سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلافاً لما اعلنته الامم المتحدة... ومع تسجيل 13 خرقاً اسرائيلياً للحدود . الحص يؤكد عدم التنازل عن شبر من الأرض ويكثف اتصالاته الديبلوماسية لدعم الموقف اللبناني
} خلافاً لتأكيد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ان الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان وبقاعه الغربي اكتمل، أصرّ لبنان على ان اسرائيل ما زالت تحتل أجزاء من أراضيه، مناشداً المنظمة الدولية المساعدة على معالجة هذا الوضع، ومكرراً تصميمه على التعاون معها الى أبعد الحدود لتنفيذ المهام الموكلة الى قواتها. بقي رئيس الحكومة وزير الخارجية سليم الحص على اتصال مستمر بمندوب لبنان الدائم في الأممالمتحدة السفير سليم تدمري في شأن التطورات المتعلقة بالانسحاب الاسرائيلي والاتصالات الجارية في هذا الشأن على مستوى الأممالمتحدة ومجلس الأمن. وأجرى اتصالاً هاتفياً بالأمين العام لجامعة الدول العربية عصمت عبدالمجيد اطلعه فيه على واقع الانسحاب الاسرائيلي من لبنان، مؤكداً "ان أعمال التحقق التي قام بها الفريق الفني اللبناني بالتعاون مع فريق الأممالمتحدة اظهرت ان هناك عدداً من المراكز العسكرية الاسرائيلية ما زالت داخل الحدود اللبنانية حددها في حديث الى "رويترز" بستة وان عدداً من البقع من الأرض اللبنانية ما زالت تحت السيطرة الاسرائيلية". وتبلغ الحص من عبدالمجيد انه سيجري الاتصالات اللازمة مع ممثلي المجموعة العربية في الأممالمتحدة لدعم موقف لبنان في مجلس الأمن الذي ينتظر ان يجتمع في وقت لاحق لمناقشة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في شأن الانسحاب. وأجرى الحص للغاية نفسها اتصالاً بوزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى، باعتبار بلاده العضو العربي في مجلس الأمن، ووضعه في صورة الموقف اللبناني، وأبلغه الإصرار على التمسك بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية وفق القرار الدولي الرقم 425، فوعده الوزير التونسي بأن يتصل بسفير تونس في الأممالمتحدة ويطلب منه تأييد الموقف اللبناني. وأوضح الحص خلال اتصالاته امس ان "لبنان مصمم على التعاون مع الأممالمتحدة الى أبعد الحدود لتنفيذ المهام الموكلة الى قواتها، لكنه يحرص على التشبث بكل شبر من أراضيه". وقد أبلغ الموقف اللبناني هذا الى السفير الاميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد طالباً منه نقله الى حكومته، والى السفير الفرنسي فيليب لوكورتييه الذي تترأس بلاده مجلس الأمن هذا الشهر. وتلقى الحص اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية ايران كمال خرازي الذي اطلع منه على الموقف اللبناني في ضوء عملية التثبت من الانسحاب الاسرائيلي وما وصلت اليه، مؤكداً دعم طهران لهذا الموقف. وفي حديث الى "رويترز" أمل الحص "بأن تسارع في الحال الأممالمتحدة لمعالجة هذا الوضع لأننا لسنا مستعدين للتخلي ولو عن شبر من أرضنا". ورفض تأكيد انان ان اسرائيل أتمت انسحابها وفقاً للقرار 425. في هذه الاثناء، قال مصدر في الفريق اللبناني للتثبت من الانسحاب الاسرائيلي بالاشتراك مع فريق الأممالمتحدة، ان الفريقين اللبناني والدولي، فوجئا باعلان أنان، لأنه جاء قبل ساعتين وثلث الساعة من انتهاء الاجتماع الذي عقده الفريقان ليل أول من أمس في مقر قيادة قوات الطوارئ الدولية في الناقورة، بعد الجولات الميدانية التي قاما بها خلال النهار. وأوضح المصدر ان الاجتماع استمر حتى العاشرة والنصف ليلاً، وخصص لوضع محضر بجولات الفريقين لتسجيل الخروقات الاسرائيلية للحدود مع لبنان وفقاً للخط الذي حددته الأممالمتحدة وان الفريقين سمعا باعلان انتهاء الانسحاب بعد خروجهما من الاجتماع. وأضاف المصدر: "كان هذا الاعلان سياسياً، اكثر مما يعكس عمل اللجنتين الدولية واللبنانية خصوصاً ان الاجتماع سجل محضراً اجمالياً بثلاثة عشر خرقاً، اضافة الى محضر تفصيلي بكل خرق يحدد بدقة كيف حصل، بالامتار والمقاييس". وذكر "ان فريق ضباط الأممالمتحدة نوّه بالدقة التي تميز بها عمل الجانب اللبناني، برئاسة العميد أمين حطيط وفوجئ بدرجة الاحتراف التي يتمتع بها الضباط اللبنانيون، نظراً الى انهم استطاعوا ان يبرهنوا للضباط الدوليين بوسائل تقنية حديثة مدى الانتهاكات الاسرائيلية للحدود، بالأمتار والمواقع والاحداثيات". وأوضح "ان الجانب اللبناني استحضر في عدد من المواقع كاسحة ألغام من قيادة الجيش اضطر الفريقان الى انتظار وصولها لتعطيل جزء من حقول الألغام، لكي يعاين الفريقان انتهاكات كان الجانب اللبناني أبلغ الجانب الدولي بها، فتأكدت للضباط الدوليين بعدها صحة الموقف". وأشار المصدر الى ان الفريقين لم يعملا أمس، في انتظار ان يتبلغ الجانب اللبناني من الأممالمتحدة ان اسرائيل تراجعت عن الانتهاكات التي تضمنها محضر أول من أمس. وأضاف: "ان الجانب اللبناني سيعود، اذا ابلغته الأممالمتحدة بتصحيح الاسرائيليين الانتهاكات، للتأكد ميدانياً هل عولجت الخروقات، وذلك بالعين المجردة، ولن يكتفي بالتأكد بالسمع، خوفاً من ان يقوم الجانب الاسرائيلي ببلف الأممالمتحدة من جهة، أو ان يصحح بعض الخروقات، ثم ينفذ غيرها لاحقاً من وراء ظهر الفريقين اللبناني والدولي". وكانت مصادر الفريق اللبناني المكلف التثبت من الحدود الدولية أفادت ان نظيره الدولي وافق خلال اجتماع اول من أمس على وجود 13 خرقاً اسرائيلياً للحدود اللبنانية، 10 منها على الخط الأزرق الذي رسمته الأممالمتحدة، وثلاثة بين الخط الأزرق والحدود الدولية الأساسية. والخروق على الخط الأزرق المطابق للحدود اللبنانية الدولية هي: 1 منطقة علما الشعب: اقتطاع بطول ستة كيلومترات وعرض 1.5 كلم قسم منها حقل ألغام والقسم الآخر مستعمل مزارع وبساتين. 2 منطقة يارين قرب المعلم BP-18: مركز عسكري اسرائيلي، 40 متراً داخل الأراضي اللبنانية. 3 منطقة يارين قرب المعلم BP-19: مركز عسكري اسرائيلي داخل لبنان بعمق 19 متراً. 4 منطقة عيترون: اقتطاع مثلث بقاعدة 120 متراً وعمق 75 متراً داخل الأراضي اللبنانية. 5 قرب المعلم B-66: مركز اسرائيلي بعرض 200م وعمق 40م داخل الأراضي اللبنانية. وثمة خرق آخر يتمثل بمضخات مياه على نبع الوزاني في اتجاه الأراضي الاسرائيلية. 6 قرب المعلم BP-33: مركز اسرائيلي داخل لبنان بعمق 40 متراً وطول 250 متراً. 7 منطقة المطلة قرب المعلم BP-38: مركز اسرائيلي داخل لبنان بعمق 12 متراً. 8 مسكافعام: اقتطاع أرض بعمق 200 متر وطول 1.5 كلم. 9 العباسية: مركز عسكري داخل لبنان بعمق 185 متراً واقتطاع 4500 دونم. 10 منطقة كفرشوبا/ شبعا: مركز اسرائيلي في جبل السماق بعمق 40 متراً ومركز اسرائيلي في جبل حوراتا بعمق 100 متر. أما الخروق الاسرائيلية بين الحدود الدولية والخط الأزرق المغاير للحدود فهي: 1 مسكافعام: اقتطاع أرض بطول 1.5 كلم وعمق 200 متر داخل الأراضي اللبنانية. 2 المطلة: اقتطاع بطول 4.5 كلم وعمق 30 متراً داخل الأراضي اللبنانية. 3 رميش: اقتطاع مثلث بعمق 200 متر داخل لبنان. وروى مصدر في الفريق اللبناني "ان الفريقين اللبناني والدولي كانا يتابعان في الناقورة مناقشة 13 خرقاً اسرائيلياً للخط الذي رسمه لارسن عندما سارعت قيادة القوات الدولية الى الاتصال بأنان وابلاغه أن عملية التثبت انتهت وان هناك خرقين فقط، وان الاتصالات جارية مع الجانب الاسرائيلي لإزالتهما خلال ساعات". وأشار الى "أن القوة الدولية المعنية قررت زيارة أماكن الخروقات أمس، وان بيان الأممالمتحدة صدر في نيويورك قبل معالجتها".