غزة، لندن - "الحياة"، أ ف ب - طالبت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس السلطة الفلسطينية "بوقف التفاوض مع المحتلين وعدم اللجوء إلى خيار أثبتت الأيام فشله وأعلن الشعب مرات عدم قبوله به"، مؤكدة "رفض اي مساومة تتعلق بالقدس والأقصى والبراق واللاجئين، وأن أي اتفاق في هذا الإطار لا يلزمنا ولا يلزم شعبنا بقبوله". وحذرت في بيان "من القبول بورقة المقترحات الأميركية التي تناقض مصالح وحقوق شعبنا الثابتة ولا تخدم إلا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك والرئيس بيل كلينتون". وجددت تأكيدها "خيار المقاومة رغم كل المحاولات المحمومة لإعادة الحياة إلى العملية التفاوضية البائسة عبر جولات المفاوضات العبثية في واشنطن" التي اعتبرت الحركة انها تهدف الى "انقاذ السفاح الصهيوني باراك من مأزقه السياسي من دون أدنى مصلحة وطنية مرجوة". الى ذلك، اعتبرت "الجبهة الديموقراطية" في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه امس ان "مشروع كلينتون مبني على اتفاق اوسلو وكامب ديفيد 2 ويتناقض مع قرارات الشرعية الدولية 242 و338 و194 و237 ويشكل كارثة وطنية وقومية لشعبنا والامة العربية". واضافت ان المشروع يقوم على "ضم 11 في المئة من الضفة والقدس والقطاع بدلا من انسحاب المحتلين والمستوطنين الى ما وراء خط 4 حزيران عام 1967 عملا بقرار مجلس الامن 242، ويقسم الضفة الى ثلاثة اقسام لا تواصل على الارض بينها بل بانفاق وجسور وممر بعرض 15 كيلومترا يشطر الضفة ويربط القدس الكبرى بالبحر الميت". واضافت ان مشروع كلينتون "يضم القدس لاسرائيل ويعطيها سيادة على اسفل الحرم وعلى كامل حائط المبكى بطول 485 مترا الذي يمر اسفل بيوت الحي الاسلامي، فهو الان 58 مترا فقط، مقابل الاحياء العربية من القدس وسطح الحرم للعرب". وتابعت ان المشروع يؤدي الى ضمان سيطرة اسرائيل على مستوطنة كريات اربع المشرفة على الخليل ... ويلغي حق العودة ويتجاهل القرار 194 ويوطن الغالبية في الاقطار العربية والمهاجر الاجنبية". من جهة اخرى، حيّا الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله "حركة المقاومة الاسلامية" حماس وذلك في كلمة عبر الهاتف وجهها إلى الاحتفال الذي اقامته الحركة في ذكرى تأسيسها. وقال في كلمته التي تلقت "الحياة" نصها: "هذه المعركة التي تخوضونها اليوم، وعلى امتداد السنين الماضية ونحن نقف معكم وإلى جانبكم ومن خلفكم، هي أقدس وأشرف معركة ومواجهة يمكن أن يخوضها الإنسان في هذا العصر. ومن الناحية الشرعية والإسلامية، فإن هذه المواجهة وهذه الانتفاضة وهذه المقاومة وهذه المعركة مع هؤلاء الصهاينة الغزاة المحتلين ... هي أوضح معركة يمكن أن يخوضها مسلم مؤمن حريص على أداء تكليفه الشرعي ومتطلع إلى لقاء الله". وتابع: "إن مشاهد أطفال الحجارة والرصاص الذي ينطلق من فوهات بنادقكم، وإن دماء شهدائكم هي أبلغ رسالة وخطاب يمكن أن يستنهض الأمة، وهي أعظم من كل جهد فكري أو ثقافي أو علمي أو سياسي يمكن أن يمارسه أحد على هذه الأمة. أنتم الأمل وفي أيديكم الأمانة. اعلموا ان في أيد أطفالكم ورجالكم ونسائكم مفاتيح الاخرة وفي أيديكم مفاتيح التاريخ والانتصار". وقال: "نحن في قضية الأسرى والجنود الصهاينة الموجودين في أيدينا، مصرون على الثبات في هذا الموقف وعلى إذلال هذا الكيان وهذا الجيش وعلى اساءة وجوههم إن شاء الله. وبصبر وثبات واحتساب أسرانا وأسراكم ومعتقلينا في السجون سنتمكن بعونه تعالى من تحقيق أغلى الأماني لهم ولعوائلهم. وفي نهاية المطاف، الإسرائيلي هو الذي سيخضع".