يتوقع لبنان بعد اطلاق مشاريع اعادة اعمار الجنوب وانمائه ان يدخل القطاع الخاص المنطقة الجنوبية بقوة، ويتم توظيف استثمارات محلية وأجنبية في مشاريع انتاجية مجدية للطرفين: أصحاب الأعمال وأبناء القرى. وكانت رئاسة الحكومة اللبنانية استعدت منذ العام 1994 لتشجيع الاستثمارات المحلية والعربية والاجنبية وأنشأت لهذه الغاية "المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان" ايدال IDAL التي تتبع رئاسة الحكومة مباشرة. يترأس هذه المؤسسة منذ آذار مارس 1999 المهندس كمال حايك المتخصص في ادارة الاعمار Construction Management من جامعة MIT في ماساشوستس الولاياتالمتحدة الأميركية. قال حايك "ان هدف المؤسسة تقديم خدمات فعلية الى المستثمرين وتقديم اقتراحات الى الحكومة لتغيير القوانين والأنظمة وتسهيل عمل المستثمرين عبر تحديد فرص الاستثمار وتأمين المعلومات والتراخيص والاجازات اللازمة". وفي ملف المعلومات عن "ايدال" بالانكليزية الذي وضعه فريق العمل في المؤسسة، انها تقدم الخدمات الآتية: - تأمين معلومات مفصلة ومكثفة عن مناخ الاستثمار في لبنان مع ما هو قائم من مبادرات وفرص للقطاع الخاص. - التنسيق بين البرامج العامة والخاصة لتطوير قطاعات مهمة في الاقتصاد الوطني بما في ذلك البنى التحتية والسياحة والصناعة الغذائية والعناية الصحية. - مساعدة المستثمرين في تأسيس شركاتهم لتحقيق النشاط الاقتصادي أو العمل الذي يرغبون القيام به. - تزويد المستثمرين معلومات احصائية مفصلة وكاملة عن مختلف انواع الرخص والاجازات التي يحتاجون اليها لتحقيق مشروع محدد. - خدمة "One - Stop Shop" لعملية الترخيص للمستثمرين بالتعاون مع كل الوزارات والمؤسسة العامة المختصة. وحدد المهندس حايك عمل المؤسسة في محورين: الأول - خدمات المستثمرين وأبرزها مركز One - Stop Shop وفيه مكاتب مندوبي الوزارات، منهم مندوبون غير دائمين مثل وزارات المال والاقتصاد، ومندوبون دائمون مثل وزارات السياحة والصناعة. الثاني - فرص الاستثمار عبر لائحة باقتراحات مشاريع محددة من القطاع العام ولائحة اقتراحات مشاريع محددة من القطاع الخاص. ونقدم الى الراغبين في الاستثمار رأينا في المشاريع المقترحة. ونحن على اتصال دائم بشركات مختلفة من صناعية وسياحية وعناية طبية وغيرها... وقال: "في "ايدال" نسلم الراغب في الاستثمار ملفاً كاملاً بالمعلومات والاقتراحات، وهذا الملف بالانكليزية أعده فريق عمل لبناني مئة في المئة ولم نَحتَجْ الى استشارة اجنبية. لدينا الكفاية في لبنان لكل انواع الدراسات. وعلى الراغب في الاستثمار ان يملأ ورقة ببعض المعلومات عنه وعن المجال الذي يرغب في الاستثمار فيه. ومن هنا ننطلق معاً". وهل لدى مؤسسة "ايدال" خطة واضحة لفرص الاستثمار في الجنوب؟ أجاب: "نحن لا نستطيع أن نضع تصوراً شاملاً للجنوب لكننا نستطيع ان نكون ضمن خطة. حتى الآن لا خطة انمائية كاملة واضحة، ولكن ثمة خطة لبنى تحتية. المطلوب مشاريع ثورية سياحية زراعية وصناعة غذائية للجنوب وتحديث قوانين الاستثمارات. وقد رفعنا الى الحكومة فكرة قانون جديد للاستثمار ننتظر الرد عليه. ف"ايدال" تقترح مشاريع للجنوب بحسب الدراسات الموجودة. وقدمنا تصورنا للحاجات الصناعية. ونقترح في القطاع السياحي مشاريع على شاطئ الناقورة، ومشاريع مختلفة في قطاعات الصناعة الغذائية والزراعة والتجارة". وأوضح ان العمل في الجنوب يقسم قسمين: الأول - المشاريع الانمائية والبنى التحتية، وتؤدي فيه الدولة دوراً مهماً وتساعد بطريقة غير مباشرة على توفير فرص عمل سريعة وتطوير المنطقة. الثاني - يؤدي فيه القطاع الخاص دوراً اساسياً. وفيه مستثمرون من أبناء المنطقة نفسها ومن الخارج محلياً ودولياً، وخصوصاً رجال الأعمال اللبنانيين المغتربين المنتشرين في أنحاء العالم. وأشار الى مؤتمر رجال الأعمال المغتربين والمتحدرين من أصل لبناني الذي عقد في حزيران يونيو الماضي في فندق فينيسيا في بيروت "وقد شاركنا فيه بانشاء مركز للمراجعات وكانت لنا كلمة في المؤتمرين". وعن رأيه في المؤتمر قال "انه كان جيداً عموماً في مستوى التنظيم والمشاركة. كنا نتمنى مستوى أفضل في المشاركة. لكنها بداية جيدة، وهو المؤتمر الأول من نوعه ولا بد من أن تكون المؤتمرات اللاحقة أفضل". وأشار الى "ان "ايدال" يمكن أن تشكل اطار عمل للمستثمرين في الجنوب وباقي المناطق اللبنانية، وانها تشجع القطاعات الانتاجية وتقترح انواع المصانع وتشير الى المشكلات التي يمكن ان يواجهها المستثمر وكيف يتلافاها في التعبئة والتصدير والتمويل والاعفاءات". وختم ان "ايدال" حققت في الأول من حزيران اربع تراخيص استثمار في لبنان، بينها مشروع مصنع لتصنيع الجلود ودبغها في الجنوب.