بيروت، طهران، نيويورك - "الحياة"، أ ف ب - سجلت الأممالمتحدة 12 خرقاً اسرائيلياً في الاراضي اللبنانية، بحسب ما جاء في تقرير لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان تسلمه مجلس الأمن الدولي اول من امس الاثنين. وأوضح التقرير الذي يحمل تاريخ الأحد ان "خمسة من هذه الخروق تتعلق بشريط الحدود الذي غالباً ما يكون داخل الأراضي اللبنانية بعمق بضعة امتار، والخروق السبعة الأخرى عبارة عن طرق تسلكها الدوريات او مواقع اسرائيلية تقع في الجانب اللبناني من خط الانسحاب الذي رسمته الأممالمتحدة". وأوضح ديبلوماسيون ان تقرير قوات الطوارئ وزع على اعضاء مجلس الامن ال15 ولكن لم يحصل اي نقاش حول الخروق. وطلب التقرير ان تعدّل اسرائيل الشريط كي يتطابق مع خط الانسحاب الذي رسمته الأممالمتحدة بين اسرائيل ولبنان. وبالنسبة الى المواقع الاسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، طالب التقرير ب"الكف عن استخدام الاراضي اللبنانية واقفال نقاط العبور". وقالت مصادر رسمية لبنانية ل"الحياة" ان بيروت تبلغت عبر برقية من بعثتها في الأممالمتحدة نص تقرير قوات الطوارئ في شأن الخروق ال12 ورأت في التقرير موقفاً متقدماً من جانب المنظمة الدولية حيال التعديات الاسرائيلية على الحدود اللبنانية. واوضحت ان لبنان ينتظر مجيء مبعوث الامين العام تيري رود لارسن الى بيروت الجمعة والاقتراحات التي يحملها لمعالجة الانتهاكات الاسرائىلية. على صعيد آخر اوضحت مصادر لبنانية اخرى ل"الحياة" ان ثمة افكاراً دولية واميركية تقضي بأحياء لجنة الهدنة المنبثقة من اتفاق الهدنة للعام 1949، وأكدت ان الجانب اللبناني يعتبر ان احياءها يجب ان يقترن مع الاعتراف بخط الحدود الذي كانت تعمل على اساسه اللجنة وهو مخالف للخط الذي رسمته الأممالمتحدة الخط الازرق. وبالتالي فإن احياء اللجنة يوجب العودة الى صيغة الحدود التي تعيد الى لبنان 3 مواقع على الحدود احتسبها الخط الازرق ضمن الاراضي الاسرائيلية. من جهة ثانية، قالت مصادر قريبة من الأممالمتحدة في بيروت ل"الحياة" ان اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي وزع فيه تقرير الطوارئ عن الخروق الاسرائيلية حضره كبير خبراء الخرائط في المنظمة الدولية نيكلوس بينتر الذي قدم موجزاً فنياً عن رسم الخط الأزرق، على الخارطة، وطريقة ترجمة قوات الطوارئ الدولية له ميدانياً. وأكد بينتر، بحسب مصادر المنظمة الدولية، ان الخط الأزرق لم يتغير، وليس هناك خط اضافي له. وأشار الى انه تلقى خرائط جديدة من القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان، مفصلة اكثر، عن الخروق الاسرائيلية، سيحملها الى بيروت حين يزورها برفقة لارسن. وسبق بينتر الى الكلام في اجتماع مجلس الأمن وكيل الأممالمتحدة لعمليات حفظ السلام برنار مييه، مؤكداً ان خط الانسحاب رُسم طبقاً لما توافر من معايير وخرائط مختلفة المصادر، وان لا سبب الآن لتغييره. على صعيد آخر، خصت ايران الأمين العام ل"حزب الله" في لبنان السيد حسن نصرالله باستقبال أشبه باستقبال رؤساء الدول، دليلاً الى اهمية زيارته لها ولما سينتج عنها، خصوصاً انها الأولى بعد انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان. وسيجري نصرالله برفقة وفد من قيادة الحزب، محادثات مع مرشد الثورة علي خامنئي ورئيس الجمهورية محمد خاتمي ووزير الخارجية كمال خرازي الذين أوفدوا ممثلين عنهم الى المطار لاستقباله. وكان أكد، فور وصوله، ان "المقاومة ستستمر حتى تحرير التراب اللبناني كاملاً"، في اشارة الى مزارع شبعا ومناطق اخرى تخرقها اسرائيل. ورفض الكشف عن موقف الحزب من استمرار المقاومة داخل الاراضي الفلسطينية، حين قال "لم نتحدث عما سنفعله بعد ان نحرر ارضنا اللبنانية بالكامل. عندما يتم ذلك، لكل حادث حديث".