أحالت نيابة الصحافة والمطبوعات اليمنية ملف الدعوى المرفوعة احتساباً من المحامي اسماعيل الديلمي ضد صحيفة "الثقافية" بسبب إعادتها نشر رواية الكاتب محمد عبدالولي "صنعاء... مدينة مفتوحة" على محكمة غرب العاصمة صنعاء. وكان النائب العام أمر بتجميد ملف القضية في النيابة بعد اعتذار نشرته "الثقافية" على لسان رئيس تحريرها الصحافي سمير اليوسفي الأسبوع الماضي، رداً على الدعوى التي اعتبر فيها المحامي الديلمي أن الرواية تسيء إلى الدين الإسلامي وتمس الذات الالهية. وطالب وكيل وزارة الثقافية اليمني هشام علي بن علي برد الاعتبار للروائي محمد عبدالولي إثر قرار النيابة مصادرة روايته من الأسواق على خلفية الدعوى المرفوعة ضد صحيفة "الثقافية". وقال هشام علي ل"الحياة" إن "الزوبعة المثارة في شأن رواية "صنعاء مدينة مفتوحة" للكاتب محمد عبدالولي أمر مستغرب، إذ مضى نحو ثلاثين عاماً على وفاة كاتبها وأكثر من عشرين عاماً على نشر الرواية"، معتبراً أن "الرواية" تواجه ما وصفه ب"العدوى" التي تهدد بإطاحة أركان الثقافة العربية، مضيفاً ان ما يثار حول الرواية يرجع إلى مساعٍ لتصفية حسابات تاريخية. وأعرب هشام علي عن استغرابه لمطالبة حزب معين بالمصادرة والاحراق، ودعا إلى الحوار بدلاً من المصادرة، والتفكير بدلاً من التكفير، وطالب بإعادة الاعتبار للكاتب محمد عبدالولي وروايته. إلى ذلك، أكد المدير العام للمصنفات الفنية في وزارة الثقافة عبدالملك القطاع ان الوزارة لم تصادر أي كتاب عملاً بحرية النشر وحقوق الرأي والرأي الآخر. وكان الصحافي سمير اليوسفي رئيس تحرير "الثقافية" اعتذر لقراء الصحيفة واستغفر الله عز وجل وسأله الهداية والتوفيق بسبب ارتكاب صحيفته خطأ غير مقصود بإعادتها نشر الرواية ولما ورد في الحلقة الأخيرة منها، وأكد أن ما اعُتبر إساءة للذات الالهية لم يكن مقصوداً من الصحيفة. وأكد اليوسفي في اعتذاره ان الصحيفة "متمسكة بالقيم السمحاء للدين الإسلامي الحنيف، ولهذا وجب الاعتذار".