اتهمت اوساط التيار المحافظ الرئيس الايراني محمد خاتمي "بتفريغ اللعبة الديموقراطية" من محتواها عبر اعلانه مبكراً ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقررة السنة المقبلة. واعترفت هذه الاوساط بشكل غير مباشر بأن خاتمي سيكون المرشح الفائز في الانتخابات لولاية ثانية من اربع سنوات. تأتي هذه المواقف في ظل اعلان اوساط التيار الاصلاحي ان استراتيجيتها الحالية تتمحور حول تحقيق فوز ساحق في الرئاسيات المقبلة وبأكثر من عشرين مليون صوت لمصلحة الرئيس خاتمي. ويعتبر المحافظون من خلال صحيفة "رسالت" الناطقة باسمهم "ان اعلان خاتمي ترشيح نفسه قبل ثمانية اشهر من موعد الانتخابات الرئاسية يضع مسيرة التنافس العادل امام ازمة فعلية، ويثير تساؤلات حول امكان اعتبار اي عمل يقدم عليه خاتمي بأنه دعاية انتخابية". وحذّرت "رسالت" من ان هذه الخطوة ستثير الشبهات حول امكان الاستفادة من اجهزة الدولة في حملة خاتمي الانتخابية، ما يعني ان مشاركة منافسيه في الانتخابات ستكون مجرد ديكور حتى لا يكون المرشح الوحيد. ويراهن الاصلاحيون على ان تتحول الانتخابات الرئاسية ربيع السنة المقبلة الى استفتاء جديد ودعم لبرامج خاتمي الاصلاحية، في ظل رؤية اصلاحية مفادها ان شعبية خاتمي لا تزال على قوتها، وهي ان لم تزدد خلال الفترة الرئاسية الاولى فإنها لم تضعف عما كانت عليه. ويرد المحافظون بأنه كان الاجدى لخاتمي ان ينسحب من المعترك السياسي وهو في أوج قدرته وقوته الشعبية على غرار الزعيم الافريقي نيلسون مانديلا. ويحذّرون من ان يلاقي خاتمي ما لاقاه سلفه الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني. ويرى التيار الاصلاحي في هذا التكتيك المحافظ دفعاً لخاتمي الى التنحي جانباً بعد انتهاء ولايته الاولى، والسعي الى حصوله على اقل عدد ممكن من الاصوات ليأتي ضعيفاً في حال رفض التنحي. وتقول اوساط قريبة من خاتمي ان حملة التشهير التي خاضتها صحيفة "كيهان" المحافظة ضد بعض الشخصيات الاصلاحية - واتهامها بقبض اموال من مؤسسات اميركية - لا تخرج عن هذا الاطار، بينما ترى اوساط فاعلة في التيار المحافظ ان خاتمي ومعه التيار الاصلاحي "أخفقوا في تحقيق وعودهم القائلة بتحقيق مستقبل افضل لايران".