رفضت قطر الدعوة التي وجهها اليها المغرب لانتهاج "سلوك إيجابي" مع الدول العربية، بعد قرار الرباط سحب سفيرها من الدوحة ل "التشاور"، في حين استقبل ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في الطائف أمس ولي العهد المغربي الأمير رشيد في حضور ولي عهد قطر الشيخ جاسم بن حمد ال ثاني ويشارك ولي العهد المغربي وولي العهد القطري في افتتاح المعسكر الكشفي العربي المقام في السعودية والذي افتتحه ولي العهد السعودي أمس. ورجّحت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" ان تلعب السعودية دوراً في احتواء الخلاف المغربي - القطري الذي تطور في شكل لافت أخيراً، خصوصاً بعدما طالب رئيس الوزراء المغربي عبدالرحمن اليوسفي قطر ب "اعادة النظر في سلوكها" تجاه الرباط. يذكر ان ولي العهد القطري يزور السعودية رسمياً للمرة الأولى منذ تولى منصبه. وهو يرأس وفداً يضم وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر ووزير الدوله عضو مجلس الوزراء القطري محمد بن خالد ورئيس مجلس الاذاعة والتلفزيون حمد بن ثامر والسفير القطري في السعودية علي آل محمود. ويشارك ولي العهد المغربي الأمير رشيد في فعاليات افتتاح المعسكر الكشفي العربي باعتباره رئيساً للجامعة الوطنية الكشفيه المغربية. وأقام الامير عبدالله بن عبدالعزيز مأدبة غداء تكريماً للشيخ جاسم بن حمد والامير رشيد بن الحسن الثاني حضره الأمير سعود بن محمد بن عبدالعزيز والامير فهد بن محمد بن عبدالعزيز ووزير الاشغال العامة والاسكان الامير متعب بن عبدالعزيز ونائب رئيس الحرس الوطني الامير بدر بن عبدالعزيز وعدد من الامراء والمسؤولين السعوديين. كما حضر مأدبة الغداء وزير الشؤون القانونية في الجمهورية اليمنية أحمد الغانم. وكان مقرراً ان يبدأ وزير الداخلية اليمني اللواء ركن حسين محمد عرب زيارة للسعودية امس من أجل البحث مع نظيره السعودي الامير نايف بن عبدالعزيز في آليات المعاهدة الحدودية التي وقعت بين البلدين في حزيران يونيو الماضي خصوصاً ما يتعلق باختيار الشركة التي ستتولى ترسيم الحدود. ويُتوقع ان يصل الوزير اليمني الى السعودية اليوم. وفي الدوحة، رفض وزير الخارجية القطري ما جاء على لسان اليوسفي من دعوة لقطر "لانتهاج سلوك ايجابي مع الدول العربية". وقال لقناة "الجزيرة": "ان كلمة سلوكيات تنطبق على تلاميذ ... وليست على الدول. ولذلك يجب ان نتحدث ونتخاطب بغير هذه اللغة، لأن دولة قطر لها رؤاها في موضوع الإعلام وغيره". وقال "ان سياسة قطر هي التقرب من كل صديق وشقيق، ولذلك ليست لدينا نية لا سياسية ولا إعلامية ضد المغرب". وأعلن "الاستعداد للتحاور من خلال الإعلام كي نكشف للشارع المغربي والقطري ماهية السلوكيات التي يقولون ان قطر قامت بها". وأضاف: "نحن مستعدون للرد مباشرة لأننا لم نعمل شيئاً ضد المغرب الشقيق، وعلى العكس نحن الذين سعينا ... الى تقريب وجهات النظر بين بلدينا". وعن الملاحظات المغربية على "الجزيرة" وعلاقة ذلك بقرار سحب السفير، قال ان بلاده ارتضت على نفسها "ان يكون هناك إعلام حر في قطر. ولذلك إذا كانت القضية قضية إعلام، فإن كل الصحف العربية وغير العربية تدخل قطر دون رقيب. وعالم اليوم يفترض ان لا نخشى الصحافة، بل ان تكون مساعداً للتصحيح". وقال ان قطر "دولة صغيرة ومسالمة تعرف حجمها جيداً وتحتفظ بكرامتها ولم تقم بأي خطوات عدوانية ضد أي شقيق". وسئل عن صفقة الأسلحة القطرية لمصلحة الجزائر، فأجاب: "إننا لم نرسل ولم نتعاقد على أسلحة، وانما تعاقدنا على سيارات لاندروفر عادية، كما تعاقدنا على بعض المناظير الليلية التي توجد في أي محل عادي في أوروبا وغيرها. هذه كل الصفقة التي نسمع عنها وهي بقيمة خمسة ملايين دولار".