أعلنت شركة "لاسمير" المغربية التابعة لمجموعة "كورال" السعودية مقرها السويد عن استثمار مبلغ 600 مليون دولار خلال السنوات الأربع المقبلة لتوسيع مصفاتها في ميناء المحمدية ورفع طاقة تكرير النفط إلى عشرة ملايين طن سنوياً بحلول سنة 2004. وقال المدير العام للشركة عبدالرفيع منجور ل"الحياة" إن "لاسمير" ستمول برنامجها الاستثماري بنسبة 50 في المئة من مواردها الذاتية، وستقترض من السوق الدولية مبلغ 300 مليون دولار إضافية لانشاء أربع وحدات جديدة بهدف زيادة انتاج النفط بمقدار 5.2 مليون طن سنوياً، ومعالجة الزيوت الثقيلة عبر تحويلها إلى وقود الطاقة قليلة الكبريت باستخدام تكنولوجيا متقدمة. واعتبر ان الوضعية المالية للشركة جيدة وتسمح لها بالتوسع في الاستثمار الذي قال عنه إنه بات ضرورياً لمواجهة المنافسة الدولية وتطبيق اتفاق الشراكة الأوروبية وفتح قطاع الطاقة بالكامل خلال السنتين المقبلتين. وأضاف منجور: "لقد قمنا بالتعاون مع مجموعة كورال الدولية ومكتب جدة في السعودية ومكتب الخبرة الأميركي بورفين غيرتز بدراسة الجدوى الاقتصادية وتبين لنا جدوى المشروع من الوجهات الاقتصادية والتقنية والتجارية بناء على حجم الطلب الداخلي على النفط وحجم الطلب الخارجي على الزيوت اللازجة ومادة الفيول الصناعية التي ستصدر منها الشركة مليون طن سنوياً، خصوصاً إلى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية". وأشار منجور أن الشركة ستعلن في أيلول سبتمبر المقبل عن مناقصة دولية لتلقي عروض بناء الوحدات الجديدة بعد توقيع اتفاق استثماري مع الحكومة المغربية للاستفادة من ميثاق الاستثمار الذي يمنح الشركات التي تفوق قيمة مشاريعها 50 مليون دولار امتيازات واعفاءات جبائية وضريبية. ومن جهته، قال عضو مجلس إدارة مجموعة "كورال" السعودي الجنسية جمال محمد باعامر ل"الحياة" إن المجموعة حققت منذ دخولها إلى سوق المغرب عام 1997 أرباحاً صافية فاقت 350 مليون دولار، حولت منها إلى خارج المغرب مبلغ 100 مليون دولار فقط، وتم الاحتفاظ بمبلغ 250 مليون دولار محلياً لإعادة ضخه في مشاريع الشركة لتوسيع طاقتها الانتاجية وتحسين شروط المنافسة الدولية التي تفرضها عولمة التجارة. وأضاف باعامر، الذي يمثل مصالح المجموعة السعودية في "لاسمير"، ان "وضعية الشركة جيدة جداً". وكشف ان مصارف تجارية دولية ومحلية عدة تقدمت بعروض لتمويل مشروع "لاسمير" الاستثماري. وقال: "بإمكاننا تحصيل مبلغ يفوق ثلاثة أضعاف حاجتنا إلى التمويل نحو 900 مليون دولار، وهناك مصارف اقترحت علينا تمويل البرنامج بالكامل، لكننا نفضل عدم الاستدانة فوق حاجاتنا الحقيقية". وكشف ان مجموع ديون "لاسمير" يقدر بنحو 40 مليون دولار مقابل مبيعات بلغت العام الماضي نحو 700 مليون دولار. وأوضح من جانب آخر، ان "لاسمير" هي التي ستطلب الاقتراض من السوق المالية الدولية، وستتولى مجموعة "كورال" تقديم العون والمساعدة التقنية والتوجيه. وكانت "كورال"، التي يوجد مقرها في استوكهولم، تملكت "لاسمير" في المحمدية و"الشريفة للنفط" في الرباط عام 1997 بمبلغ 420 مليون دولار وادمجتهما في شركة واحدة. وحققت الشركة الجديدة، التي تقدر قيمتها السوقية بأكثر من 700 مليون دولار العام الماضي، أرباحاً صافية بلغت نحو 97 مليون دولار. ولا تستبعد "كورال" توسيع مشاريعها في المغرب مستقبلاً بالاستثمار في قطاعات جديدة، خصوصاً في مجالي السياحة والاتصالات والتكنولوجيا الحديثة. من جهة أخرى، قال وزير الطاقة والمعادن المغربي يوسف الطاهري ل"الحياة" إن برامج التنقيب عن النفط في المغرب التي تقوم بها شركة "سكيدمور" الأميركية في جنوب شرقي المغرب "تسير بوتيرة حسنة، وان الدراسات الأولية المنجزة مشجعة جداً وتبعث على التفاؤل والرضى التام". لكنه تحفظ عن الاعلان عن وجود النفط في المغرب بكميات تجارية. وقال: "إن الإعلان رسمياً عن الخبر في شأن النفط قد يصدر لاحقاً بعد أسابيع". وكشف ان شركات دولية أخرى تقدمت بطلبات للتنقيب عن النفط في بعض مناطق البلاد. وقال ل"الحياة" إن حجم الاستثمارات المتوقعة في قطاع الطاقة في المغرب خلال السنوات المقبلة يفوق ثلاثة بلايين دولار، وهي تمثل نحو 15 في المئة من اجمالي استثمارات الخطة الخمسية 2000 - 2004 المقدر بنحو 26 بليون دولار. وأضاف ان ارتفاع أسعار الطاقة في السوق الدولية كلف الحكومة مبلغ 200 مليون دولار في نصف سنة للابقاء على أسعار البيع منخفضة في محطات التوزيع.