كشفت وثائق سرية عن سير مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية واسرائيل حصلت عليها قناة الجزيرة القطرية ونشرتها صحيفة الغارديان أن الاستخبارات البريطانية لعبت دوراً مركزياً في وضع خطة سرية لسحق حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الأراضي الفلسطينية. ولم تورد الصحيفة أي تفاصيل عن الخطة السرية، لكنها اشارت إلى أن الوثائق التي وصفتها بأنها أكبر تسريب لمعلومات سرية عن تاريخ الصراع في الشرق الأوسط، تضمنت تفاصيل عشر سنوات من التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقالت الغارديان إن الوثائق كشفت أن المفاوضين الفلسطينيين "وافقوا سراً على قبول ضم اسرائيل لجميع المستوطنات التي بنتها بصورة غير قانونية في القدسالشرقية باستثناء مستوطنة واحدة (جبل أبو غنيم- هارحوما)، وأن هؤلاء المفاوضين قدموا تنازلات كبيرة للاسرائيليين، بما في ذلك مسألة حق العودة للاجئين الفلسطينيين". واضافت الصحيفة أن الوثائق كشفت أيضاً "أن القادة الاسرائيليين طلبوا على نحو خاص من المفاوضين الفلسطينيين نقل المواطنين العرب من أراضيهم إلى أراضي الدولة الفلسطينية الجديدة، وأن قوات الأمن الاسرائيلية اقامت تعاوناً سرياً وثيقاً مع السلطة الفلسطينية، وأن قادة الأخيرة تلقوا معلومات سرية مسبقة عن الحرب التي شنتها اسرائيل ضد قطاع غزة آواخر 2008 ومطلع 2009"، وهو ما شكك به أحد مستشاري أولمرت في تصريحات له اليوم. واشارت إلى أن الاقتراح الأكثر اثارة للجدل هو "تشكيل لجنة مشتركة للسيطرة على المواقع المقدسة مثل الحرم الشريف في القدسالشرقية، الذي تسميه اسرائيل جبل الهيكل، والتي ساهمت في انهيار محادثات كامب ديفيد في العام 2000 بعد أن رفض ياسر عرفات التنازل عن السيادة على المنطقة (قبة الصخرة والمسجد الأقصى)". وقالت الغارديان "إن الانطباع الساحق الذي يبرز من الوثائق السرية لعقد من محادثات السلام في الشرق الأوسط هو الضعف واليأس من قبل القادة الفلسطينيين، والموقف المتصلب للمفاوضين الاسرائيليين، وموقف الازدراء في الكثير من الأحيان الذي ابداه الساسة والمسؤولون الاميركيون تجاه الجانب الفلسطينيين".