طلبت شركة "الخطوط الملكية المغربية" من شركة صناعة الطائرات الأوروبية "ارباص" والاميركية "بوينغ" تزويدها بمعطيات تقنية جديدة عن طائراتها الحديثة أو تلك التي ستعتزم تصنيعها لاحقاً، بهدف استكمال دراسة عروض الشركتين المرشحتين للفوز بمناقصة تزويد "المغربية" ب24 طائرة جديدة تبلغ قيمتها 1.5 بليون دولار. وقالت مصادر في الشركة المغربية ل"الحياة" ان اللجنة التي أوكلت اليها مهمة دراسة العروض تحتاج الى معلومات اضافية عن جوانب تقنية متعلقة بالطائرات الجديدة التي سيطرحها كل من "إرباص" و"بوينغ". وأشارت المصادر الى ان الدراسة تنحصر في الوقت الراهن على الجانب التقني ولا تشمل الجانب المالي والتجاري الذي ستبحث فيها لجنة اخرى في وقت لاحق من الصيف الجاري، على ان تعلن النتائج الخريف المقبل. وأكدت المصادر ان اختيار احد المزودين يستند الى مقياس الافضلية التقنية والتجارية من دون اعتبارات اخرى خاصة أو سياسية. وتحتاج "المغربية" الى نوعين من الطائرات: متوسطة الحجم للاستعمال في رحلات أوروبا والشرق الأوسط وطويلة المدى للاستخدام على خطوط شمال القارة الاميركية والخليج العربي. ويتألف مجمل اسطول "المغربية" من طائرات "بوينغ 737" و"747" المعدلتين كانت اقتنت منها الشركة عشر طائرات جديدة في الاعوام القليلة الماضية، ينتهي عقد تسليمها مطلع سنة 2001. ويعود اول اتفاق مع "بوينغ" الى عام 1957، تاريخ انشاء "الخطوط الجوية المغربية"، ما يجعلها في رأي المحللين اكثر معرفة بحاجة السوق المحلية من منافستها الأوروبية التي تسعى، الى تحقيق حجم مبيعات يفوق 50 بليون دولار في المنطقة العربية وتعتقد ان فوزها بصفقة "المغربية" يعزز حظوظها في المنطقة. وخصصت الشركتان حالياً مبالغ مهمة للدعاية لطائراتها الحديثة في وسائل الاعلام المحلية، وتزايد عدد الزيارات التي يقوم بها مسؤولون من الشركتين الى المغرب. وقال المدير العام ل"الخطوط المغربية" السيد محمد حصار ل"الحياة" ان الاختيار سيتم بناء على مصلحة الشركة في شقيها التقني والتجاري، وانه سيتم تمويل الصفقة بالدولار الاميركي حتى في حال فوز "ارباص"، لكنه اعتبر ان الشركة التي ستقدم أحسن العروض سيكون لها الحظ الأوفر. وتتحفظ المصادر في اللجنة التقنية عن كشف نوعية المعلومات التي طلبت الحصول عليها. لكن محللين أشاروا الى ان حظوظ الشركتين متساوية في شكل كبير، ما يجعل الاختيار صعباً، وانه قد يستند الى بعض التفاصيل الجزئية أو الامتيازات التي قد تمنحها احدى الشركتين. ويستدل من العروض التجارية المعلن عنها ان الشركتين تعتزمان توقيع عقود مع "المغربية" تشمل ضمان الصيانة وتدريب العاملين وتطوير الأجهزة. واقترحت "ارباص" تسهيلات في التمويل بضمان من البنك الأوروبي للاستثمار واشراك الخبراء المغاربة في مختبرات البحث العلمي الأوروبية في تولوز فرنسا. فيما اقترحت "بوينغ" من جهتها اشراك بنك الصادرات والواردات الاميركي اكزيم في تمويل الصفقة، والتوسط لدى هيئة الطيران الفيديرالية للسماح ل"المغربية" باستعمال مطارات اخرى داخل الولاياتالمتحدة انطلاقاً من الدار البيضاء عبر مطار جون كيندي في نيويورك. وكانت "المغربية" تعاقدت الشهر الماضي مع "دلتا لاينز" لاستخدام مطارات لوس انجليس وشيكاغو وميامي وهيوستن وواشطن وبوسطن، على ان تستخدم "دلتا" مطارات اخرى في المغرب في حال موافقتها على العودة الى تنظيم رحلات مباشرة الى شمال افريقيا لتلبية حاجات نحو 150 ألف سائح اميركي يزورون المغرب السنة الجارية. وتأمل الرباط ان تستأنف الطائرات الاميركية رحلاتها الى المغرب، ما يعتبر دعماً سياسياً واقتصادياً للمملكة وعهداً جديداً في علاقة واشنطن مع شمال افريقيا وإيذاناً بتسريع وتيرة "مبادرة ازنشتات" الاميركية التجارية.