بعد رحلة عامرة بالانجازات المحلية والدولية امتدت الى ما يقارب من 20 عاماً، اتخذ نجم الكرة السعودية وقائد فريق نادي النصر محيسن الجمعان قراره بالاعتزال. واكد "الكوبرا"، وهذا هو اللقب الذي اطلقته الجماهير عليه لأن "لدغاته" واهدافه الحاسمة كثيراً ما كانت "قاتلة" لطموحات المنافسين، أنه لن يقتحم مجال التدريب الا بعد دراسة متأنية. وأوضح سر علاقته الحميمة بزميله ماجد عبدالله والمدرب السعودي خليل الزياني. واشار الى ان أسباب عدة كانت وراء قراره، مؤكداً أنه وصل الى قناعة تامة بأن لن يستطيع مواصلة خدمة النصر بالشكل الذي يرضيه. واضاف أن لديه ايضاً ظروفه الشخصية التي تمنعه من الاستمرار، وشكر ادارة النصر والامير عبدالرحمن بن سعود رئيس النادي على تفهمه لاسباب اعتزاله، مؤكداً ان التقدير الذي لقيه من جانبه طيلة عشرين سنة هو وسام غال وثمين جعله يدرك أن عطاءه لم يضع هباء. هناك من يقول أن الملل لعب دوراً مباشراً في اعتزالك... - أعاني من الملل منذ 3 سنوات، لكنه لم يكن السبب الرئيسي في اعتزالي، على رغم أنه كان من ضمن اهم الأسباب. كيف تقيم مشوارك مع المنتخب السعودي ونادي النصر؟ - مع كل الذي قدمته لبلدي وللنصر، فهو لم يصل الى أقصى طموحاتي وتطلعاتي، وما أتمناه أن أكون وفقت في تقديم ما يرضي المسؤولين. ماذا عن مباراة الاعتزال؟ - لم أحدد موعدها بعد، والاكيد ان رجال النصر وفي مقدمهم الأمير عبدالرحمن بن سعود سيسعون الى ان تكون مباراة تكريمي تليق بتاريخي. المنتخب والزياني وماجد هل تتذكر المرة الأولى التي استدعيت فيها لتمثيل المنتخب؟ - لا يمكن أن أنسى هذا اليوم، وكان في عام 1984... في اعقاب مباراة النصر والاتفاق التي انتهت في مصلحتنا 4-صفر، وسجلت يومها هدفين ضمني المدرب الوطني خليل الزياني الى المنتخب. والحقيقة ان تألقي اللافت في هذه المباراة تحديداً كان جواز سفري الى "الأخضر"، وكان عمري وقتها أقل من عشرين عاماً. ما رأيك في الزياني؟ - الزياني من أفضل المدربين الذين أشرفوا على تدريب المنتخب، وكان أحد عوامل تفوقنا في اولمبياد لوس أنجلوس 1984، وكأس أمم آسيا 1984 التي فاز منتخبنا بلقبها للمرة الأولى في هذا العام تحديداً. هل تعتقد ان مشاركتك الى جانب ماجد عبدالله في أول ظهور لك مع المنتخب كانت من أسباب تألقك؟ - لاشك أن ماجد عبدالله مهاجم فذ وأي لاعب يشارك بجواره يستفيد من شهرته و"حرفنته"، ولا أنكر أنني استفدت من موهبته خصوصاً أنه لم يبخل عليّ بتوجيهاته ونصائحه. ما هي المشاركات التي تعتز بها مع المنتخب والنصر؟ - المشاركات التي أعتز بها كثيرة، لكن أهمها مشاركتي في كأس آسيا عام 1984 في سنغافورة وتصفيات لوس أنجلوس الاولمبية في العام ذاته. وايضاً نهائيات الأمم الآسيوية 1988 في الدوحة خصوصاً اننا فزنا بلقبها للمرة الثانية. وعلى مستوى النصر أعتز بكل البطولات التي حققتها معه ان على الصعيد المحلي او الآسيوي، واعتقد ان اهمها الكأس السوبر الآسيوية لأنه كان لها وقع خاص حيث اهلتنا للعب في بطولة اندية العالم. هل ستتجه الى مجال التدريب؟ - التدريب مهمة صعبة، ومن غير المعقول ان أصبح مدرباً بين ليلة وضحاها. وقبل أن أقتحم هذا المجال لابد أن انخرط في دورات مكثفة ومتقدمة حتى اتمكن من السير وفق أسلوب علمي مدروس... واساس ذلك انني لا ارغب في التفريط في نجوميتي بسهولة. هل تعتقد أن الكرة السعودية يمكن ان "تلد" نجماً بحجم موهبتك في مركز الجناح الأيسر؟ - الكرة السعودية مليئة بالمواهب، وأعتقد أن الأيام المقبلة ستؤكد أن هناك 100 محيسن الجمعان بل وأفضل منه. احتياجات النصر ماذا يحتاج النصر في المرحلة المقبلة؟ - يحتاج الى تكاتف الجميع، ووقوف النصراويين الى جانب الأمير عبدالرحمن بن سعود لما فيه مصلحة النادي... وأيضاً تهيئة الأجواء المناسبة للاعبين. وبصراحة أنا متفائل بقدرة النصر على حصد البطولات في الموسم المقبل. ما رأيك في مدرب النصر الجديد البرتغالي آرثر جورج؟ - لا أعرف أي شيءعنه، لكن وكما قرأت في الصحف أن سجله التاريخي مفعم بالانجازات، أتمنى أن يضيف الى هذا السجل بطولات نصراوية محلية وقارية. كيف تقيم مشاركة النصر في بطولة أندية العالم؟ - يكفي النصر أنه كان يمثل قارة آسيا، وهو قدم مستوى مشرف يليق بالكرة السعودية التي بات لها حضورها العالمي.