هناك قاعدة لا تخطئ عادة، حيث اذا أردت ان تعرف من هو أفضل منتخب في قارة افريقيا فاحصي نجوم هذه المنتخبات في الاندية الاوروبية الكبيرة لتعرف الاجابة، وهكذا بدأت هذه القاعدة تنطبق على القارة الآسيوية، حيث باتت الزعامة لمنتخبات استراليا وكوريا الجنوبية واليابان التي تملك عدداً كبيراً من نجومها في البطولات الاوروبية. ومع الاخفاق المتواصل للمنتخبات الخليجية في البطولات القارية والتصفيات العالمية واتساع الفارق مع منتخبات شرق القارة بات السؤال يلح أكثر مما سبق: متى تفتح اتحادات هذه البلدان الباب امام احتراف النجوم؟ ليس لتدمير الدوري المحلي، وليس لتشجيع هجرة النجوم، وليس لجني أموال طائلة من بدل الانتقالات، بل لرفع مستوى المنتخب الاول. عندما التقت «الحياة» بمدرب نادي ارسنال القدير آرسين فينغر في العام 2000، سألته عن الطريقة المثلى التي يمكن فيها للاعب العربي ان يرفع مستواه، فكان جوابه سريعاً وبسيطاً: «يجب ان يحتك باللاعب الاوروبي... يجب ان ينتظم بناد اوروبي كي يتعلم اسس الاحتراف». اليوم يلعب 8 من أبرز النجوم اليابانيين في الدوري الالماني، واثنان في كل من انكلترا وهولندا وايطاليا وفرنسا وواحد في اسبانيا وبلجيكا، اضافة الى الاسطورة ناكامورا الذي عاد الى الدوري الياباني بعد سنوات من التألق في اسكتلندا واسبانيا، وانتفع المنتخب من خدماته بصورة كبيرة. في حين يلعب معظم لاعبي تشكيلة المنتخب الاسترالي الاول ضمن بطولات قوية في اوروبا وآسيا، رغم اعتبار منتخب الكانغارو الحالي أضعف من أي وقت مضى منذ انضمامه الى الاتحاد الآسيوي. وهناك لا يقل عن 15 لاعباً كورياً يمارسون اللعبة خارج بلادهم، وهم يقفزون فوق الحواجز بمرونة وسهولة ليبقوا بين منتخبات قمة القارة الصفراء. وكلنا نعلم ما جرى في محاولات الاحتراف التي ذاق طعمها سامي الجابر وياسر القحطاني، ان كان بقشورها، فالجابر اعتبر تجربة ولفرهامبتون الانكليزي الذي لم يلعب مع فريقه الاول اية مباراة في الدوري خلال موسم كئيب، بأنها افضل فترة تعلم منها خلال مسيرته الطويلة، في حين اصطحب القحطاني من هب ودب من ناديه الهلال ليخوض فترة تجربة مع مانشستر سيتي، وبالتأكيد هذا الاسلوب لم يقنع زفن غوران اريكسون بأن القحطاني يصلح للاحتراف. تصفيات كأس العالم ما زالت في بدايتها، لكن الجميع يعلم ان النهاية جاءت مبكرة.