بدا أن "الاخوان المسلمين" الأكثر "ضيقاً" من التطورات التي لحقت بحزب العمل، واحساساً بخطورة الاتهامات الموجهة إلى قادته. ووصف نائب مرشد عام الجماعة المستشار مأمون الهضيبي هذه الاتهامات بأنها "مضحكة وسخيفة وركيكة، وهدفها ترويع الجميع قبل الانتخابات البرلمانية". وحمل الهضيبي على من سماهم "مراكز القوى السياسية التي تورط النظام في مواقف، تفسد عليه القبول بين المواطنين". وقال الهضيبي ل"الحياة"، تعليقاً على اتهام النيابة العامة المصرية لحزب العمل بأنه يرتبط بتنظيمات متطرفة بينها "الاخوان"، ان "استجابة الرئيس حسني مبارك لحكم المحكمة الدستورية العليا، وتعديل قانون الحقوق السياسية، منح آمالاً في انفراجة ديموقراطية، وزاد من توقعاتنا اجراء انتخابات على درجة معقولة من النزاهة، لكن ما حدث أخيراً أفسد ما نحلم به". واستغرب اتهام حزب العمل باقامة صلات مع "الاخوان". وقال ان "على الحكومة توجيه الاتهام ذاته الى حزب الوفد الذي شاركناه قائمته في انتخابات العام 1984، والى حزب الاحرار الذي كان من اركان التحالف الاسلامي العام 1987، والى حزب التجمع والناصري المشاركين في لجنة التنسيق بين المعارضة. إن هذه الاتهامات مفاجئة وضعيفة ولا تزيد عن تخويف الناس وترويعهم وارهابهم قبل الانتخابات المقبلة". وقال الهضيبي إن "ما يحدث يدفع المواطنين الى النفور من السلطة". واضاف: "هذه القضية التي اصبحت امام القضاء بعد مطالعة النيابة العامة، بما ورد فيها من اتهامات، ستنهار، ويصبح الفشل مصيرها. فهي لا تقوم على اساس او مسند قانوني حقيقي. ومن غير المتصور اتهام الناس من دون دليل. فهل من خرج عن الجماعة منذ اربعين عاماً، وانضم الى حزب العمل، يعود البعض لاعتباره من قيادات الاخوان بعد كل هذه السنين؟". ورداً على سؤال عن تأثير ما يحدث على الحياة السياسية، قال الهضيبي: "هي انتكاسة، وعائق امام التطور الذي ننشده والاصلاح السياسي الذي نطالب به وتدفعنا الى التساؤل عن حقيقة المواقف داخل مصر".