تزايد الطلب على الأدوية المسكنة في صيدليات موسكو مع بداية موسم امتحانات الانتساب الى الجامعات. واذا كان أولياء الأمور بحاجة الى تهدئة اعصابهم فإنهم يحتاجون الى ما يكفي من "زيت التشحيم" لتأمين انسيابية قبول ابنائهم. وبعد انحسار لوحظ في السنوات الماضية، سجل في السنة الجارية ارتفاع في عدد الراغبين في الانتساب الى المعاهد العليا، خصوصاً في المدن الكبيرة، حيث يتنافس على المقعد الواحد في جامعة موسكو أربعة أو خمسة اشخاص. وقالت ل"الحياة" نادرة نعمانوف استاذة اللغة العربية في معهد آسيا وافريقيا التابع لجامعة موسكو، ان 170 فتى وفتاة يتنافسون على 25 مقعداً لدراسة اللغة العربية وتاريخ العالم العربي واقتصاده. واعتبرت ذلك دليلاً على ان الحملات الاعلامية ضد العرب في روسيا لم يعد لها المفعول السابق ذاته. وتشكو غالبية خريجي المدارس من صعوبة الاسئلة التي تضعها المعاهد العليا امام طالبي الانتساب، ومن ان قسائم الامتحانات تضم اسئلة خارجة عن أطر البرامج المدرسية. والمتضرر الأكبر من ذلك أبناء الأرياف والمدن الصغيرة الذين لا يتسنى لهم حضور الدروس الإضافية التي يقدمها اساتذة الجامعات عشية امتحانات القبول. ولتحقيق الهدف المنشود يلجأ الطلاب الى مختلف الأساليب، ومنها التكنولوجية. فقد أخفى شاب تقدم الى امتحانات كلية الصحافة سماعة صغيرة في شعره المرسل وربطها بسلك رفيع لهاتف نقال واخذ يسجل أجوبة كان يمليها عليه صديقه الموجود في مكتبة عامرة بالمراجع. واذا قام الاستاذ المراقب بالانحناء في قاعة الامتحان والتطلع الى السيقان الممدودة فهذا لا يعني انه فقد عقله، بل الأرجح انه يبحث عن "الغش" المدون على أفخاذ الفتيات. وغدا إرسال الأسئلة عبر البريد الالكتروني محفوفاً بالمخاطر، اذ ان طلاباً في مدينة ريزان تمكنوا من اقتحام البرامج الكومبيوترية وعرفوا الأسئلة المتعلقة بالامتحانات. والفشل في الامتحان لا يعني فقط عدم الانتساب الى الجامعة بل يترتب عليه ايضاً ان الشبان يساقون الى الخدمة العسكرية، وهو امر محفوف بالمخاطر في ظل استمرار الحرب الشيشانية. وأبناء الاغنياء لا يكلفون انفسهم مشقة الدراسة والجهد، اذ ان انتسابهم الى الجامعة شبه مضمون في حال موافقة آبائهم على دفع 2000 - 6000 دولار سنوياً، وهي مبالغ خيالية بالنسبة الى الانسان العادي في روسيا. اما الانتساب الى الاقسام المجانية فإنه غالباً ما يكلف مبالغ اقل تتمثل في دفع رشوة أو تقديم هدايا ثمينة الى اعضاء لجان القبول.