احتدمت المنافسة التجارية بين شركتي "ماروك تيليكوم" و"ميدي تيليكوم" على امتلاك حصة اضافية من زبائن الهاتف الخليوي في المغرب، مع عودة نحو مليون مهاجر لقضاء عطلة الصيف في بلادهم. وبدأت الشركتان عرض خدمات متعددة واغراءات لتملك جهاز تلفون وبطاقة شحن مدفوعة الاجر مقابل أسعار تبدأ من خمسين دولاراً، ويمكن إعادة تعبئتها مجاناً، وتكون صالحة للاستعمال مدة 30 دقيقة وقابلة لاستلام المكالمات لمدة سنة كاملة. وفي حين تروج "ميدي تيليكوم" الخاصة عروضها التجارية داخل المطارات وفي نقاط الحدود البحرية الاسبانية - المغربية وفي ردهات الفنادق ومنتجعات الاستجمام الصيفية ومحلات السوبر ماركت، انتقلت "ماروك تيليكوم" إلى فرنساوايطاليا ودول البنلوكس لترويج خدماتها أمام الزبائن قبل توجههم إلى المغرب. وتتجاوز المنافسة بين الشركتين موضوع الأسعار والأجهزة وسهولة الاقتناء إلى الخدمات الاتصالية الجديدة، مثل أنظمة "واب" والارتباط بشبكة انترنت وتحويل المكالمات وبعث الرسائل البريدية وتلقي الصور الرقمية، والاطلاع على أحوال الطقس ومؤشرات البورصات العالمية وأسعار الفنادق ورحلات الطائرات ومواعيد القطارات وصرف العملة وأرقام السفارات والقنصليات. ويشكل المهاجرون شريحة زبائن محتملين للشركتين بفعل أوضاعهم المادية المريحة وحاجتهم إلى ابقاء الاتصال مع دول المهجر وعائلاتهم في البلد الأصلي. وتسعى "ماروك تيليكوم" إلى اجتذاب نحو 250 ألف مشترك جديد خلال فصل الصيف، ليرتفع عدد مشتركيها إلى 4.1 مليون مشترك، فيما تتوقع "ميدي تيليكوم" 125 ألفاً وصولاً إلى 600 ألف مشترك نهاية السنة الجارية. ويبدو ان لكل شركة استراتيجيتها التجارية وأهدافها الخاصة من المنافسة، لكنهما معاً تضعان في الحسبان احتمال دخول أطراف جديدة إلى قطاع الاتصالات المغربي قبل نهاية السنة المقبلة قد تكون "تيليكوم ايطاليا" أو "فرانس تيليكوم" بعد تخلي "دويتشه تيليكوم" عن السباق الذي تقدر فاتورته بنحو ثلاثة بلايين دولار. وتدرك "ماروك تيليكوم" أنه كلما زاد عدد المشتركين، زاد سعر رأس مالها في سوق التخصيص المتوقع أن يتم في أيلول سبتمبر المقبل. وتقدر قيمة الشركة حالياً بنحو تسعة بلايين دولار حسب مؤسسة "ميريل لينش"، وهي احتفلت قبل أسبوعين بتجاوز عدد زبائنها مليون مشترك في الهاتف النقال، وقررت توزيع 30 مليون دقيقة على مشتركيها بمعدل 30 دقيقة ليلية مجاناً. وتقول الشركة، التي تشغل نحو عشرة آلاف مستخدم، إن من سيدخل القطاع سيستثمر نحو خمسة بلايين دولار لتوسيع الاتصال، وان جزءاً من عائدات التخصيص ستنفقه الحكومة المغربية على اقتناء قمر اصطناعي للاتصالات تراوح كلفته بين 250 و300 مليون دولار. أما "ميدي تيليكوم" التابعة لمجموعة "تيليفونيكا" الاسبانية، فقد انفقت العام الماضي 1.1 بليون دولار لتملك الخط الهاتفي الثاني، واستثمرت حتى الآن 700 مليون دولار لإنشاء شبكة اتصالات تغطي جزءاً كبيراً من المناطق بالاعتماد على القمر الاسباني "سبين ساتل"، وتحتاج الشركة للإبقاء على المنافسة المحتدمة إلى تمويلات إضافية لا تقل عن بليون دولار، وهي كلما زاد مشتركوها تعززت ضماناتها في تحصيل المبلغ عبر مصارف دولية. وكشفت مصادر في الشركة ل"الحياة" ان "ميدي تيليكوم"، التي يشارك في رأس مالها كذلك كل من "تيليكوم البرتغال" و"المصرف المغربي للتجارة الخارجية" تعتزم الذهاب إلى السوق المالية الدولية مطلع أيلول سبتمبر المقبل لطلب قروض دولية بقيمة بليون دولار، يتولى انجازها مصرف "ام بي ان امرو" الهولندي و"سوسيتيه جنرال" الفرنسي، بمساندة مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي في واشنطن. وقالت المصادر إنها ستكون المرة الأولى التي ستدخل مؤسسة التمويل الدولية سوق الاتصالات في المغرب بعدما قدم البنك الدولي العام الماضي 220 مليون دولار لفائدة شركة "ماروك تيليكوم" المملوكة من الدولة. وأضافت المصادر ان القرض سيكون على أساس سعر ليبور زائد ربع نقطة ولمدة ثماني سنوات. وقد تقدم شركة "تيليفونيكا" ضمانات إضافية إذا احتاج الأمر إلى ذلك. ويخصص القرض لتمويل مشتريات تقنية وأجهزة اتصالية محطات الراديو والدفع من السويد وفنلندا واسبانيا والبرتغال، لاستعمال معدات حديثة لتوسيع الشبكة داخل المغرب تحسباً لمنافسة أكثر حدة السنة المقبلة عندما سيعود المهاجرون وبحوزة بعضهم الجيل الرابع من أجهزة الاتصالات الخليوية.