امضى لاعب النصر محيسن الجمعان 17 عاماً في الملاعب لاعباً متألقاً وقائداً فذاً، واطلق عليه لقب "الكوبرا" لسرعته ومهارته الفائقة، وكان اصغر لاعب يحرز مع المنتخب اللقب القاري 1984، وعامذاك فوجئ الجميع بقرار المدرب خليل الزياني الذي زجّه بين الكبار، فبرع واخذ موقعه، وطالما كان مثالاً للاخلاق والانضباط. عام 1984 فاجأ المدرب السعودي خليل الزياني الجميع باختياره لاعباً لم يتجاوز ال17 عاماً، ولكن ذلك الاختيار كان في محله عندما قدم الفتى اليافع آنذاك محيسن الجمعان عروضاً قوية أذهلت جميع المراقبين، ومنذ ذلك اليوم جعله النصراويون توأم نجمهم الكبير ماجد عبدالله، خصوصاً أن نجومية الجمعان تألقت وتوهجت في المباريات التي خاضها المنتخب السعودي امام المنتخب الكويتي سواء في كأس أمم آسيا أو التصفيات الآسيوية المؤهلة لدورة لوس أنجليس الاولمبية 8419. ولم يكتف الجمعان بالعروض القوية أمام المنتخب "الأزرق" بل نجح في هز الشباك كهداف ثانٍ بعد ماجد عبدالله في صفوف "الأخضر"، ومنذ منتصف الثمانينات انقلبت المعادلة وأصبح السعوديون يعتلون القمة الآسيوية بعدما كانت الكويت السفير الأقوى للكرة الخليجية في المنافسات القارية. وكانت الأهداف الستة التي سجلها محيسن الجمعان ابن السابعة عشر ربيعاً في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى لوس أنجليس والتي تساوى فيها مع ماجد عبدالله، نقطة الانطلاق الحقيقية لولادة نجم جديد للكرة السعودية. لاعب مؤثر "الحياة" استوضحت المدرب القدير خليل الزياني وسألته عن أسباب اختياره للجمعان لصفوف المنتخب العام 1984 وهو لا يزال يافعاً؟ فأوضح ان "الجمعان كان في تلك الفترة ترسانة مواهب يملك السرعة وفن المراوغة والانطلاق والتسجيل، وكنت أرى فيه المهاجم الذي يربط الوسط بخط المقدمة، والحمدلله نظرتي كانت في محلها، وأنا سعيد جداً أنني كنت أول من ضمّ الجمعان لصفوف المنتخب السعودي، لأن التاريخ الرياضي لهذا النجم ومنذ العام 8419 حتى الآن برهان على حسن الاختيار". لقبان مع المنتخب ويعتبر محيسن الجمعان تحقيق المنتخب السعودي لقبين آسيويين 8419 و8819، اضافة الى التأهل الى لوس أنجليس أبرز محطاته الرياضية، كونه أسهم بفاعلية مع زملائه اللاعبين في صناعة مجد رياضي سعودي لم يكن موجوداً من قبل، وعلى رغم ابداعات الجمعان مع "الأخضر" الا أن الاصابة حرمته من المشاركة في نهائيات كأس العالم في الولاياتالمتحدة 1994، علماً بأنه كان في عداد النجوم المتألقين قبلها، ولعل أكثر ما ندم عليها الجمعان في مسيرته الكروية هو عدم تمثيل "الأخضر" في تلك البطولة. 11 بطولة مع النصر وساهم الجمعان وعبر تاريخه المرصع بالذهب مع ناديه النصر في تحقيق 11 بطولة من أصل 21 بطولة حققها الفريق منذ تأسيسه، وكانت أبرز البطولات الخارجية التي ساهم الجمعان في تحقيقها مع النصر بطولة أندية مجلس التعاون مرتين العامين 9419 و9519، أما البطولة الأثمن فكانت كأس الكؤوس الآسسيوية 1998، ثم كأس السوبر في العام ذاته. وخاض الجمعان مباريات النصر في بطولة الأندية العالمية التي اجريت في البرازيل في كانون الثاني يناير الماضي، وبات يُعتبر أول قائد لفريق سعودي في هذه المسابقة، كما شارك مع منتخب شباب السعودية في نهائيات كأس العالم في موسكو 1998. أما البطولات المحلية التي اسهم "الكوبرا" في تحقيقها مع فريقه فهي بطولة كأس الملك ثلاث مرات 8619- 8719 - 9019، وبطولة الدوري ثلاث مرات 8919 - 9419 - 9519، وبطولة كأس الاتحاد العام 9719. محيسن الجمعان متزوج، وأكبر أبنائه عبدالاله، يحمل دبلوماً في التجارة 1985 ويؤكد المقربون منه أنه سيبتعد عن المجال الرياضي بمجرد اقامة مهرجان وداعه. ولا يود الانخراط في الجهاز الفني او الاداري للنصر.