أخذت حرارة الاهتمام بالانتخابات النيابية في لبنان ترتفع خصوصاً ان الجولة الأولى منها التي تشمل محافظتي الشمال وجبل لبنان ستحصل في 27 آب اغسطس المقبل. راجع ص4 وأعلن رئيس الحكومة السابق النائب عمر كرامي امس انه "سيقلب الطاولة فوق رؤوسهم اذا ازداد تدخل الاجهزة اللبنانية في الانتخابات وسنسمي الأمور بأسمائها...". وتحدث عن استعمال البعض الضائقة الاجتماعية لشراء الاصوات "فإذا لم تكن هذه رشوة يمنعها القانون فكيف بالله عليكم تكون الرشوة؟". وإذ يخوض كرامي منافسة قوية باللائحة التي سيعلن تشكيلها، مع اللائحة التي يتزعمها الوزير سليمان فرنجية وتضم الوزير نجيب ميقاتي وغيرهما، فان هجوماً آخر شهدته الساحة السياسية أمس على السلطة من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، حين أعلن ان "حياد الدولة كاذب"، واتهم الدولة بالسعي الى "تحجيم القوى الوطنية والمستقلة في دوائر بعبدا عاليه والشوف وبيروت"، ونائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر بأنه "ليس محايداً". واجتمع جنبلاط مع عميد "حزب الكتلة الوطنية" كارلوس إده الذي أعلن التعاون الانتخابي مع رئيس "التقدمي". وتشهد الساحة السياسية والانتخابية تطوراً مهماً اليوم، هو عودة رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل الى لبنان خصوصاً ان نجله بيار مرشح الى الانتخابات عن دائرة المتن الشمالي التي يترشح فيها نجل الرئيس إميل لحود، على لائحة الوزير المر. وسيقام مهرجان يحضره الرئيس الجميل في مسقطه بكفيا بعد ظهر اليوم. وكان الجميل زار بيروت في العام 92 قبيل الانتخابات، لكنه غادرها مجدداً لعدم تأمين الحماية له. وكان ينوي العودة الى بيروت في 20 تموز يوليو الجاري للمشاركة في سورية في ذكرى أربعين الرئيس السوري حافظ الأسد بدعوة وجهت اليه، لكن السلطات اللبنانية نصحته بعدم المجيء وأثار الأمر لغطاً دفع برئيس الحكومة الدكتور سليم الحص وكبار المسؤولين الى الاعلان ان لا مانع من عودته. على صعيد الوضع في الجنوب قالت مصادر لبنانية رسمية ان فريق الجيش اللبناني المولج التحقق من إزالة الخروق الاسرائيلية للأراضي اللبنانية لم يتمكن أمس من معاينة المناطق التي وعدت اسرائيل الأممالمتحدة بإزالة الخروق منها، وهي تقع في موقعين على الحدود. الا ان قوات الطوارئ الدولية أعلنت ان اعادة انتشار قواتها في أربعة مواقع في المنطقة المحررة ستبدأ اليوم الأحد بعدما أعطى رئيس الجمهورية اميل لحود أمس الضوء الأخضر لعملية اعادة الانتشار". والمواقع الأربعة هي اللبونة والمطلة والمنارة ويارون. وذكر مراسلو الصحف والوكالات في جنوبلبنان ان قيادة قوات الطوارئ اصدرت بياناً في هذا الصدد من مقرها في بلدة الناقورة الجنوبية. وأشارت المعلومات الى ان البيان صدر اثر مشاورات بين قيادة هذه القوات ومسؤول الارتباط معها في الجيش اللبناني العميد ماهر الطفيلي. وعلم ان الخطوات الأخرى المتعلقة بانتشار قوات الطوارئ في سائر الجنوب، ستتحدد خلال اجتماع مشترك يعقد في وزارة الدفاع صباح غد الاثنين. وكانت الوحدة الغانية التي ارسلت أول من أمس الجمعة الى بلدة المنارة اللبنانية، في اطار تحرك وحدات منها ومن الكتيبة الايرلندية، عززت وجودها هناك، ونصبت خيماً ورفعت علمين للطوارئ.