوة المجلس المركزي قبل نهاية الشهر الجاري للبحث في اعلان الدولة. ورأى مراقبون ان "المركزي" سيؤجل اعلان الدولة الى ما قبل نهاية العام. وبدا معظم المشاركين في اجتماع القيادة الفلسطينية مهمومين. ووفق ما رشح من معلومات فإن الفلسطينيين لم ينجحوا في حشد تأييد عربي لعقد قمة في شأن القدس ومجمل قضايا الخلاف مع الاسرائيليين، على رغم ان عقدها ضروري لتوفير غطاء للموقف الفلسطيني محلياً ودولياً ولوضع خطوط محددة يلتزمها الوفد الفلسطيني المفاوض بغض النظر عن مستوى اعضائه، امام الاسرائيليين والاميركيين في الجولة المقبلة التي باتت شبه مؤكدة. ولم يخف مسؤولون فلسطينيون انزعاجهم من الدور الذي يلعبه حالياً مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ادوارد ووكر الذي يرون انه يهدف الى مناهضة التحرك الفلسطيني دولياً وعربياً والترويج لاستعداد اسرائيل لتقديم "تنازلات" لا يمكن انتظار حدوثها واقعياً، خصوصاً في ظل المصاعب التي يواجهها باراك حكومياً وبرلمانياً. من جهة اخرى، ا ف ب اعلن وزير الخارجية الاردني عبدالإله الخطيب امس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك سيصل الى عمان بعد غد الاربعاء للاجتماع مع الملك عبدالله الثاني. واضاف ان المحادثات ستركز على "عملية السلام في هذه المرحلة الحاسمة والحساسة جداً التي تمر بها". "ابو مازن" في غضون ذلك، رويترز، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن امس ان الجانب الفلسطيني على استعداد لحضور قمة اسرائيلية - اميركية - فلسطينية جديدة ولكن "بشرط الاعداد لها جيداً مسبقاً حتى لا تكون فشلاً آخر". وقال"ابو مازن" ان الاتصالات الجارية بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني على مستوى المفاوضين تمهد لمفاوضات حول القضايا التي فشل الطرفان في حلها في قمة كامب ديفيد الشهر الماضي، غير ان هذه الاتصالات لم تأتِ بأي اقتراحات جديدة حول اي من قضايا الحل النهائي كالقدس التي كانت السبب الرئيسي وراء فشل المفاوضات في كامب ديفيد. واضاف "ابو مازن": "لن نعترض على استئناف المفاوضات على اي مستوى وعلى اي موضوع، لكننا نؤكد - خلافاً لما ينشره الاسرائيليون - فاننا لم نتفق على اي قضية". وكان مسؤول فلسطيني قريب من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قال ل"رويترز" امس ان الجانبين يتوقعان استئناف المفاوضات بشكل رسمي بحلول نهاية الشهر الجاري بعد وصول المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس للمنطقة في 20 آب اغسطس الجاري. واكد "ابو مازن" من جديد اصرار الفلسطينيين على موقفهم الداعي الى ان تكون القدسالشرقية كاملة تحت السيادة الفلسطينية وعلى حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم التي طردوا منها في عام 1948. وقال: "ما زلنا نرفض التوصل الى اتفاق جزئي ونرفض تأجيل قضية القدس أو تأجيل جزء منها".