أخذت التطورات تتسارع على جبهة الانتخابات النيابية في لبنان، فأطلق رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري لوائحه لدوائر بيروت الثلاث، لكن المفاجأة كانت أنها جاءت ناقصة مرشحاً واحداً هو عن المقعد الشيعي في الدائرة الثانية بعد توافق بالواسطة بينه وبين "حزب الله"، يفسح في المجال لإراحة مرشح الحزب في هذه الدائرة محمد برجاوي على اللائحة المنافسة التي يتزعمها تمام سلام. وساهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الاتصالات لهذا الغرض. وفي إطار المفاجآت أيضاً اعلن الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله تفريغ النائب السيد ابراهيم أمين السيد، في دائرة بعلبك - الهرمل في البقاع، لمهام المجلس السياسي في الحزب "بناء على رغبته". وترددت معلومات ان استبعاد السيد لمصلحة النائب السابق محمد ياغي وأوكل منصب رئيس هيئة التخطيط في الحزب الى السيد حسين الموسوي. وكان الإعلان عن أسماء المرشحين على لائحة "الكرامة" تحول الى مهرجان شعبي حاشد في منطقة فردان حيث تحولت الأرض التي يملكها الحريري الى مقر لحملته الانتخابية، غطت صور المرشحين فضاءها، ورفع الأهالي الذين حضروا الى المكان وبينهم من سيشارك في الماكينة الانتخابية، صور الحريري وطبعت على القبعات والقمصان التي ارتدوها كلمة "اشتقنالك". وصعد الحريري مع باقي مرشحي اللائحة الى منصة، وسط هتافات له وقرع على الطبول فاستهل كلامه قائلاً "الثالث من أيلول سبتمبر سنحتفل إن شاء الله بالنصر". لائحة الدائرة الأولى ضمت إلى الحريري النائبين عدنان عرقجي وميشال فرعون ونقيب الأطباء الدكتور غطاس خوري والدكتور عاطف مجدلاني والدكتور باسل فليحان. وفي لائحة الدائرة الثانية سمّى النائبان بشارة مرهج ويغيا دجرجيان والقاضي وليد عيدو والدكتور باسم يموت ونبيل دي فريج، من دون أن يسمي مرشحاً عن المقعد الشيعي. وفي لائحة الدائرة الثالثة عدّد الحريري: النائب السابق محمد قباني والدكتورة غنوة جلول وغازي العريضي وناصر قنديل والعقيد جان أوغاسابيان وهاغوب قصارجيان وسيرج بارج طور سركيسيان. وعقد الحريري المؤتمر الصحافي في منزله بعدما حالت الحشود دون عقده في مقر ماكينته الانتخابية، وقال: "إن القصد من إعلان اللوائح عن بيروت دفعة واحدة هو تأكيد رفضنا لتقسيم بيروت وهذا كان رأينا منذ البداية ويعني أن التقسيم هذا غير موجود اليوم". وأوضح أن برنامج هذه اللوائح هو برنامج تيار المستقبل، بالتحالف مع الزعيم وليد جنبلاط من خلال غازي العريضي ووجود ناصر قنديل إشارة الى تحالف مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وعن أسباب شغور المقعد الشيعي في الدائرة الثانية الذي كان مرشحاً أن تضم اللائحة عنه الدكتور غازي يوسف قال الحريري "ارتأينا ألا نسمي أحداً". وعن احتمال ملء اللائحة لاحقاً قال: في السياسة ليس هناك من شيء مقفل أو مفتوح لكن الآن ليس هناك جديد. وعما إذا كان ترك المقعد الشيعي شاغراً حصل بناء لرغبة "حزب الله" قال: "على كل حال هذا ليس ضد رغبة "حزب الله". وفي شأن اتصالات الائتلاف مع تمام سلام في الثالثة قال: "حصلت اتصالات عبر أصدقاء ليلاً. لكن ارتأينا في النهاية إعلان اللوائح كما كنا قررناها". وعن تصريحات رئيس الحكومة السابق عمر كرامي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في شأن تدخل الأجهزة وقول رئيس الحكومة إن المال يدخل عنصراً في الحملة الانتخابية قال: "كلما تحصل انتخابات في لبنان وخارجه نسمع هذا الكلام. نحن لم نقل شيئاً. ولا نستطيع القول إن الأجهزة لا تتدخل، لكننا لا نشعر أن الأجهزة تتدخل في بيروت كما يشعر الإخوان في المناطق الأخرى، لكن إذا تدخلوا فلن نسكت وسنحكي". وعن استخدام المال قال: "المعروف أن هذا يحصل في بيروت وخارجها، لكن بالنسبة إلينا عنصر المال لا يلعب أي دور في حملتنا". وعن الفارق بين خوضه الانتخابات من موقع رئاسة الحكومة وخوضه إياها من موقع المعارضة قال: لكل حال حسناتها وسيئاتها. ربما المعارضة أسهل نحن لا نستعمل سلاح المعارضة ونتكلم أقل بكثير من أهل الحكومة التي لم ينتقدها أحد مثلما انتقدها أعضاؤها. فيما استخدم كلام ضدنا حين كنا في الحكم فيه افتراء. نحن لا نقول كل الحقيقة حتى لا نزيد هم الناس. وعما إذا كان ترشيح النائب بشارة مرهج مجازفة قال: من يترشح ضد بشارة هو الذي يجازف. وهو ليس مرشحاً ضد أحد بل مع الناس... وأوضح أن المقاعد الأرمنية في لائحته تضم مرشحي حزبي الرامغافار والهانشاق والمستقلين فيما اختار حزب الطاشناق خوضها ضدنا. وتجنب التعليق على سؤال عن توقعاته في شأن احتمال فشل الرئيس الحص في الانتخابات. وقيل له إنه يخوض المعركة للعودة الى رئاسة الحكومة فأجاب: "حسب الدستور الحكومة تتشكل بعد الانتخابات لا قبلها. بعدها نجيب على السؤال...". من جهته، أعلن النائب تمام سلام "إنهاء المساعي التوافقية في بيروت مع رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري". وقال إنه سيسعى الى "تشكيل لوائح توافقية بالتعاون مع المرشحين في العاصمة". وانتقد الرئيس كامل الأسعد قانون الانتخاب وقال في كلمة له في بلدته الطيبة جنوبلبنان بعد غياب 25 عاماً، حيث أقيم له استقبال حاشد إن القانون "مجحف وعلى قياس فئة معينة من السياسيين المهيمنين على السلطة". واستغرب "عدم دخول الجيش والقوى الشرعية اللبنانية الى المناطق المحررة". ورد النائب طلال أرسلان على النائب وليد جنبلاط من دون أن يسميه قائلاً: للذين يتكلمون على تزوير في الانتخابات النيابية نقول لهم التزوير كان في عهدهم. إن مال المهجرين استعمل في دورتين انتخابيتين ورقة ضغط سياسي على المقيمين والعائدين". وأقام مرشحو حركة الشعب لقاء في منطقة المصيطبة أكدوا خلاله "أن نتائج الانتخابات معلبة سلفاً، وأن التعليب بدأ يتضح من خلال التحالفات التي تعرض من هنا وهناك" واعتبروا "أن المعركة اليوم في وجه سياسة الحكم التي تسعى الى خصخصة كل مرافق الدولة بدل أن يعاد فتح الملفات وإعادة أموال الدولة من جيوب من كانوا مسؤولين في الدولة".