في الفترة من 1 الى 12 حزيران يونيو الجاري. نظمت مؤسسة اليابان للعلاقات الثقافية في القاهرة الشهر الماضي اسبوع اليابان الثقافي للعام 2000، وذلك بالتعاون مع دار الاوبرا المصرية ومركز الاعلام والثقافة في السفارة اليابانية ومكتبة مبارك العامة. وكان الاسبوع إطلالة ثرية على الثقافة اليابانية، لا سيما مع حرص منظمي البرامج والنشاطات على التشديد من خلالها على وجهي الثقافة اليابانية: القديم والحديث، ما جعل شرائح متباينة من المصريين تقبل على حضور الفاعليات. وابدى كثيرون اندهاشهم من معايشة الاصالة والمعاصرة جنباً الى جنب في الحياة الثقافية اليابانية، بطريقة لم يطغَ الجديد فيها على القديم، كما لم يمنع القديم ظهور تيارات ثقافية وفنية جديدة. وتضمن البرنامج أربعة نشاطات رئيسية: معرض للصور الفوتوغرافية، عرض لموسيقى الجاز، مهرجان الافلام الثقافية اليابانية، وعرض موسيقى البلاط الامبراطوري جاجاكو. وقدمت من خلال معرض الصور الفوتوغرافية الذي حمل عنوان "تراث العالم في اليابان"، 55 صورة أمكن التعرف من خلالها الى جانب مهم من التراث الثقافي والحضاري لليابان، فكانت هناك صور لسلسلة جبال شيراكامي - سانتشبي، وجزيرة ياكوشيما، والآثار البوذية في منطقة معبد هوريوغي التي تم تسجيلها عام 1993 باعتبارها الموقع الاول لتراث العالم في اليابان واضيفت اليها فيما بعد مواقع عدة. والمعرض جزء من مجموعات المصور الفنان كازويوشي ميوشي الذي صوّر مواقع مختلفة في انحاء العالم بعنوان "راكوئين" او "الجنة". ويذكر ان متحف جورج ايستمان هاوس الدولي للتصوير الفوتوغرافي في الولاياتالمتحدة الاميركية يحوي اعمال هذا الفنان ضمن مجموعته الدائمة. وعلى المسرح الصغير في دار الاوبرا، تفاعل الشباب المصري مع عرض الجاز الذي قدمه فريق "يونيت سيمبا"، وتضمن مقطوعات افريقية، ويابانية تقليدية كتلك التي كانت تعزف في ليلة العام الميلادي الجديد، واخرى حديثة فريدة من النمط الغربي. وكوّن هذه الفرقة الفنان كيوهيكو سيمبا ابن الفنان كويو سيمبا الذي كان رئيساً لمدرسة سيمبا للموسيقى اليابانية التقليدية وسار ابنه على خطى والده واتسعت الانشطة الفنية التي مارسها، من محاضر لتدريس الموسيقى التقليدية الى مشارك في حلقات بحث وعروض للآلات الموسيقية اليابانية التقليدية، كما كون فرقة "اوريكاما كوربس" المؤلفة من عازفي الطبول اليابانية المشهورة فقط. اما مهرجان الافلام الثقافية فعرض للصناعات الحرفية والفنية التقليدية في اليابان من خلال عشرة افلام وثائقية قصيرة، بينها فيلم عن صناعة الادوات المعدنية الزخرفية، وآخر عن صب المعادن، وثالث عن فن وصناعة المقتنيات الزجاجية، وعدد من هذه الافلام دار حول الحياة الحديثة في اليابان. وكان آخر فاعليات الاسبوع، العرض الكبير المكون من موسيقى تقليدية جميلة، وملابس زاهية متناسقة الألوان، ورقصات معبرة وهو عرض "جاجاكو" الذي قدم ليلتين على المسرح الكبير في دار الاوبرا. ومعنى "جاجاكو" الحرفي هو الموسيقى الراقية، وهو فن موسيقي ورقص البلاط الامبراطوري الياباني، وأقدم موسيقى باقية في اليابان، إذ يرجع تاريخها الى 1200 عام، وتولى الحفاظ عليها عبر الاجيال المختلفة كل من البلاط الامبراطوري نفسه وعدد من المعابد البوذية والشنتوية. وكانت تلك فرصة ذهبية لمحبي الفنون من المصريين للتعرف الى هذا الفن الجميل والخاص، إذ كانت المرة الاولى التي يقدم فيها هذا العرض في الشرق الاوسط وافريقيا، وفي القاهرة.