واصلت الشرطة الفلسطينية امس حملة اعتقالات في صفوف قادة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في غزة، في وقت تزايد فيه الحديث عن الحوار الوطني الذي بدأت أولى الخطوات نحو تجسيده بلقاء القاهرة بين حركة "فتح" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" والذي من المفترض ان يتواصل ليشمل باقي فصائل العمل الوطني والاسلامي بما فيها "حماس". اعتقلت الشرطة الفلسطينية فجر أمس في غزة الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي والشيخ أحمد نمر حمدان، العضوين البارزين في قيادة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس، وذلك في أعقاب اعتقالها اسماعيل أبو شنب مساء أول من أمس في غزة ايضاً. وأعلنت الشرطة ان أبو شنب اعتقل بعد اصداره نداء من أجل استئناف العمليات المسلحة ضد اسرائيل. وكان أبو شنب غادر منزله متوجهاً الى استوديو محطة تلفزيون الشرق الأوسط الفضائية مساء الجمعة الماضي، ومنذ ذلك الحين لم يعد الى منزله حسب ما قاله نجله حمزة في تصريحات الى "الحياة". وأضاف حمزة ان والده اتصل بالمنزل هاتفياً في ساعة متقدمة من الليل بعد الانتهاء من المقابلة التلفزيونية التي نُقلت على الهواء مباشرة، وأبلغهم أنه ذاهب في مشوار قصير. واكد ان والده لم يعد تلك الليلة الى المنزل، مشيراً الى ان العائلة علمت في صباح اليوم التالي باعتقاله. ورداً على سؤال ل"الحياة" عن علاقة محتملة بين المقابلة التلفزيونية واعتقال أبو شنب، أكد حمزة ان الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم كان اتصل في وقت سابق على المقابلة، طالباً من والده الحضور لمقابلته، وعادت الشرطة واتصلت بعد المقابلة لتسأل عنه. وتشابهت ظروف اعتقال الرنتيسي وحمدان، ففي تصريحات الى "الحياة"، قال أحمد نجل الرنتيسي ان قوة من الشرطة الفلسطينية حضرت الى منزله عند العاشرة من مساء السبت، باحثة عن والده الا انه لم يكن موجوداً. وأضاف ان رجال الشرطة الذين حضروا الى المنزل بقوا في الانتظار حتى عاد والده بعد منتصف الليل، فأبلغوه بأنه مطلوب لدى الشرطة الفلسطينية في مقابلة قصيرة. يذكر انها المرة السابعة التي تعتقل فيها الشرطة الفلسطينية الشيخ حمدان المعروف بانتقاداته اللاذعة للسلطة الفلسطينية خلال خطب الجمعة ودروس الوعظ والإرشاد في مساجد مدينة خانيونس حيث يقطن. واكد قائد الشرطة الفلسطينية غازي الجبالي ان المسؤولين الثلاثة اعتقلوا لأسباب أمنية. وأكد اسماعيل هنية عضو قيادة "حماس" عدم وجود أي سبب أو مبرر لاعتقال القادة الثلاثة، مشيراً الى ان حملة الاعتقالات هذه تأتي في فترة "يفترض فيها تماسك الساحة الفلسطينية، وتعزيز عناصر القوة فيها، لمواجهة التحديات المفروضة على شعبنا من الجانب الاسرائيلي". وأوضح هنية ان الحركة اجرت اتصالات مع جهات سياسية وأمنية في السلطة، أول من أمس لإطلاق أبو شنب، مشيراً الى نية الحركة مواصلة المساعي لإطلاق المسؤولين الثلاثة. واكد عدم وجود أي تنسيق بين الجناح السياسي والعسكري للحركة، مشدداً على وجود "فصل تام" بينهما. وطالب أبناء المسؤولين الثلاثة السلطة الفلسطينية بالإفراج الفوري عن آبائهم "ليعودوا الى بيوتهم وعائلاتهم". واعتبر هنية اعتقالهم بأنه "يتناقض مع حرية الرأي والتعبير" وهذا ما أكده ايضاً الابناء الثلاثة. وكانت "كتائب عزالدين القسام" الجناح العسكري ل"حماس" أصدرت بياناً جاء فيه: "استمراراً لمسيرة الجهاد المبارك في فلسطين ورغم التحالف الأمني بين العدو اليهودي وسلطة الحكم الذاتي، قامت احدى مجموعاتنا المقاتلة والعاملة في منطقة خليل الرحمن يوم الثلثاء الموافق 3/8/99 بمهاجمة سيارة الأوغاد المستوطنين بوابل من أسلحتها الرشاشة، وسدد الله رميها فأسفرت عن إصابة كل من فيها، واننا في كتائب القسام لنؤكد للعدو ان عملياتنا الجهادية لن تتوقف بإذن الله، ولعل هجوم مجاهدينا في كفار عصيون ثم هجومهم على احدى دوريات العدو في جنين حيث فرت الدورية مع قائدها مذعورين خير دليل على ذلك، واننا نطمئن شعبنا وأسرانا بأن جذوة الجهاد لن تنطفئ بإذن الله".