سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حزب الله" يدرس موقفه من التحالفات الانتخابية في الجبل . معركة بين لائحتين شبه مكتملتين في بعبدا - عاليه ومسعى ائتلافي في دائرة بيروت الثانية بين الحريري وسلام
تضاءل الأمل بإمكان التوصل الى لائحة ائتلافية في دائرة عاليه - بعبدا المتن الجنوبي. وتواصلت أمس الاتصالات تحضيراً لتأليف لائحتين متنافستين في وقت يحاول الافرقاء في هذه الدائرة الوقوف على الموقف النهائي ل"حزب الله" الذي لن يتبلور الا بعد عودة امينه العام السيد حسن نصرالله من طهران، ليترأس اجتماعاً لشورى الحزب يسمي فيه مرشحيه ويتخذ قراره النهائي بالنسبة الى دائرة بعبدا - عاليه، على قاعدة تأكيد التحالف الانتخابي مع "حركة أمل" في كل الدوائر الانتخابية. وفي هذا السياق علمت "الحياة" ان اجتماعاً سيعقد اليوم في مقر الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيروت، يضم قيادته والنائب طلال ارسلان ورئيس "حزب الوعد" النائب ايلي حبيقة، ويخصص للبحث في التعاون لخوض المعركة على لائحة واحدة عن دائرة بعبدا - عاليه، في مواجهة اللائحة المدعومة في شكل رئيسي من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. واستناداً الى المعلومات الأولية، فإن خوض الانتخابات عن عاليه - بعبدا بلائحتين متنافستين ومكتملتين سيؤدي الى صرف النظر كلياً عن احتمال التوصل الى لائحة ائتلافية، أو أن يكون البديل في حال تعثرها، تنظيم المعركة عبر تشكيل لائحتين ناقصتين للحفاظ على التوازنات الأساسية. وسيحاول منافسو جنبلاط كسب انضمام "حزب الله" الى لائحتهم أو التوصل معه الى تفاهم في حال اصر على موقفه عدم خوض الانتخابات على لائحة تضم حبيقة. ونشطت الاتصالات لمعرفة موقف الحزب الذي لا يزال يدرس كل الاحتمالات، اضافة الى ان مشاوراته مع جنبلاط لم تنقطع، وقد يعقد اجتماع بين الأخير والسيد نصرالله، خصوصاً ان رئيس التقدمي يرفض تكرار تجربة الصدام الانتخابي مع الحزب على غرار ما حصل في انتخابات 1996، ويبدي استعداده للتحالف، ولا مانع لديه في تحييده افساحاً في المجال امامه لاستيعاب الضغوط التي يمكن ان يتعرض لها. وتردد أمس أن منافسي جنبلاط يتصرفون كأن تحالفهم مع "حزب الله" واقع لا محال، على خلاف قيادته التي تؤكد ان لا شيء محسوماً حتى الساعة. ثم انهم اخذوا يتداولون اسماء المرشحين على اللائحة ضمن تشكيلة غير نهائية قوامها عن عاليه: طلال ارسلان ومحمود عبدالخالق درزيان وبيار حلو ماروني ومروان ابو فاضل ارثوذكسي. واللافت ان استكمال اللائحة ينتظر تسمية اسم المرشح الماروني الثاني الذي يتوقف اختياره على حسم مسألة ترشح حبيقة من دون حليفه النائب جان غانم عن الموارنة في بعبدا. ويسمح التوصل الى اتفاق مع حبيقة في هذا الشأن عندها بسحب ترشيح غانم لمصلحة مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي انطوان خليل ليكونا الى جانب النائب بيار دكاش المرشحين الثلاثة عن المقاعد المارونية في بعبدا، والا سيخضع تشكيل اللائحة لاعادة نظر في اسماء بعض المرشحين. وبحسب الاتجاه الذي سيسلكه التفاهم بين خصوم جنبلاط، فإن المرشح غالب الأعور سيكون منافساً للنائب ايمن شقير عن المقعد الدرزي في بعبدا، اضافة الى المرشح النائب السابق سعيد الأسعد عن احد المقعدين الشيعيين في الدائرة نفسها، وبذلك يترك المقعد الثاني شاغراً ريثما يتضح مصير الاتصالات الجارية مع "حزب الله". وعلى الخط المنافس فإن جنبلاط الذي التقى أمس النائب السابق فؤاد السعد، اخذ يتصرف على اساس ان المواجهة الانتخابية قائمة، وهو يتريث في اعلان اسماء المرشحين عن دائرة بعبدا - عاليه، آملاً باعطاء فرصة لمفاوضاته المتجددة مع "حزب الله". وأكدت أوساط مقربة من جنبلاط ان مرشحيه عن عاليه هم: عبدو بجاني وفؤاد السعد مارونيان وانطوان اندراوس ارثوذكسي وأكرم شهيب درزي، مشيرة الى ان اسم المرشح الدرزي الآخر سيعلن في حينه وقبل نهاية الشهر الجاري، الموعد المحدد لاعلان اللائحة. واضافت أن المرشحين عن بعبدا هم: صلاح ادوار حنين وعبدالله ميشال فرحات وكريم سركيس موارنة وأيمن شقير درزي وباسم السبع شيعي، على ان يترك المقعد الشيعي الثاني للاتصالات مع "حزب الله" وثمة امكان لادخال تعديل على الأسماء المارونية. وبالنسبة الى دائرة الشوف، فإن منافسي جنبلاط أوشكوا اتمام استعدادتهم. ويؤكدون في هذا السياق ان مسألة اختيار المرشحين عن السنه لم تحسم، وأن مفاوضات جارية مع "الجماعة الاسلامية" لاختيار مرشح عنها، اضافة الى مرشح آخر من بين اثنين: زاهر الخطيب وفيصل حمدان، بصفتهما من بلدة شحيم. ويردد هؤلاء ان اللقاءات التمهيدية أدت الى التوافق على المرشحين الآخرين من غير السنة وهم: عن الموارنة ناجي البستاني وفؤاد كيوان وشارل غفري، وعن الكاثوليك غسان مغبغب، وعن الدروز حسن قحطان حمادة وفارس ذبيان، والأخير ينتمي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي بينما زميله محسوب ايضاً على الحزب، ما يستدعي امكان اعادة النظر في التسمية النهائية للمرشحين الدرزيين. اما في شأن الانتخابات في بيروت، فبرزت أمس مجدداً المساعي لتوفير مناخ من التوافق بين رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورئيس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت النائب تمام سلام. وقد التقيا أمس في قريطم في محاولة لتنشيط البحث في تشكيل لائحة ائتلافية عن الدائرة الثانية في بيروت. وعلمت "الحياة" ان اقتراحاً للائتلاف طرح على الحريري يقضي بتشكيل لائحة يبقى فيها المقعد الارثوذكسي شاغراً، وتضم الى سلام، محمد المشنوق عن السنة، محمد برجاوي "حزب الله" عن الشيعة ونبيل دي فريج عن الاقليات والنائب يغيا جيرجيان عن الأرمن الأرثوذكس. وكان جواب الحريري بحسب مصادره، انه يحبذ الائتلاف من حيث المبدأ، وكان أول من دعا الى قيامه مع سلام الذي رحب بدوره بذلك. وأضافت ان الحريري طلب خوض الانتخابات على لائحة مكتملة، رافضاً ترك المقعد الارثوذكسي شاغراً، ومقترحاً أن يحل فيها النائب بشارة مرهج. وعزت السبب الى ان الحريري، الذي التقى أمس نائب "حزب الله" محمد فنيش على هامش جلسة نيابية وبحث معه في تأليف لائحة ائتلافية، أكد امام زواره انه يدعم الائتلاف ولا يود الدخول في معركة "كسر عظم" في الدائرة الثانية مع سلام والحزب. لكنه يرى ان ابقاء اللائحة غير مكتملة يعني ان المطلوب منه دعمها من دون ان يكون لديه مرشح محسوب مباشرة عليه. واضافت ان الحريري اقترح ادخال مرهج على اللائحة، بدلاً من ابقاء المقعد الارثوذكسي شاغراً لاعطاء فرصة للنائب نجاح واكيم للافادة من شغور المقعد. وهو كان شكك في وطنيته وساق ضده اتهامات. وفي المقابل، اكدت مصادر سلام انه يقف الى جانب الائتلاف لكنه يريد ان يعطى له المقعد السني الثاني ليختار عضو مجلس امناء المقاصد محمد المنشوق، مشيرة الى انه تلقى أخيراً عرضاً بتأليف لائحة غير مكتملة، ولافتة الى انه لا يستطيع ان يتنكر لقوة "حزب الله" في الدائرة الثانية. وعلى صعيد الوضع الانتخابي في دائرة الشمال الأولى عكار، بشري، الضنية، علمت "الحياة" ان الاستعدادات جارية لتأليف أول لائحة ستعلن ظهر الاربعاء المقبل من منزل النائب عصام فارس في بينو. وبات من المتعارف عليه انها ستضم عن عكار اضافة الى فارس كلاً من طلال المرعبي ووجيه البعريني وجمال اسماعيل سنة، غسان رحال ارثوذكسي، مخايل الضاهر ماروني، عبدالرحمن عبدالرحمن علوي، وعن بشري قبلان عيسى الخوري وبطرس سكر مارونيان وعن الضنية اسعد هرموش وعبدالناصر رعد سنيان والأخير ينتمي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي. ومعلوم ان الحزب لم يحسم موقفه من اسماء مرشحيه عن دوائر الشمال الأولى والشوف وبعبدا - عاليه، وكان مكتبه السياسي اجرى جوجلة لها، ورفع بها تقريراً الى المجلس الأعلى ليتخذ في شأنها القرار المناسب. وعليه فإن ورود اسم مرشحي الحزب على هذه الدوائر لا يعتبر نهائياً ما لم تدعم بقرار صادر عن المرجعية الحزبية المختصة.