ميو فرنسا - أ ف ب - احتشد اكثر من أربعين ألف شخص ليل الجمعة السبت في ميو جنوبفرنسا لحضور حفل موسيقي مجاني نظمه "التجمع ضد العولمة". وكان المشاركون قدموا الجمعة الى هذه المدينة الصغيرة ذات العشرين الف نسمة لدعم النقابي المزارع جوزيه بوفيه الملاحق مع تسعة من زملائه بتهمة "تفكيك" احد مطاعم شبكة "ماكدونالدز" الاميركية في المدينة في 1999. وأوضحت السلطات المحلية انه لم يسجل اي حادث مهم باستثناء حادثي سير مساء الجمعة في محيط المدينة اوقعا عشرة جرحى اصابات ستة منهم بالغة. واستؤنفت محاكمة بوفيه وزملائه صباح امس امام محكمة الجنح في ميو. ويواجه المتهمون عقوبة بالسجن 5 سنوات وغرامة مالية مقدارها 500 ألف فرنك فرنسي 75 ألف دولار. وحوّل آلاف المتظاهرين المعادين للعولمة الذين جاؤوا من جميع ارجاء العالم مدينة ميو الصغيرة الى "سياتل سور تارن" وسط اجواء من البهجة والاحتفالات لتقديم الدعم للمزارعين في اليوم الاول لمحاكمتهم. ووصل المشاركون رافعين لافتات عبر قطارات خاصة وحافلات للمشاركة في التجمع الكبير. واخليت طرقات البلدة من السيارات افساحاً في المجال امام المتظاهرين. ويحتشد مناهضو "الوجبات السيئة" بدل الوجبات السريعة و"ديكتاتورية" منظمة التجارة العالمية خلال يومي المحاكمة امام المقر الفرعي لمحافظة افيرون التي أُطلق عليها اسم "سياتل - سور - تارن" تيمناً بمدينة سياتل الاميركية التي شهدت تظاهرات كثيفة مناهضة للعولمة في كانون الاول ديسمبر الماضي. وأكد المتهم الرئيسي جوزيه بوفيه ان الهدف مضاعفة عدد سكان مدينة ميو التي تعد 22 الف نسمة. وقام انصار اتحاد الفلاحين، نقابة زراعية ينطق بوفيه باسمها بتوزيع النبيذ وسندويشات جبنة الروكفور وحوالى عشرين كلغ من الواقي الذكوري. وعلى بعد خطوات من التجمع الاحتفالي، طوقت قوة من الشرطة قصر العدل. ووصل حوالى 800 عنصر من قوة مكافحة الشغب الى البلدة وقام آخرون بتأمين الحماية لمطعم "ماكدونالدز" الذي أغلق أبوابه "بداعي التهدئة". وكان 300 مزارع من نقابة منتجي حليب الماعز واتحاد المزارعين فككوا في 12 آب اغسطس 1999 مطعم "ماكدونالدز" وهو قيد الانشاء في ميو. وكان المزارعون يحتجون على الرسوم الجمركية العالية التي تفرضها واشنطن على جبنة روكفور الفرنسية ردا على الحظر الاوروبي على لحم العجول التي تتغذى بالهرمونات. وعبر ممثلون عن نقابات للمزارعين عن دعمهم لبوفيه. وقال رئيس الجمعية الاميركية الوطنية للمزارعين بيل كريستنسون ان "العدو واحد أينما كان.. انه العولمة ومنظمة التجارة العالمية. نحن فخورون جداً بمساندة جوزيه بوفيه والمزارعين الفرنسيين في معركتهم". وتناوب على الكلام ممثلون من الفيليبين وكوريا وافريقيا للتشديد على الطابع العالمي للمعركة ضد "انحرافات منظمة التجارة العالمية" و"ديكتاتورية قانون السوق".