سجلت السعودية رقماً قياسياً جديداً في مبيعات النفط الخام في السوق الأميركية متقدمة على منافساتها الرئيسيات كنداوالمكسيكوفنزويلا التي تشكل مع السعودية الدول المصدرة الرئيسية الأربع التي تزود الولاياتالمتحدة بزهاء ثلثي احتياجاتها من واردات النفط. وأظهر التقرير الشهري لإدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأميركية أن متوسط صادرات النفط الخام السعودي إلى السوق الأميركية بلغ في أيار مايو الماضي زهاء 1.5 مليون برميل يومياً ما وضع السعودية في المرتبة الأولى بين المصدرين الأربعة الرئيسيين. وجاءت كندا في المرتبة الثانية بعدما بلغ متوسط صادراتها من النفط الخام 1.4مليون برميل يومياً وتلتها المكسيك بمتوسط يومي بلغ نحو 1.3 مليون برميل ثم فنزويلا التي بلغت صادراتها نحو 1.1 مليون برميل يومياً في المتوسط. واحتفظت السعودية بالمرتبة الأولى أيضا في متوسط الصادرات للأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية إذ بلغ المعدل اليومي لمبيعاتها النفطية في السوق الأميركية في الفترة المذكورة 1.430 مليون برميل وسجلت الصادرات الكندية متوسطا يومياً بلغ 1.277مليون برميل بينما بلغ متوسط الصادرات المكسيكية 1.257 مليون برميل يومياً. وبحساب صادرات المنتجات النفطية، وأهمها البنزين وسوائل الغاز، انفردت كندا بالمرتبة الأولى بعد أن بلغ متوسط صادراتها في الفترة المشار إليها 1.673 مليون برميل يومياً. واحتلت السعودية المرتبة الثانية بمتوسط يومي بلغ 1.475 مليون برميل ثم فنزويلا 1.467 مليون برميل وأخيراً المكسيك 1.330مليون برميل. وتحتفظ السعودية بالمرتبة الأولى منذ بدأت بزيادة صادراتها بإطراد في منتصف الثمانينات وأوصلتها إلى الذروة عامي 1991 و1992 1.7 مليون برميل يومياً 1.6 مليون برميل يومياً على التوالي إلا أن السنوات الأخيرة شهدت زيادات كبيرة في انتاج المصدرين الآخرين ما وضع فنزويلا في المقدمة اعتباراً من سنة 1996. وبلغت حصة السعودية من إجمالي واردات النفط الخام الأميركية في الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية 16.8 في المئة بينما بلغت حصة الدول العربية الأعضاء في "أوبك" مجتمعة السعودية والعراق والكويت 23.7 في المئة. وعلى صعيد آخر تقاسم منتجو "أوبك" والمنتجون المستقلون السوق الأميركية بحصص متقاربة إذ بلغت حصة "أوبك" 48.2 في المئة مقابل 51.7 في المئة للمنتجين المستقلين. وعلى رغم عدم توافر معطيات مفصلة عن مصادر الواردات الأميركية من النفط الخام بعد الشهر الخامس إلا أن الأرقام المتاحة تشير إلى ارتفاع الواردات بصورة مطردة لتصل في الاسبوع الثاني من الشهر الجاري إلى 9.4 مليون برميل يومياً بعدما بلغ متوسطها اليومي في الأشهر الخمسة الأولى من السنة نحو 8.5 مليون برميل فقط. وعكس مسار الواردات الزيادة المطردة في استهلاك المصافي الأميركية الذي قفز من 13.8 مليون برميل يومياً في كانون الثاني يناير إلى 15.5مليون برميل في أيار ثم إلى 15.7 مليون برميل يومياً في حزيران يونيو، مسجلا زيادة بنسبة تقترب من 14 في المئة. وتشير إدارة معلومات الطاقة إلى إرتفاع استهلاك المصافي من جديد إلى 15.8 مليون برميل يومياً في الاسبوع الأول من الشهر الجاري وتراجعه إلى 15.7 مليون في الاسبوع الثاني. وتوقع محللو إدارة معلومات الطاقة انخفاض الانتاج المحلي من النفط الخام بمعدل 50 ألف برميل يوميا في كل من السنة الجارية والسنة المقبلة علاوة على ارتفاع الطلب على المنتجات النفطية في السنة المقبلة بمعدل 500 ألف برميل يومياً 2.6 في المئة ما سيزيد من إعتماد الولاياتالمتحدة على الواردات لتأمين احتياجاتها، لا سيما أن مخزونها الاستراتيجي انخفض إلى أدنى مستوى له منذ تأسيسه في السبعينات.