أكدت إيران للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أن السلام المطروح حالياً "ليس سلاماً عادلاً"، وأنه سلام "لا يمكن تحقيقه على أرض الواقع"، حسب تعبير الرئيس محمد خاتمي الذي دعا إلى الاستفادة من "تجربة لبنان في هزيمة إسرائيل"، وإلى "تحرير فلسطين بالكامل". وهذا ما أكده أيضاً رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني أمام عرفات. وفي موسكو استبق مسؤول روسي رفيع المستوى زيارة الرئيس الفلسطيني، قائلا ان بلاده ستعرض "صيغا مفاجئة" أثناء اجتماع الرئىس فلاديمير بوتين وعرفات اليوم، فيما علمت "الحياة" ان احدى هذه الصيغ تتمثل في "اعلان الدولة من دون اعلان انتهاء الصراع" والدعوة الى اجتماع رباعي تشارك فيه روسيا لاستكمال المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية. راجع ص 3 ورد رفسنجاني على أسئلة ل"الحياة" فقال: "إن واقعاً جديداً تحقق في المنطقة بعد انتصار المقاومة في جنوبلبنان ضد إسرائيل، إذ أن روحية شعوب المنطقة صارت قوية، فيما صارت روحية العدو إسرائيل ضعيفة". وشدد على أن موقف إيران "لا يزال على حاله من دون أي تغيير تجاه عملية التسوية"، وقال: "إننا نعتقد ان الطريق الوحيد هو طريق المقاومة والمواجهة، والتي بدونها لن تصل المفاوضات إلى نتيجة". وأبلغ رفسنجاني الصحافيين أنه اطلع على ما دار في مفاوضات كامب ديفيد ومسألة إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، واتهم إسرائيل ب"محاولة توسيع اطماعها بدل الانسحاب"، مؤكداً ان "المستقبل يتعلق بالمقاومة وبجهاد الشعب الفلسطيني". ونوّه عرفات بالموقف الإيراني الرافض للموقف الأميركي الداعي إلى نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وقال: "إن موقف إيران كان قوياً ومتيناً أمام هذه المؤامرة نقل السفارة إلى القدس التي تحاول أن تقوم بها العناصر الصهيونية بتأييد من بعض الدول". وأكد أن "بالإرادة الإسلامية والعالمية، وإرادة الحريصين على عملية السلام الحقيقي، سنتجاوز هذه الأخطاء والأخطار، ونصلي سوياً في القدس". وفي موقف لافت، رفض المرشد آية الله علي خامنئي استقبال عرفات، وتركزت بقية لقاءات رئيس السلطة الفلسطينية في دائرة منظمة المؤتمر الإسلامي، فالرئيس خاتمي أكد لدى لقائه عرفات أن "القدس مرتبطة بكل العالم الإسلامي، وينبغي ان يحافظ عليها الفلسطينيون بالنيابة عن العالم الإسلامي". ورفض خاتمي عملية التسوية بشكلها الحالي، قائلاً إن السلام "ينبغي ان يكون عادلاً، وهذا يعني تحرير كامل الأرض الفلسطينية وعندها يقرر المسلمون والمسيحيون واليهود مصيرهم بشكل حر". وشدد على "أن السلام المطروح حالياً في الشرق الأوسط لن يتحقق عملياً على أرض الواقع، خصوصاً أن عدداً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين في الخارج والداخل يعانون من عدم الالتفات إلى تحقيق حقوقهم". ودعا خاتمي إلى الاستفادة من تجربة لبنان في هزيمة إسرائيل، وقال: "إن ما حصل في جنوبلبنان أثبت أن المقاومة والايمان قادران على هزيمة إسرائيل". وكان عرفات التقى وزير الخارجية كمال خرازي وقدم اقتراحات تتعلق بدور منظمة المؤتمر الإسلامي في هذه المرحلة، خصوصاً لجهة "حماية القدسوفلسطين". لكن مصدراً إيرانياً مطلعاً أوضح ل"الحياة" ان طهران وبوصفها الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي، اطلقت مبادرة نحو الدول الإسلامية، وارسلت مبعوثاً عن الرئيس خاتمي هو نائب وزير الخارجية محمد صدر، لهذا الغرض.